ناجي الشهابي في حوار شامل لـ«النبأ»: دعوة الرئيس السيسي للحوار دليل على قوة النظام وحيويته
قال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أحد الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني، والمنسق العام للائتلاف الوطني للأحزاب السياسية المصرية، أن الحوار الوطني فرصة ذهبية لإنقاذ الحياة السياسية والحزبية في مصر، مؤكدا على أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للحوار دليل على قوة وحيوية النظام.
وأضاف«الشهابي»، في حواره لـ«النبأ»، أن الذين نفذوا المخطط الأمريكي الغربي لهدم الدولة المصرية وتحالفوا مع الإخوان في 2011 ليسوا من المعارضة، مشيرا إلى أن المعارض الحقيقي هو الذي لا يحمل أجندات أجنبية وله موقف سياسي ورؤية وطنية داعمة للدولة المصرية، لافتا إلى أن أغلب الأحزاب الموجودة على الساحة كرتونية، وأنه لا وجه للمقارنة بين الحزب الوطني وحزب مستقبل وطن.. وإلى تفاصيل الحوار
الحوار الوطني فرصة ذهبية لإنقاذ الحياة السياسية في مصر
في البداية ما هي رؤية وموقف حزب الجيل الديمقراطي من الحوار الوطني؟
الحزب يرى أن الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس في إفطار الأسرة المصرية هو دعوة لإنقاذ الحياة السياسية والحزبية في مصر، ويرى أن الحوار الوطني كان ضرورة لازمة للحياة الحزبية والسياسية والبرلمانية في مصر، ويرحب بدعوة الرئيس للحوار، وسوف يشارك فيه بكل إيجابية، والحزب أعد رؤية مكونة من خمسين صفحة في أربعة محاور، المحور السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي والتعليمي، وكل محور يحتوى على عدد من البنود.
هناك بعض الخلافات التي بدأت تطفو على السطح بين القوى السياسية المشاركة في الحوار مثل الخلاف على الملفات التي يجب أن تكون على سلم الأولويات.. ما هو موقف الحزب من ذلك؟
الحزب يرى أن هذا حوار وطني شامل، يشمل جميع المحاور والملفات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، والرئيس تحدث عن حوار وطني شامل، وهذا يعني أن كل الملفات سوف يتم مناقشتها على قدم المساواة.
سنطالب بوقف المسلسلات التي تشجع على العنف والرذيلة ووقف وزير التصفية
ما هي رؤية الحزب لكل هذه الملفات؟
الحزب يرى أن الاصلاح الاقتصادي يجب أن يشمل الزراعة والصناعة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع الاستثمار، والمحور الثقافي والتعليمي والفني يشمل كيف تصبح المدارس المصرية جاذبة للطلاب، وكيف نحقق نهضة تعليمية حقيقية، والمحور الفني يشمل كيف نعيد لمصر قوتها الناعمة، وكيف تكون مصر بفنها هي مصدر تأثير على محيطها العربي وعمقها الإسلامي كما كان موجودا في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي، والذي توارى الأن مع بعض المسلسلات التي تشجع على العنف والرذيلة وخلافه، وبالنسبة للمحور الاجتماعي يشمل، كيف نجعل المواطن يعيش حياة أمنة كريمة، نحن في حاجة إلى السيطرة على الأسواق والقضاء على الاحتكار، مع وجود تسعيرة جبرية واسترشادية تتناسب مع دخل المواطن، وبالتالي سيتم مناقشة كل الملفات بالتوازي، فلا يمكن تفضيل محور على الأخر، كلها محاور تمثل الجمهورية الجديدة التي يدعو إليها الرئيس، بحيث ندخل الجمهورية الجدية برؤية جديدة تشمل كل محاور الحياة المصرية، الحياة المصرية ليست هي المحور السياسي فقط، المحور السياسي هو أم المحاور، لا بد أن يشمل المحور الاقتصادي كيف نحافظ على شركات القطاع العام، لا بد من وقف وزير التصفية الذي يقوم بتصفية قلاع وحصون صناعية مصرية، وكيف نعيد شركات الحديد والصلب، وكيف نطور هذه الشركات التي كان لها دور كبير جدا في بناء مصر وعبور 1973، عندما لم يكن في مصر غاز ولا بترول ولا سياحة ولا تحويلات للمصريين في الخارج ولا حتى قناة السويس، عظيم جدا أن نتحدث عن الحريات وحقوق الإنسان ونزاهة الانتخابات، وهذا نطالب به، لكن هذا الكلام لا يكون بمعزل عن مناقشة القضايا الاقتصادية المهمة التي تؤثر في حياة الناس.
