على الهواري يكتب: شهادة زوجة إبراهيم عيسى «المجروحة»
علقت السيدة أميرة عبد الفتاح، زوجة الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى، على الجدل المثار حول مسلسل فاتن أمل حربي الذي ألَّفهُ زوجها، والذي عرض ضمن الأعمال الدرامية لموسم رمضان 2022.
وقالت أميرة عبد الفتاح: ترددت كثيرا أن أكتب رأيي في مسلسل فاتن أمل حربي، خلال شهر كامل من عرضه؛ من منطلق إن أي حاجة هقولها؛ هتبقى في سكة «ومين يشهد للعروسة».. بس الحقيقة إن العروسة لو حلوة؛ ألف مين يشهد لها.. وأهلها أولى بيها.
وأضافت زوجة إبراهيم عيسى: أنا بكتب المقال ده النهاردة؛ من منظورات ثلاثة، أولا؛ باعتباري نسوية مهتمة بقضايا المرأة، ثانيا؛ باعتباري ست مصرية ومُشاهِدَة عادية، وثالثا؛ باعتباري زوجة المؤلف.
وتابعت أميرة عبد الفتاح: أولا كنسوية.. أنا فخورة إني جزء من الحراك النسوي في مصر، على مدار الخمسة وعشرين سنة اللي فاتت، ومن قبل حتى ما أتخرج من الجامعة وأنا جزء من صراع ونضال الحركة النسائية؛ من أجل العدالة والمساواة، سواء على مستوى القوانين والتشريعات، أو على مستوى التوعية المجتمعية على الأرض وفي الشارع، من أول وثيقة الزواج الجديدة والخلع، إلى حق المرأة في منصة القضاء، الميراث، وقضايا العنف المبني على النوع، الختان، وتزويج الأطفال، وطبعا قانون الأحوال الشخصية… الحراك ده موجود من قبل ما أنا أتولد، ومستمر لحد دلوقت.
وأوضحت أميرة عبد الفتاح: أنا كنسوية؛ سعيدة جدا إن في عمل درامي مصري تناول قضايا مهمة مسكوت عنها، وطلَّعها للنقاش العام، قضايا زي: سقوط الحضانة عند زواج الأم الحاضنة، مفهوم طاعة الزوج اللي مش قانوني ولا دستوري، مفهوم القوامة اللي بيُستخدم عمال على بطال؛ لتكريس سلطة الرجال، الولاية التعليمية ومشاكلها، الطلاق في الشريعة المسيحية، شهادة المرأة اللي نصف شهادة الرجل في أمور الأحوال الشخصية… إلخ إلخ.
وواصلت أميرة عبد الفتاح: وقضايا تانية بقالنا سنين بنتكلم فيها وله موجودة للأسف، زي صعوبة إثبات دخل الزوج؛ وبالتالي صعوبة الحصول على نفقة عادلة، تأثير مشاكل الأسرة على الأبناء، الميراث، واستيلاء الذكور على ميراث النساء، خاصة الأرض والعقارات، وبشكل عام، صعوبة إجراءات التقاضي، وطولة بال العدالة على حقوق الستات.
وأكملت زوجة إبراهيم عيسى مؤلف مسلسل فاتن أمل حربي، حديثها: محكمة الأسرة اللي أول مرة تطلع على الشاشة، عدد القضايا المهول، بيوت الاستضافة اللي محدش كان عارف بوجودها قبل كده، كل ده نجاح كبير لينا كنسويات من وجهة نظري، وفرصة ممكن البناء عليها، والاستفادة منها، بدلا من التعالي الفارغ، اللي للأسف «أتحفنا بيه البعض» في نوبة من نوبات المزايدة التقليدية.
وتابعت أميرة عبد الفتاح: يمكن المؤلف كان طماع طمع حميد؛ علشان حاول يحط لنا أكبر عدد من القضايا في الـ30 حلقة، حتى لو مشهد أو مشهدين، بس ده في حد ذاته تحدي نبيل، حجر وبنرميه في البِركة، وبيخلق دوائر وموجات من الأثر ripple affect.
