بعد «نتفيلكس».. خطة «ديزني» الخفية لنشر الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال
ليلى عبد المجيد: كارثة حقيقية.. والدولة مُلزمة بمواجهة هذا الخطر
شهدت الساحة الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية، موجة كبيرة من الغضب والجدل، بعد إعلان شركة «ديزني»، في حفل ضخم، عن إطلاقها لمنصتها الجديدة «ديزني بلس» باللغتين العربية والإنجليزية، في الشرق الأوسط.
وبقدر ما يبدو الخبر سعيدًا للكثيرين من عشاق المنصة، صاحبة أكبر محتوى مقدم للأطفال حول العالم، إلا أنه جاء صادمًا، إذ كشفت الشركة، تزامنًا مع الحفل، عن نيتها في دعم المثليين، وأن حوالي 50%، على الأقل، من شخصيات أعمالها الجديدة ستكون عن مجتمع المثليين جنسيًا، أو عن الفئات الأقل انتشارًا في العالم بشكل عام.
وكشف تسريب مقاطع فيديو من اجتماع عقده بعض من قادة شركة «ديزني» عبر منصة «زووم» دعمهم الصريح لمجتمع المثلية.
وخلال مقطع الفيديو الذي تسرب إلى الصحفي كريستوفر روفو، من صحيفة «سيتي جورنال» التابعة لمعهد مانهاتن، وأبلغ عنه لأول مرة على تويتر، تعهد مسؤول تنفيذي عن المحتوى في شركة «ديزني» بزيادة الرهان على سياسات النوع الاجتماعي خلال اجتماع شامل.
ووعدت ديزني خلال الاجتماع بأن نصف الشخصيات على الأقل في إنتاجات الشركة ستكون من مجتمع المثليين أو من الأقليات العرقية بحلول نهاية العام.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أوضحت كيري بورك، الرئيس الترفيهي العام لشركة «ديزني» خلال مكالمة «زووم» أن الشركة يجب أن تفعل المزيد لتكون أكثر شمولًا.
كان الاجتماع جزءًا من حملة شركة «ديزني» التي أطلقوا عليها اسم «Reimagine Tomorrow»، والتي تعد بأن 50% من الشخصيات والمحتوى سيكون من مجموعات ممثلة تمثيلًا ناقصًا بحلول عام 2022.
وفي الوقت نفسه، قالت «فيفان» رئيس التنوع والشمول في شركة «ديزني» إنهم لم يعودوا يخاطبون زوار المنتزهات الترفيهية على أنهم سيدات ورجال، وفتيان وفتيات، ولكن بدلًا من ذلك يخاطبوهم بـ «حالمون» و«أصدقاء».
«نتفيلكس».. منصة لنشر المثلية والتطبيع وغسيل دماغ العرب
«بشقتلك ساعات» يعيد أزمة «أصحاب ولا أعز».. يناقش المثلية الجنسية ويعرض على منصة إليكترونية
في نفس السياق، أوضحت «فيفيان» أنه في الصيف الماضي، أزلوا جميع التحيات الجنسانية فيما يتعلق بأفكارهم الحية، مشيرة أنهم أقدموا على تدريب جميع أعضاء فريق العمل لديهم، ليقولوا مرحبًا بالجميع أو أيها الأصدقاء، بدلًا من سيداتي سادتي.
أوضحت «كيري» أثناء الاجتماع، أنها هنا بصفتها أمًا لطفلين مثليين، وأيضًا كقائدة، وخلال نفس الاجتماع الذي يجمع جميع الأيدي، دافعت المنتج التنفيذي للرسوم المتحركة التلفزيونية «لاتويا رافينو»، عن شمولية «ديزني» وتفاخرت بإضافة الغرابة إلى العروض والإنتاج.
وقالت: «إن هذه قيادتنا وكانت موضع ترحيب كبير في أجندتي غير السرية للمثليين، فأينما كنت، كنت أضيف الغرابة.. لن يمنعني أحد ولا أحد يحاول إيقافي».
فيما تعرضت شركة «ديزني» للاضطراب بسبب الاحتجاجات المضادة والإضرابات بعد أن وقع حاكم فلوريدا، رونالد ديسانتيس، على مشروع قانون «لا تقل مثلي» ليصبح قانونًا.
كما يحظر المجلس التشريعي تعليم الأطفال دروسًا حول النشاط الجنسي والهوية الجنسية والتوجه الجنسي بطريقة لا تتناسب مع العمر.
في غضون ذلك، أعلنت شركة أفلام الرسوم المتحركة أنها ستزيد عدد شخصيات المثليين في أفلامها، إذ أشارت «كيري» أنها سمعت الكثير من العديد من زملائها في المنتديات المفتوحة، من خلال رسائل البريد الإلكتروني والمحادثات الهاتفية، لذلك فهي تشعر بمسؤولية التحدث ليس فقط عن نفسها ولكن أيضًا من أجل أطفالها.
ليس ذلك فحسب، بل إن «كيري بورك»، رئيس المحتوى الترفيهي للشركة، أوضحت أنها أم لطفلين مثليين، معربة عن فخرها الشديد بإضفاء أفكار تميل إلى الغرابة والشمول في موضوعات «ديزني» بالفترة المقبلة.
كما أعلنت الشركة أنها ستعيد مشهد التقبيل بين امرأتين في فيلم «Lightyear» القادم الذي تم إنتاجه من سلسلة «Toy Story» الشهيرة.