أين كان حمدين صباحي عندما طالبت مبارك بالرحيل ووصفت الجماعة بـ«إخوان الشياطين»؟
هناك خلاف أيضا على شكل المعارضة التي سوف تشارك في هذا الحوار.. فمثلا التيار المدني الديمقراطي بزعامة حمدين صباحي يرى أن الأحزاب الممثلة في البرلمان ليست من المعارضة بينما تصر هذه الأحزاب على أنها جزء من المعارضة.. كيف ترى هذا الخلاف؟
الأحزاب الممثلة في البرلمان لا تمثل المعارضة المصرية قولا واحدا، هذه الأحزاب تمثل ظهير برلماني للحكومة، وبالتالي لا يمكن اعتبار القوى السياسية الموجودة في البرلمان جزء من المعارضة المصرية، القوى المعارضة هي خارج البرلمان، حزب الجيل حزب معارض وليس جزء من الحركة المدنية، الحركة المدنية التي يتحدث عنها حمدين صباحي والتي تضم أربعة أحزاب ليست حركة أصيلة في الحياة السياسة المصرية، كلها أحزاب جديدة طارئة، بعضها مملوك لرجال أعمال، وبالتالي لا يمكن أن نحسب الحركة المدنية على قوى المعارضة، القوى المعارضة هي القوى التي أبلت بلاء حسنا في معارك الوطن العليا، أنا كنت زعيم المعارضة في مجلس الشورى في عهد الإخوان، وقاومت الإخوان بكل ما أملك من قوة، وهذا الكلام موثق بالصوت والصورة على قناة صوت الشعب، التي كانت تقوم بنقل جلسات المجلس ولجانه، وأثناء مناقشة بيان مشروع الخطة والموازنة للحكومة الإخوانية في 2013 كنت أرتدى وشاح مكتوب عليه «مطلوب رئيس جديد لمصر»، في الوقت الذي كان لا يملك فيه أي شخص الجهر بذلك، وفي قلب المجلس قلت للإخوان المسلمين، أنتم «إخوان الشياطين»، وكان من نتيجة ذلك أن قام نواب الإخوان بالإعتداء علي داخل المجلس، وبسبب ذلك قمت بتركيب دعامتين في قلبي، أين كان هؤلاء المعارضون؟، كانوا كلهم يسبحون بحمد الإخوان والمخطط الغربي الأمريكي، هؤلاء ليسوا معارضين، المعارض هو من يمتلك أجندة وطنية لصالح هذا البلد، يتفق ويختلف مع الحكم من خلال رؤيته لمصلحة الوطن
الذين قادوا مخطط هدم الدولة المصرية في 2011 وتحالفوا مع الإخوان ليسوا من المعارضة
العليا، المعارض ليس من يحمل أجندات أجنبية ممولة، هذا مناهض، ويجب أن نقف أمامه بقوة، هؤلاء هم الذين قادوا مخطط هدم الدولة المصرية في 2011، وتحالفوا مع الإخوان، ومع المخطط الغربي الأمريكي، بعضهم لم يكن له أي دور سياسي في مصر، من هؤلاء؟، تاريخي الحزبي المشرف مسجل، أين كان هؤلاء عام 1990؟، أين كان هؤلاء عندما كان يتم محاكمتي بتهم التحريض على كراهية وازدراء دولة إسرائيل؟، ومكثت في سجون مصر أكثر من 111 يوما، أين كان هؤلاء عندما وقفت عام 1993 في مؤتمر جماهيري في المحلة وقلت للرئيس مبارك «التغيير أو الرحيل»؟، وبسبب ذلك أخذت علقة و17 غرزة في رأسي ما زالت أثارها موجودة حتى الأن، أين كان هؤلاء الذين يجلسون الأن في قصر في جاردن سيتي ويزعمون أنهم من المعارضة؟، لذلك المعارض هو من له تاريخ سياسي مشرف، وهذا التاريخ لا يكذب، ضوابط مجلس النواب تشهد على أعمال ناجي الشهابي الذي كان يقود المعارضة ضد الأخوان، المعارضة الحقيقية هي التي تقول كلمة الحق في قضايا الوطن العليا، حتى لو كانت لا تتفق مع وجهة نظر الحكومة، ما يقوم به هؤلاء تهريج وليس معارضة، الكثير من هؤلاء ممولون وليس لهم تاريخ.
