رئيس التحرير
خالد مهران

شريف سلامة في حوار لـ«النبأ»: «فاتن أمل حربي» يهدف لإنصاف المرأة.. واتشتمت بسبب «سيف الدندراوي»

شريف سلامة لـ«النبأ»:
شريف سلامة لـ«النبأ»: «فاتن أمل حربي» يهدف لإنصاف المرأة

 

«ورق التوت» عمل درامي مهم.. وأقدم دور رئيسًا لأكاديمية فنون

 

عندما تراه للوهلة الأولى، لا تتخيل أبدًا أنه يمكنه تقديم دور بهذه الشراسة والجبروت، بهذا القدر من الإبداع والتفوق، لا سيما أنه اعتاد على تقديم أدوار هادئة، بملامح معينة، لكنه فاجأ الجميع، خلال سباق شهر رمضان، بشكل صادم، من خلال شخصية «سيف الدندراوي»، الذي لا يحمل سوى الشر والأنانية وحب الامتلاك.

هو الفنان شريف سلامة، الذي تألق في مسلسل «فاتن أمل حربي»، وخطف الأنظار بدور جديد ومختلف عنه تمامًا، ونال إعجاب النقاد والمشاهدين بانسيابية أدائه وقدرته على الإقناع.

«شريف» فتح قلبه لـ«النبأ»، في حوار خاص، تحدث فيه عن كواليس المسلسل،  وعن تفاصيل مشاركته به، كما تطرق للحديث عن أعماله الجديدة بالفترة المقبلة.

بداية.. هل توقعت أن يحقق «فاتن أمل حربي» كل هذا النجاح؟

في الحقيقة، توقعت أن يحقق المسلسل حالة من النجاح، لكن ليس بهذا الشكل، فـكنت أتابع، مع عرض كل حلقة، ردود أفعال إيجابية على العمل كله وعلى شخصية «سيف الدندراوي» تحديدًا، وهذا كان يحمسني ويشجعني على الاجتهاد أكثر في تقديمها، وفي النهاية هو كرم من عند الله، فـ الحمدلله.

والنجاح الفعلي شعرت به بعد معرفتي بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتعديل قانون الأحوال الشخصية، وتأكدت من أن العمل الذي شاركت فيه، يحمل رسالة قوية في المجتمع.

كيف تم ترشيحك للدور؟

المخرج ماندو العدل هو الذي عرض عليَ الدور، ووافقت عليه على الفور، فهو يناقش قضية خطيرة، ويسعى أن يكون خطوة لتحقيق العدل والإنصاف للمرأة في الوطن العربي كله، وما تتعرض له «فاتن»، تتعرض له مئات السيدات في الحقيقة، وبأشكال أصعب وأخطر، وهذا  جعلني أشعر بمدى أهمية طرح هذه القضية ومناقشتها.

شريف سلامة في «فاتن أمل حربي»

وكيف كان استعدادك لشخصية «سيف الدندراوي»؟

«سيف» اضطرني إلى القيام بتغييرات كبيرة؛ فـ على مستوى الشكل، قمت بتعديل طريقة تصفيف شعري، وجعلته إلى الأمام، وأيضًا الشارب، غيرت شكله، بجانب نبرة الصوت، التي كانت دائمًا حادة وعالية.

وعلى مستوى التمثيل، تعاملت مع الشخصية على أنها «لحم ودم»، قرأت السيناريو جيدًا، اندمجت معها لأبعد مدى، وعقدنا جلسات عمل كثيرة مع المخرج محمد العدل والمؤلف إبراهيم عيسى، وحاولت بأقصى جهد أن أضع نفسي مكان الأشخاص الذين يفكرون مثل «سيف»، وأن أرى الأمور بمنظورهم، حتى سيطرت عليَ الشخصية تمامًا، وأصبحت تشغلني طوال الوقت.

فـالأمر لم يكن سهلًا على الإطلاق، والدور أرهقني كثيرًا، لا سيما أنه مركب؛ فـ«سيف»، على الرغم من قسوته على زوجته وبناته، لكنه بداخله مشاعر حب دفينة لـ«فاتن»، وهذا التناقض يجعل الدور به تفاصيل كثيرة ومشاعر مختلطة، تحتاج مجهودًا مكثفًا، للتحكم فيها.

وما الذي شجعك على الموافقة على هذه الشخصية الصعبة؟

عدة أمور؛ أولها أنها شخصية «صعبة»، مثلما تقولين، وأنا أحب هذه النوعية من الشخصيات، لأنها تعطيني مساحة للإبداع والحرية في التمثيل، بجانب أن الدور جمعني بالمخرج العبقري ماندو العدل، الذي تربطني به علاقة صداقة قوية بعيدًا عن العمل، غير أننا بيننا حالة تفاهم كبيرة، منذ تعاونا معًا في مسلسل «الخروج»، وهو له رؤية مميزة، بالإضافة إلى الكاتب إبراهيم عيسى، فـ عندما علمت أن المسلسل له، تأكدت من أنه سيكون علامة فارقة في الدراما، وهو أول عمل لي معه.

فضًلا عن فريق العمل والنجوم المشاركين في المسلسل، جميعهم يشجعون أي ممثل أن يكون جزءًا من هذه التجربة.