أميرة عبد الفتاح، قالت أيضا: هل أخذتم بالكم من دور الست السورية اللي فيه تكريم للوجود السوري في مصر، هل أخذتم بالكم إن الشيخ يحيى رايح السعودية؛ لأن في الوقت اللي مصر رفدته علشان مستنير أو عنده فكر مغاير؛ السعودية منفتحة على التغييرات دي، كل ده بين السطور أو بين المشاهد، وكل ده حلو أوي، وسواء كنا كنسويات ومؤسسات عاملة في قضايا المرأة، بيطلع عنينا؛ علشان الكلام ده يوصل للناس، الناس الحقيقية.
زوجة إبراهيم عيسى أميرة عبد الفتاح، قالت: المسلسل ساهم في تحريك المياه الراكدة، والباقي بقى علينا، مباشر بقى، غير مباشر، مقال في صورة مسلسل، أنا كنسوية؛ مش مهتمة بالكلام ده هنا، أنا سعيدة إن الكلام ده طلع على الشاشة، وخلق نقاش واسع وصحي.
وواصلت أميرة عبد الفتاح: كست مصرية، مُشاهدة بقى، نيللي كريم شبه الستات الحقيقية اللي قضيتها واحدة من مليون و500 ألف قضية مرفوعة أمام محكمة الأسرة، كمية الستات اللي شافت نفسها في الست دي، وهي بتحضر الجدول للعيال، بتأكلهم في المواصلات وهي رايحة بيهم التمارين، الشحططة بين الشغل وشغل البيت والدروس والتمارين، الست المصرية اللي بتلعب كل الأدوار دون أي تقدير من المجتمع.
وتابعت أميرة عبد الفتاح: المسلسل طلَّع الست دي على الشاشة، وطلعها بشكل عفوي، ولبس ملائم، وأماكن تصوير واقعية، ومشاهد تضحك، ومشاهد تعيط، وده معناه؛ مخرج متميز وشاطر ومجتهد، واهتم بكل وأدق التفاصيل، جماليات المسلسل كتير أوي من وجهة نظري المتواضعة، كمشاهدة مخلصة للمسلسلات ودراما رمضان، جماليات من أول توظيف أغاني وردة وأم كلثوم، لحد أغنية أنغام العظيمة، في التتر، مرورا بخفة دم شكيب وفكرة الأفانت تتر العبقرية.
وأضافت أميرة عبد الفتاح: البنت اللي بتكتب اسم أمها على الكراسات بدل أبوها، دي مش مبالغة حضرتك، دي قصص واقعية حصلت بالفعل، البنات اللي مابتعرفش تحجز غرفة في فندق؛ علشان معهاش مَحرم، بيحصل حضرتك، اللي شايف المسلسل بيبالغ في عرض قضايا الستات؛ يسأل نفسه الأسئلة دي بالترتيب.. هل أنا سِتّ؟، هل أنا سِتّ مطلقة؟، هل أنا سِتّ مطلقة جوزها نطع؟، لو أنت مش من الفئات دي؛ فيا ريت تنقطنا بسكاتك.
وواصلت أميرة عبد الفتاح: مش مهم بقى بالنسبة لي كست مصرية، كون المسلسل هو الأهم على الساحة، الأكثر إثارة، الأكثر تشويقا، إلخ إلخ، مش مهم كل ده،
إحنا مش في مسابقة، المهم إن في ملايين من الستات شافوا نفسهم على الشاشة، في خناقاتهم من أزواجهم، في معاناتهم اليومية، في معاناتهم بعد الطلاق، في طبطبتهم على بعض، المسلسل ده كان عن الستات دي، وهما فرحانين بيه في السياق ده، وأنا منهم.
وعن كونها زوجة مؤلف المسلسل، قالت أميرة عبد الفتاح: أما بقى كوني زوجة المؤلف؛ فـنا شاهدة على الجهد الكبير اللي بَذَلُه إبراهيم في الكتابة والمراجعة والتحقق من كل تفصيلة قانونية وفقهية، عمل شاق، وأنا كأميرة مرات إبرهيم عيسى، فخورة بيه، زوج ورجل مستنير، مناصر للمرأة وحقوقها، وشايل عبء تحريرها من سيطرة الوهابية والسلفية الذكورية اللي مستخبية وراء تفسيرات أحادية، وأحيانا خاطئة للشريعة، أنا كأميرة مرات إبراهيم عيسى؛ سعيدة جدا بالمنتج النهائي اللي اتعرض على الشاشة، اللي هو جهد الكاتب والممثلين والمخرج وكل صناع العمل ده.