المعارض الحقيقي هو الذي لا يحمل أجندات أجنبية وله رؤية وطنية داعمة للدولة المصرية
تقصد أن حزب الجيل الديمقراطي سوف يقود المعارضة في الحوار الوطني؟
نحن حزب معارض له رؤية وطنية داعمة للدولة المصرية ومؤسسات الأمن القومي، له رؤية محددة في كل قضايا الأمن القومي، ويقف في ظهر الدولة المصرية في هذه القضايا، وله رؤية مختلفة في السياسات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والسياسية، لذلك هو سوف يعلن وجهة نظره في الحوار الوطني والتي بالقطع تختلف عن وجهة النظر الرسمية، والحوار أساسا يكون مع المعارضين الذين لهم وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر السلطة، وليس مع المؤيدين الذين يمثلون ظهير برلماني للحكومة داخل البرلمان.
سنطالب باصدار قانون الإدارة المحلية من أجل رفع شعبية الرئيس وحل 80% من مشاكل الناس
ما هي رؤيتكم للمحور السياسي؟
بالنسبة للمحور السياسي، نحن مهتمون بتنفيذ كل القوانين التي تمثل استحقاق دستوري، وعلى رأسها، قانون الإدارة المحلية، وهو قانون مكمل للدستور، وكان يجب أن يصدر منذ 2015، ونحن مهتمون بهذا القانون من أجل تحقيق الرضا الشعبي، لا سيما وأن أكثر من 80% من مشاكل الناس اليومية والحياتية البسيطة يتم حلها عن طريق المجالس الشعبية المحلية المنتخبة، ولا تحتاج إلى ميزانية من الدولة، لذلك نحن نرى أن اصدار قانون الإدارة المحلية سوف يؤدي إلى رفع شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويقلل من معاناة الناس، وبالتالي سوف نقوم بطرح ذلك على طاولة الحوار الوطني أمام الحكومة، باعتبار أن ذلك سوف يؤدي إلى تحقيق الرضا الشعبي والاستقرار في البلاد، من أجل أن يحدث اصطفاف وطني خلف الدولة والرئيس لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية الضخمة، لا سيما وأن مصر ما زالت مستهدفة، ولا بد من مواجهة هذا الإستهداف بوحدة الصف، وهذه الوحدة تتحقق عندما ترتفع معنويات الناس، وهذا يتحقق من خلال حل مشاكل الناس اليومية البسيطة من خلال المجالس المحلية، وأتوقع أن تقتنع الحكومة بوجهة نظر الحزب وتقوم فورا بإخراج مشروع الإدارة المحلية من الأدراج وتقديمة للبرلمان لإصداره.
سندعو لعودة الفن المصري لسابق عهده ووقف دراما العنف والرذيلة والألفاظ السوقية
ما هي رؤية الحزب التي سوف يطرحها على طاولة الحوار بالنسبة للقوى الناعمة؟
كل مخرجات التعليم تمثل قوة ناعمة، وهي أحد مصادر الدخل القومي المصري من خلال تحويلات المصريين في الخارج بالعملة الأجنبية، كذلك الفن المصري من أهم عناصر القوة الناعمة لمصر، فلا بد من عودة الفن المصري لسابق عهده عندما كانت الدراما المصرية تناقش قضايا تاريخية ودينية، وكان الفن المصري له تأثير كبير ليس في المحيط العربي فحسب ولكن في العالم الإسلامي أيضا، الأن الدراما المصرية تروج للشغب والعنف والألفاظ السوقية، والتي يمثلها محمد رمضان وغيره، كذلك لا بد من عودة الفيلم المصري الرومانسي كما كان في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي، والأفلام التي كانت تؤرخ لفترات تاريخية من تاريخ مصر الوطني، وعندما تستعيد مصر قوتها الناعمة سوف تستعيد تأثيرها في محيطها العربي، والعودة مرة أخرى لقيادة الأمة العربية.