وقالت ديزني إن حساسيتهم تجاه الأشخاص غير ثنائيي الجنس ليست شيئًا جديدًا، فهم يعملون على التخلص من الضمائر الجنسية في حدائقهم الترفيهية.
كل ما سبق، أثار حالة واسعة من القلق بين الآباء والأمهات، الذين باتوا لا يفكرون سوى في طريقة لحماية أبنائهم من مشاهدة محتوى يدعم الشذوذ الجنسي بشكل صريح وفج.
فـ في «السعودية، والكويت، والإمارات، والبحرين»، تم منع عرض فيلم «Lightyear» في السينمات، الذي يتناول قصة حارس الفضاء «باز يطير»، والذي ظهرت في سلسلة أفلام «ديزني» الشهيرة، نظرًا لاحتوائه على مشاهد قبلات بين شخصين مثليي الجنس، الأمر الذي رفضته الرقابة في هذه الدول السابقة.
وهذا يعني أن ناقوس الخطر يدق على باقي البلدان العربية، وأن إيجاد حل وطرق لمواجهة هذه الأزمة، لم يعد رفاهية، بل خطوة فارقة في سبيل إنقاذ عقول الأطفال والشباب من التدمير والفساد.
عمرو الكاشف: اتجاه له أبعاد سياسية.. وتحصين أولادنا بالثقافة والتوعية هو الحل
من جانبها، وصفت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، ما يحدث، بأنه «كارثة» حقيقية، موضحة أن شركة «ديزني» تتمتع بقوة إعلانية ضخمة، تجعلها تعمل على الضغط على الكثير من وسائل الإعلام في العالم، لفرض سياستها، بشكل أو آخر.
وتابعت، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن ذلك سيفرض مسئولية مضاعفة على الوالدين في المنزل، بأن يتواصلوا مع أولادهم، عن قرب، بشكل أكبر، ويوعوهم بخطورة وحرمانية مثل هذه الأفكار، مشيرة إلى أنه يجب على كل ولي أمر، أن يعلم جيدًا ماذا يشاهد ابنه أو ابنته بعيدًا عن عينيه.
وأضافت أن هذه الشركات تسعى لنشر الأفكار الهدامة والترويج لها، دون الوضع في الاعتبار أي قيم أو تقاليد المجتمعات العربية.
كما كشفت عن أن هذا الموضوع تحكمه ضوابط ربانية، قبل أن تكون أخلاقية أو دستورية، وأن الدولة مُلزمة ببذل قصارى جهدها لمواجهة هذا الخطر.
في سياق متصل، قال الناقد عمرو الكاشف، إن محاولات نشر هذه الأفكار السيئة، لم تعد جديدة، وإن شركة «ديزني» ومن قبلها شبكة «نتفيلكس»، سعت إلى ذلك.
وأكد، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، على أن الحل الوحيد هو تحصين أولادنا بالثقافة والعلم، للحفاظ على عقولهم، لافتًا إلى أن مثل شركة «ديزني»، تعتمد على دس السم في العسل، وتستند إلى أن أغلب متابعيها من الأطفال الصغيرة، فيكون من السهل، التأثير فيهم وتغيير معتقداتهم ومبادئهم.
وتابع أن مخطط شركة «ديزني» موجود منذ سنوات طويلة، لكنه دخل حيز التنفيذ، مؤخرًا، وأن الحل لمواجهة هذه الأزمة، هو التثقيف والتوعية داخل المدارس وفي المنازل وفي وسائل الإعلام، لمواجهة المشكلة، التي تسعى إلى تقويض المجتمع، وهدم قيمه، وجعله سهل التحكم فيه.
وحول إمكانية إنشاء منصة إليكترونية أو قناة فضائية، تقدم محتوى يواجه ما تقدمه «ديزني»، كشف «عمرو» عن أن ذلك حل جيد، بشرط أن تكون الموضوعات المعروضة قوية وجذابة للأطفال.
وكشف «عمرو» أن الأمر له اتجاه ذات أبعاد سياسية، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لفرض هذه الثقافة الجديدة في المجتمعات المصرية.
وانطلاقًا من خطورة الموقف، أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية، بيانًا تحذيريًا، من هذه المحتويات الموجهة للأطفال، ووصفها بأنها عبارة عن تطبيع ممنهج للشذوذ الجنسي.
وأكد، في بيانه، على أنه لا يخفي عليه خطر المواد الإعلامية الترفيهية التي تسعى لنشر جريمة الشذوذ الجنسي في المجتمعات المسلمة، واعتبرها «خططًا شيطانية ممنهجة»، تهدف إلى هدم منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية لمؤسسة الأسرة، وإلغاء هوية أفرادها، والعبث بأمن واستقرار المجتمعات.
وأشار إلى أن محاولات فرض هذه على العالم الإسلامي، بدعوى قبول الآخر، وكفالة الحقوق والحريات، ما هو إلا تلاعب بالألفاظ وتنكر للدين والفطرة السليمة.
وشدد على ضرورة أن يقدم الوالدان النصائح الكافية لأبنائهما، وشغل أوقات فراغهم بطريقة صحيحة، واختيار أصدقاء صالحين لهم، بجانب متابعتهم في الدراسة من خلال التواصل المستمر مع معلميهم.