قال ماندو العدل إنه يراهن على شريف سلامة.. ما رأيك في ذلك؟

حب أن أوجه رسالة شكر لـ«ماندو»، فـبعد معرفة البعض بأنه اختارني لتقديم دور «سيف»، قالوا له إنه لن يتمكن من تجسيد هذه الشخصية، لكنه رد عليهم بأن «شريف» فنان «شاطر»، وسيتمكن من تقديمه، ومنحني فرصة ووثق بي ثقة كبيرة، غير أنه ساعدني كثيرًا بتوجيهاته ونصائحه في المسلسل، حتى استطعت أن أقنع الجميع بتدني أخلاق «سيف» وجحوده.

وماذا عن الكواليس بينكم؟

كانت أكثر من رائعة، وكنا نعمل بأريحية حتى يخرج العمل للمشاهدين كاملًا ومنطقيًا، فـلم نكن نعمل في ضغط، وهذا فرق معنا بشكل كبير، فـنيللي كريم لا يوجد كلام يمكن أن يوفي موهبتها، هي نجمة ذكية وحساسة، تشعر بالدور وتخلص في تقديمه، وواحدة من أقوى وأنجح نجمات جيلها، وحدث بيننا انسجام وتفاهم في المسلسل، ظهر بوضوح على الشاشة، والعظيمة فادية عبد الغني، وهالة صدقي، على الرغم من أن مشاهدي معها لم تكن كثيرة، لكنها إضافة لنا جميعًا.

شريف سلامة في مشهد من «فاتن أمل حربي»

كيف رأيت كره البعض لشخصية «سيف»، خاصة من النساء؟

أجده نجاحًا لي، فـعندما يتمكن الممثل من أن يصل بالدور الذي يقدمه، إلى هذه الدرجة، عند الجمهور، فـهذا يعني أنهم أحبوا هذا الدور، وتفاعلوا معه وصدقوه، وهذا بالطبع يسعدني، وأنا كنت أقصد أن تكره النساء شخصية «سيف»، لأن مثل هذه الشخصيات، "من حقهم أن يكرهوه، وهم لم يكتفوا بكرهه فقط، لكنهم كانوا يشتمونه على مواقع التواصل الاجتماعي"، وكنت أرى كل ما يكتب عني، وأشكر الله عليه.

لا أحب المنافسة.. ويهمني كسب ثقة الجمهور 

ما أصعب المشاهد التي واجهتك في «فاتن أمل حربي»؟

أنا لا أقتنع أن هناك مشهدا صعبا أو مشهدا سهلا، ولكن الصعوبة كلها كانت في التشخيص، حتى في المشاهد الصامتة لـ«سيف»، كان بداخله حوار، وكان ينعكس على وجهه ما يشعر به وما يفكر فيه، وهذه هي الصعوبة.

كيف رأيت المنافسة في الموسم الرمضاني الماضي؟

أنا لا أحب المنافسة، ولا أشغل نفسي بها، ولا أفكر في المقارنات، لكنني أركز في عملي فقط، وأُخرج فيه كل طاقتي، وأبذل كل جهدي، حتى أكسب ثقة الجمهور فيَ، وأحفر عندهم خطوط عميقة، تجعلني أصل إلى مرحلة إلى أنهم عندما يرون اسمي على عمل ما، يعلمون أنه سيكون جيدًا، وهذا بالنسبة لي أهم وأفضل من أي منافسة في مجالنا.

هل ستختلف معايير اختيارك للأدوار المعروضة عليك بعد «فاتن أمل حربي»؟

ليس بالمعنى المفهوم، كل الأمر أنني أبحث عن الشخصيات المميزة، وأرغب باستمرار في التنوع والتجديد، وتقديم أعمال تناقش موضوعات مهمة، وتغير واقع غير مقبول، وأشعر بأن هذه هي مسئولية كل فنان، وبالتأكيد إذ وجدت دورًا، تتحقق فيه كل هذه الشروط، لا يمكن أن أتركه.

ما الجديد لديك الفترة المقبلة؟

انتهيت من تصوير مشاهدي في مسلسل «ورق التوت»، الذي أقدم فيه دور «مروان راغب»، وهو مخرج، درس في مصر، ثم سافر للخارج، وعندما عاد إلى مصر، أصبح رئيسًا لأكاديمية فنون، ويحاول أن يصلح حال الفن، لأنه لا يعجبه الوضع على الساحة الفنية، فـ يتولى تكوين فريق تمثيل من 10 أشخاص، ويحاول من خلالهم تقديم مواهب جديدة من الفنانين للمجتمع.

وهو من تأليف عبادة نجيب، وإخراج حسام علي، وهو مسلسل مختلف ومهم في الدراما، سيعرض على إحدى المنصات الإليكترونية، في 45 حلقة.

المسلسل بطولة مجموعة من الشباب الجدد، لم يقلقك ذلك خاصة بعد النجاح الضخم لـ«فاتن أمل حربي»؟

لا على الإطلاق، فـ طبيعة مسلسل «ورق التوت» تحتاج إلى شباب ومواهب جديدة، لأنهم يقدمون في المسلسل أدوار فنانين جدد أيضًا، وهو ما سيزيد من مدى تصديق الجمهور لهم، بجانب أنهم على درجة عالية من الاحتراف والشطارة، وجميعهم يستحقون فرصًا حقيقية لإثبات أنفسهم، وهم: «محمد كيلاني، ومعتز هشام، وخالد أنور، وثراء جبيل، وعمرو صالح»، وأنا متأكد من أنهم سيجعلون المشاهدين ينبهرون بهم، مثلما فعلوا مع نيللي كريم وشريف سلامة في «فاتن أمل حربي».

شريف سلامة ونيللي كريم في «فاتن أمل حربي»