لكن البعض يقول أن هذا النوع من الفن يتماشى مع المزاج الشعبي؟
هذا غير حقيقي، من يقول هذا الكلام يريد تزييف وعي الناس وغرس قيم خارجة عن القيم المصرية العريقة من أجل المال والتربح، الفن هو الذي يصنع المزاج الشعبي وليس العكس، كلنا كنا نلتف حول، الطريق إلى إيلات، ورأفت الهجان، والناصر صلاح الدين، الناس استمدت ثقافتها الدينية من الأفلام والمسلسلات التاريخية، الدراما الحالية هبطت بالذوق العام وبالمزاج الشعبي وحققت أهداف المستعمر، وتدخل في اطار الغزو الثقافي والفكرى، وهناك هجمة غربية صهيونية ماسونية شرسة على المزاج والضمير والعقل المصري، وعلى الثقافة العربية، والهدف هو منع مصر من تحقيق انتصار مثل انتصار أكتوبر.
الحوار الموازي الذي أعلن عنه ممدوح حمزة مدعوم بأجندات أجنبية
كيف ترى الجدل حول المعارضة في الخارج لا سيما وأن بعض المشاركين في الحوار الوطني تمنى أن تكون المعارضة في الخارج ممثلة في الحوار الوطني؟
أنا مع مشاركة أي مصري في الحوار، لا ينتمي للتنظيم الإرهابي ولم يدعو للعنف ولم تلطخ يده بدماء المصريين، وخاصة دماء أبطال الجيش والشرطة، من خلال رؤية مصرية تقدم جديدا في مختلف قضايا الوطن.
المهندس ممدوح حمزة وهو أحد الهاربين للخارج أعلن عن إطلاق حوار وطني موازي في الخارج.. كيف تعلقون على ذلك؟
أي دعوات للحوار خارج الوطن مرفوضة، لأنها مدعومة من أجندات أجنبية، حوار في ظاهرة الرحمة وفي باطنه العذاب الشديد، المعارض الحقيقي هو الذي يعارض من الداخل، ويقول وجهة نظرة كاملة أمام السلطة ويصر عليها، وليس الذي يستجدى ويستدعي الخارج للتدخل في الشأن الداخلي المصري.
لكن بعض المعارضين في الخارج مثل محمد البرادعي وممدوح حمزة وعصام حجي مرفوع عليهم قضايا داخل مصر بتهم تتعلق بالخيانة والتآمر؟
هؤلاء متهمون، لا أستطيع أن أطالب بمشاركة شخص متهم من قبل النيابة العامة، أولا عليه أن يحترم الدستور والقانون ويذهب إلى النيابة العامة ويدافع عن نفسه، وشعارنا هو، أنه لا استبعاد لصاحب رأي أو فكر، بشرط ألا تكون يده ملوثة بدماء المصريين.
الإخوان يحاولون أن يطلوا برأسهم من جديد وعلى الحكومة أن تنتبه لذلك
هناك إجماع من المشاركين في الحوار سواء من المؤيدين أو المعارضين على عدم مشاركة الإخوان وحركات الإسلام السياسي في الحوار الوطني.. فهل هذا يعني طي صفحة هذا التيار في مصر؟
صفحة الإخوان وتيار الإسلام السياسي تم طيها مؤقتا، من خلال هذا الرفض الشعبي الكبير لهم، قوة الإخوان والأسلام السياسي على مدى قرن من الزمان تقريبا كان يتمثل في أن لهم نفوذ في المناطق الشعبية والعشوائية، ولهم نفوذ لدى النخبة السياسية المصرية، وكانت النخبة السياسية تخطب ودهم، هذا النفوذ تلاشى الأن، والتعاطف الشعبي معهم انقلب إلى كراهية شديدة ضدهم بسبب أحداث يناير وما تلاها من عنف وإراقة دماء أبطال الجيش والشرطة، وهم يحاولون استرجاع نفوذهم الشعبي من خلال اللعب على وتر معاناة الناس ولكنهم لم ينجحوا، وهم موجودون في الدولاب الحكومي ووسط الناس ولكنهم غير مؤثرين، نفسهم طويل، ولديهم قدرات تنظيمية كبيرة ولديهم تمويل ضخم، ويحاولون أن يطلوا برأسهم من جديد، وبالتالي على الحكومة أن تنتبه تماما أن قراراتها الاقتصادية التي تعصف بحياة الناس لها مردود على الأمن القومي المصري، وعليها أن تبحث عن وسائل أخرى غير جيب المواطن، وهذا الكلام سوف نناقشه في الحوار الوطني.
