بعد دعوة زوجة الرئيس الكوري.. هل يجوز أكل لحوم الكلاب في الإسلام؟
دعت كيم كون هي زوجة الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك يول إلى التخلي عن تناول لحوم الكلاب، قائلة إن كوريا الجنوبية والصين فقط من بين الدول الكبيرة اقتصاديا التي يسمح فيهما بذلك.
وقالت كيم في لقاء صحفي أجرته معها صحيفة سيئول اليومية: "أتطلع إلى إنجازات ملموسة بشأن العنف ضد الحيوانات وإهمال الحيوانات المهجورة وتناول لحوم الكلاب خلال ولاية حكومة الرئيس يون".
وأضافت: "أعتقد بأن الثقافة العالمية لا بد أن تتقاسم مع الدول المتقدمة. وتناول لحوم الكلاب يمكن أن يترك مشاعر سلبية تجاه كوريا، ولحوم الكلاب غير مفيدة للصحة. إن تربية الكلاب للأكل غالبا ما تتم في أقفاص ضيقة ويتم إعطاؤها مضادات حيوية أيضا".
وأكدت على أن: "رفض تناول لحوم الكلاب في نهاية المطاف، يعني التعبير عن احترام البشر للحيوانات الصديقة للإنسان وقيمة الحياة".
وحول قضية سن قانون ينهي تناول لحوم الكلاب، قالت زوجة الرئيس الكوري الجنوبي: "أعتقد بأنه يمكن حلها سياسيا، مثل طريقة تقديم الدعم للشركات الغذائية الصغيرة لتحويل نوع عملها على سبيل المثال".
وأجري أول لقاء صحفي مع كيم حول موضوع حماية حقوق الحيوانات.
ومن المعروف عن كيم بأنها من محبي الحيوانات، حيث تربي 4 كلاب و3 قطط وظلت تدعم منظمات لإنقاذ الحيوانات المهجورة منذ فترة طويلة.
البحوث الإسلامية: أكل لحم الكلاب والقطط غير جائز شرعًا
قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إن أكل لحم الكلاب والقطط غير جائز شرعًا، وهو ما يؤكده قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكل كل ذي ناب من السباع حرام".
وأضافت اللجنة فى بيان لها : "ما ورد في صحيح مسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع..."، ويدخل في كل ذى ناب: الكلب والهر أي: (القط) كما وروى الترمذي وأبو داود من حديث جابر - رضي الله عنه - وغيره قال: "نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أكل الهر......" (القط)".
وانطلاقا من هذا التأصيل الشرعى، أكدت اللجنة أن ما أثير مؤخرًا من جواز أكل لحم الكلاب والقطط منسوبًا إلى مذهب المالكية غير صحيح، بل الصحيح في مذهب المالكية ما جاء في موطأ الإمام مالك من حرمة أكل الكلاب والقطط وكل ذي ناب من السباع، كما هو مذهب الجمهور، ففى الموطأ - رواية يحيي- قال: باب تحريم أكل كل ذي ناب من السباع، وتابعت اللجنة: أن الإمام مالك قال: وهو الأمر عندنا- يعني أهل المدينة- وهذا هو القول الراجح لقوة دليله وموافقة الجمهور، وعليه: فيحرم أكل لحم الكلاب والقطط، وما ينسب إلى مذهب السادة المالكية من إباحة الأكل غير صحيح.
وأضافت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية فى بيانها: "وفيما يتعلق بما صدر على لسان الشيخ عبد الحميد الأطرش، فى إحدى الفضائيات بجواز أكل لحوم الكلاب والقطط فهو رأيّ غير صحيح ولا يمثل رأي الأزهر الشريف".