ونوهت أميرة عبد الفتاح: أنا وإبراهيم اتجوزنا في أبريل 2001، وقتها كانت وثيقة الزواج الجديدة لسه طالعة، وطلبت منه إننا نحط شروط في الوثيقة، كان عندي 26 سنة، وكنت فخورة بإنجاز اتحقق من مطالب حركة حقوق المرأة في مصر، وافق فورا، ولغاية دلوقتي، قليل أوي من جيلي اللي أعرفه اللي استخدم الحق ده، هو ده إبراهيم اللي أنا اتجوزته وفخورة بيه.
واختتمت أميرة عبد الفتاح: حد بقى يقول لي، هو صحفي، خليه في الصحافة، هو مذيع خليه في التليفزيون، هو كاتب خليه في الكتب، أحب أقول لكل هؤلاء: طب ما تجرب وتخليك في حالك.. شكرا قد أطلت عليكم.
تأتي شهادة السيدة أميرة عبد الفتاح، على مسلسل «فاتن أمل حربي»، في الوقت الذي يتعرض فيه المسلسل لهجوم شديد وانتقادات واسعة.
فقد هاجم أحمد عز المتحدث باسم «رابطة الآباء المتضررين من قانون الأحوال الشخصية» مسلسل «فاتن أمل حربي» للكاتب ابراهيم عيسى، ومطالبات تغيير قانون الأحوال الشخصية التي يطرحها المسلسل.
وعبر حسابه الشخصي على «فيسبوك» كتب «عز»: «طول ما الإعلام ماشي في اتجاه واحد، يبقى إحنا غلط.. نيللي كريم بتستخدم السوشيال ميديا عشان تعلي مشاهدات المسلسل بتاعها، هي وزملاءها بغض النظر عن ما يتركه هذا العمل في المجتمع من فساد».
الأزهر يهاجم مسلسل «فات أمل حربي»
كما اصدر الأزهر الشريف بيان شديد اللهجة يهاجم فيه المسلسل، حيث أكد مركز الفتوى التابع للأزهر، أن الأزهر يدعم الإبداع المُستنير الواعي، لكنه يحذر من الاستهزاء بآيات القرآن وتشويه صورة رجل الدين.
وقال إن الأزهر يحذر من الاستهزاء بآيات القرآن الكريم، وهدم مكانة السنة النبوية، وإذكاء الأفكار المتطرفة، وتشويه صورة عالِم الدّين في المجتمع، مؤكدا أن الضَّمائر اليقظة تدفع أصحابها نحو الإبداع المُستنير الواعي الذي يبني الأُمم، ويُحسِّن الأخلاق، ويُحقِّق أمن واستقرار المُجتمعات، ولا يصنع الصّراعات.
كما أضاف البيان أن "تشويه المفاهيم الدِّينية، بهدف إثارة الجَدَل، وزيادة الشُّهرة والمُشاهدات؛ أنانيَّة ونفعيَّة بغيضة، مشيرا إلى أن تعمُّد تقديم عالِم الدّين الإسلامي بعمامته الأزهرية البيضاء في صورة الجاهل تنمُّرٌ مُستنكَر.
أما فيما يخص حضانة الأطفال، أشار البيان إلى أن "الإسلام أعطى الأمَ حقَّ حضانة أولادها عند وقوع الانفصال إذا لم يكن مانع من الحضانة، ولا ينبغي مطلقًا أن يكون الطفل بين يدي والديه أداة ضغط أو دليلَ انتصار".
وحذر من التستر خلف لافتات حقوق المرأة لتقسيم المجتمع، وتصوير بعض الأفراد للتراث الإسلامي كعدوٍ للمرأة، واستخدام الإعلام والدراما لتشويه هذا التراث.
محامي يتهم المسلسل بازدراء الأديان
كما تقدم المحامي المصري، سمير صبري، ببلاغ إلى النائب العام ونيابة أمن الدولة العليا المصريين، ضد مسلسل فاتن أمل حربي ومؤلفه الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، يتهم فيه صناع العمل بازدراء الأديان.