نرحب بمشاركة حزب النور السلفيين وجمال وعلاء مبارك في الحوار الوطني
هل الحزب مع مشاركة حزب النور والسلفيين في الحوار الوطني؟
حزب النور لم تتلوث يده بدماء المصريين ولم يرفع السلاح في وجه الدولة، وكان أحد المشاركين في اجتماع 3 يوليو 2013، وهو ممثل في مجلس النواب وفي تنسيقية الأحزاب والسياسيين، ورافض لأي دعاوي للعنف، وبالتالي نحن نرحب به في الحوار الوطني، وسيظل حزب النور جزء من الجماعة الوطنية ما دام تمسك بالسلمية ونبذ العنف وإراقة دماء المصريين وابتعد عن جماعات التطرف التكفيري وجماعات الإسلام السياسي التي تحض على العنف وإراقة الدماء.
هل الحزب مع مشاركة جمال وعلاء مبارك في هذا الحوار الوطني؟
الدعوة موجهة للأحزاب السياسية والنقابات العمالية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني، أما جمال وعلاء فهم أبناء أعزاء لهذا الوطن، تربوا في مدرسة الوطنية المصرية التي كان يمثلها الرئيس محمد حسني مبارك، وأهلا وسهلا بهم في أي حوار، فلا يمكن اقصائهم من أي حوار إن هم رغبوا في ذلك.
البعض وخاصة من يطلقون على أنفسهم بالمعارضين في الخارج بدأو بشككون في هذا الحوار ويزعمون بأنه نتيجة لضغوط خارجية ومأزق اقتصادي داخلي.. رأيكم في ذلك؟
هذا كلام كله هراء، السلطة المصرية على مدار تاريخها لم تكن ضعيفة، ولم يكن رئيس مصر ضعيف في يوم من الأيام سوى في عصر الإخوان، السلطة في مصر قوية على مدار تاريخها، ولم تكن ضعيفة سوى في عهد الإخوان لأنها كانت بعيدة عن التأييد الشعبي، وكانت مرتبطة بأجندات أجنبية، والشعب المصري لديه حساسية شديدة جدا من أي فصيل وطني يرتبط بمخططات غربية، وخاصة إذا كانت هذه المخططات أمريكية صهيونية ماسونية، ثانيا ليس هناك مأزق داخلية أو خارجية ولكن هناك تحديات داخلية وخارجية، هذه التحديات تتطلب أن يستمع الرئيس إلى وجهات نظر أخرى، وهذه دليل على قوة النظام وحيويته وعن قوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ودعوة الرئيس السيسي للحوار تؤكد أنه يرغب في إصلاح الأحوال في مصر وفي الإستماع إلى وجهات نظر أخرى، والحوار بالنسبة لمصر فرصة ذهبية يجب ألا نضيعها.
لكن ما هي ضمانات وشروط نجاح هذا الحوار من وجهة نظركم؟
أكبر ضامن لنجاح الحوار هو، الأكاديمية الوطنية للتدريب ومؤسسة الرئاسة، وكذلك تولي شخصيتين من أكفأ الشخصيات في الإدارة والتنظيم في العالم إدارة الحوار وهما، نقيب الصحفيين ورئيس الهيئة العامة للستعلامات، ضياء رشوان، وهو شخصية سياسية مصرية كبيرة يمتلك خبرات تراكمية ومهنية كبيرة في المجال الإعلامي والسياسي والحزبي وله علاقات طيبة مع معظم رؤساء الأحزاب المصرية، ويتمتع باحترام وتقدير كل الفاعلين الأساسيين، وكذلك المستشار محمود فوزي، نائب رئيس مجلس الدولة وأمين عام مجلس النواب، الذي سوف تسند له الإدارة الفنية للحوار، وهو رجل يمتلك خبرات قانونية وتنظيمية ضخمة جدا، وهذا سيجعل المشاركين في الحوار مطمئنين بأن الحوار سوف يدار بنزاهة وتجرد وسوف يستهدف مصلحة الوطن، وهذا يعني أن الدولة جادة جدا في أن تجري حوارا صريحا ومباشرا وجريئا وشاملا وحياديا يستهدف مصلحة الوطن، كما أن إدارة السلطة التنفيذية لهذا الحوار يضمن تنفيذ مخرجاته.