ونبه المجمع جميع وسائل الإعلام، بأن هذا الشيخ ليس له أدنى صلة بلجنة الفتوى وأن ما يصدر عنه من آراء مثيرة للجدل لا يعبر فيها إلا عن نفسه ورأيه الشخصى.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف، حرمة أكل لحوم الكلاب والقطط، متسائلًا: كيف يجوز أكل لحوم الكلاب؟ والنبى عليه الصلاة والسلام، حكم بنجاسة لعاب الكلب، فقال: "إِذَا شَرِبَ الكلب فى إِنَاءِ أحدكم فَليغسله سبعًا"، وذهب جمهور الفقهاء باستثاء المالكية إلى نجاسة الكلب كله، وأن مروره أمام المصلى يقطع الصلاة، وأن الفطرة السليمة تجعل الإنسان المسلم الطبيعى يأنف من هذا الفعل المخالف للفطرة الإنسانية للمسلم".
وقال كريمة، إن استدلال الأطرش فى إجازته لأكل لحوم القطط والكلاب فى غير محله، فأكل "الضب" لا يعنى على الإطلاق جواز أكل القطط والكلاب، والضب حيوان صحراوى أشبه بالأرانب، يعيش فى الصحراء، ولم تعتاده مكة لذلك رفض الرسول عليه السلام أكله لكونه حيوان لم تعرفه قبيلة مكة وقتئذ.
وتابع: "أما الكلب فمستخبث شرعًا وعرفًا، ويدخل فى حكم قوله تعالى "وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ"، أما الادعاء بأن من بعض المالكية قالوا بالجواز فنحن نتحاكم إلى النصوص الشرعية فى باب العبادات وما يتصل بها وليس إلى مجرد أقوال البشر".
من جانبه، قال الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء: "إن من المسائل التى تطرح بين الحين والحين ولا حاجة لطرحها لما تثيره من لغط مجتمعى بلا طائل مسألة أكل لحم القطط والكلاب وما شابهه كما حدث مؤخرًا على إحدى الفضائيات، ويفتى البعض بجواز أكل هذه الحيوانات".
أضاف وكيل الأزهر السابق، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، أن قولهم بأنه لا تحريم إلا بنص وحيث لم يرد ذكر هذه الأشياء فى كتاب الله فتكون على أصل الإباحة، مردود عليه بأن النص على تحريمها موجود وهو قوله، صلى الله عليه وسلم، فى الصحيحين وفى موطأ الإمام مالك عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم قال: أكل كلِّ ذى نابٍ من السِّباع حرام".
وأشار شومان، إلى أن جواز حل أكل القطط والكلاب ونحوهما استنادًا على رأى المذهب المالكى وبعض السلف فمردود عليه، بأنه فى المقابل يوجد رأى جمهور الفقهاء القائل بتحريم أكلها وهو الصحيح فى المذهب المالكى نفسه، وكما نص عليه الإمام مالك نفسه بعد ذكره حديث التحريم فى موطئه، فالتحيق يثبت تعدد الروايات فى المذهب المالكى حول جواز أكل هذه الحيوانات ففى المذهب ثلاثة آراء: التحريم، والكراهة، والإباحة، والثابت عن إمام المذهب هو التحريم.
الأطرش: يجوز أكل أو قتل القطط والكلاب
وكان الدكتور عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، قد قال، إنه يجوز أكل أو قتل القطط والكلاب، مؤكدا أنه "سبق عرض موضوع مثل ذلك على لجنة الفتوى وتمت الإباحة"، حسب قوله.
وقال "الأطرش" في مداخلة هاتفية لبرنامج "رأي عام" مع الإعلامي عمرو عبدالحميد، إن "الرسول أمرنا بالرحمة بالحيوان والإنسان والطير، وقال (إذا قتلتم فأحسنوا القتلة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)"، وبين الدين أيضا أن امرأة دخلت النار في هرة".
وأضاف "الأطرش" أن "هناك قاعدة فقهية عند الإمام مالك ليس ما عندي يُعاب أكل الكلب أو القطط، إذن يكون أكل الكلاب أو القطط حلال ولكن بعد تزكيته".
وبعدما سأله مقدم البرنامج عمرو عبد الحميد: "يعني أكل القطط والكلاب حرام؟"، فأجاب: "لا تحريم إلا بنص ولم يرد نص في ذلك"، حسبما قال.
وأشار "الأطرش" إلى أن "تصدير الكلاب والقطط حلال ما دامت قوانين الدولة توافق على ذلك".