وقال مقدم البلاغ إن أحداث العمل تدور حول قانون الأحوال الشخصية، حيث "تعمد المبلغ ضده تشويه صورة علماء الأزهر وإظهار رجل الدين بمظهر الجاهل وتشويه سمعته، كما يتعدى المسلسل على الثوابت الدينية ونشر السلوكيات السلبية والتي من شأنها أن تؤثر في المجتمع وترسخ القيم السلبية التي تهدد استقراره، مما دعا مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف إلى الرد عليه" حسب نص البلاغ الذي قُدم للنائب العام وحصلت وسائل إعلام مصرية على نسخة منه.
وأضاف البلاغ أنه "مما لا شك فيه أن حرية الاعتقاد مكفولة بمقتضى الدستور، إلا أن هذا لا يبيح لمن يجادل في أصول دين من الأديان أن يمتهن حرمته أو يحط من قدره أو يزدريه عن عمد منه، فإذا ما تبين أنه إنما كان يبتغي بالجدل الذي أثاره المساس بحرمة الدين والسخرية منه فليس له أن يحتمي من ذلك بحرية الاعتقاد".
وأشار البلاغ المقدم للنائب العام المصري، ضد صناع مسلسل فاتن أمل حربي، إلى أن "المسلسل يعد يقع تحت جريمة استغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة المنصوص عليها في المادة (98) من قانون العقوبات، كما أنه يخالف نصوص القانون والدستور والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 180 لسنة 2018 وخالف نصوص المواد أرقام 17 و19 وذلك بنشر أفكار تتعدى على القيم الدينية وكذلك لم يلتزم بأحكام ميثاق الشرف المهني والوسيلة الإعلامية وآداب المهنة وتقاليدها".
واختتم صبري بلاغه بأن "ما قام به المبلغ ضده يشكل أركان جريمة ازدراء الدين الإسلامي، والتمس التحقيق في البلاغ وتقديم المبلغ ضده للمحاكمة الجنائية العاجلة طبقًا لنص المادة 98 من قانون العقوبات المصري".
من هي أميرة عبد الفتاح زوجة إبراهيم عيسى؟
السيدة أميرة عبد الفتاح، زوجة الكاتب إبراهيم عيسى، هي ناشطة نسوية كما تقول، ومنسقة البرامج الإقليمية في مؤسسة " فريدريش ناومان"، ولديهما ابنة تسمى فاطمة وولد يدعى يحيى.
وقد ترددت شائعات على بعض المواقع في 2019، عن أنها طلبت الطلاق من إبراهيم عيسى.
من هي مؤسسة« فريدريش ناومان»التي تعمل فيها زوجة إبراهيم عيسى؟
"فريدريش ناومان للحرية".. مؤسسة ليبرالية، أنشأها تيودور هويس الذي شغل منصب أول رئيس لجمهورية ألمانيا الاتحادية سنة 1958، والهادفة إلى تعزيز حرية الفرد والليبرالية.
وتتبع المؤسسة مبادئ القس فريدريش ناومان، المفكر والسياسي الليبرالي الألماني الرائد في أوائل القرن العشرين، الذى ولد فى 1860 فى مقاطعة ساكسونيا فى ألمانيا، وكان والده قسيسًا بروتستانتيًا، حيث دعم بإصرار فكرة التعليم المدني، إذ كان يعتقد أن الديمقراطية الفاعلة بحاجة إلى مواطنين يمتلكون ثقافة ومعارف سياسية، وكان يرى أن التعليم المدني شرطًا أساسيًا من شروط المشاركة السياسية، ومن ثَم تأتي أهميته بالنسبة للديمقراطية، حسب ما جاء عبر موقع المؤسسة الرسمي.
وتهدف مؤسسة "فريدريش ناومان" كما كتب عبر موقعها الرسمى إلى تعزيز الأفكار والمفاهيم الليبرالية وتقوية المجتمع المدنى والأحزاب السياسية الليبرالية والسعى نحو الجمع بين الشباب الليبرالى المصرى ونظيره الأوروبي.
في مايو 2016، استدعت وزارة الخارجية الألمانية، السفير المصري في برلين بدر عبدالعاطي لإبلاغه بعدم تفهم ألمانيا موقف مصر من النزاع بين مؤسسة فريدريش ناومان الألمانية، المقربة من الحزب الديمقراطي الحر، والحكومة المصرية.