أغلب الأحزاب الموجودة كرتونية ولا وجه للمقارنة بين الحزب الوطني وحزب مستقبل وطن
ما هو تقييمكم للحياة السياسية والحزبية في مصر الأن؟
الحياة السياسية والحزبية في مصر كانت ساكنة ثابتة استاتيكية لم تتحرك إلا بالدعوة للحوار، بمعنى أن الحياة السياسية والحزبية في مصر سوف تبدأ في الدوران والتحرك من خلال هذا الحوار ومخرجاته التي سوف تجد طريقها للتنفيذ إن شاء الله.
لكن هناك أكثر من 100 حزب في مصر؟
أغلبها أحزاب قانونية مصنوعة وكرتونية، لكنها الأن أغلقت مقراتها وأصبحت غير موجودة، الأحزاب التي ليس لها موقف سياسي تجاه قضايا الوطن، عدد الأحزاب المصرية السياسية الفاعلة الأن لا يتعدي ستة أحزاب سياسية منها حزب الجيل الديمقراطي.
لكن البعض يقول أن المزاج الشعبي الأن ضد الأحزاب لا سيما بعد الانجازات الضخمة التي حققتها الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
هذا غير صحيح.
البعض يقارن بين الحزب الوطني وحزب مستقبل وطن.. كيف ترى هذه المقارنة؟
لا وجه للمقارنة، الحزب الوطني كان حزب حقيقي له جذور ضاربة في أعماق التاريخ.
سنطالب بإطلاق حرية الإعلام دون قيد أو شرط
ما هي الملفات الأخرى التي سوف يضعها الحزب على طاولة الحوار؟
ملف حرية الإعلام، وإطلاق حرية الإعلام دون قيد أو شرط، وهذا يدخل في المحور الثقافي والتعليمي والفني، على اعتبار أن الإعلام هو البوصلة الهادية للحكومة، وهنا أنا أتحدث عن الإعلام المنضبط الوطني البعيد عن الأجندات الأجنبية والتمويلات الخارجية، الإعلام الوطني الذي يستهدف مصالح الوطن العليا.
هل السياسة الخارجية ستكون ضمن المحاور التي سوف يطرحها الحزب في الحوار الوطني؟
بالنسبة للسياسة الخارجية، مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي استعادت مكانتها العربية والإقليمية والأفريقية وأصبحت لاعب رئيسي في العالم كله، مصر الأن عادت مرة أخرى كرمانة ميزان في السياسة الدولية، مصر لها علاقات استراتيجية مع أمريكا وروسيا والصين، مصر نوعت مصادر السلاح وأصبحت لها جيش وصل ترتيبه التاسع في العالم، لذلك السياسة الخارجية المصرية ناجحة حتى الأن، لكن ما زلنا نأمل أن يكون هناك سياسة جديدة في ملف سد النهضة.
سنطالب بإزالة سد النهضة لأنه يمثل تهديد حقيقي على حياة المصريين
ما رؤية الحزب لحل أزمة سد النهضة؟
نحن نرى أن النيل قضية مصرية وجودية، ولا يمكن أبدا أن نوافق على إقامة سد يمنع انسياب المياه من منابع النيل إلى مصر، ونرى أن هذا السد يمثل خطر حقيقي على حياة المصريين والسودانيين، وتهديد مباشر للأمن القومي المصري، وهو مهدد بالانهيار في أي وقت، لذلك كانت مصر الرسمية على مدار تاريخها الطويل ترفض إقامة سدود على منابع النيل، ونحن نرى أن الحل الوحيد لهذه القضية هو إزالة السد بأي وسيلة بما في ذلك الخيار العسكري.
هل لديكم تعليق على اتفاقية الغاز التي تم إبرامها بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوربي من أجل تصدير الغاز لأوربا؟
هذه اتفاقية اقتصادية المجال فيها مفتوح للحكومة المصرية، لأنها تقوم بتصدير الغاز الزائد عن احتياجات الناس، لكن في نفس الوقت يجب أن يكون الغاز في مصر مسعر حسب دخول الناس وليس حسب سعره العالمي، وهذا ما سنطالب به في الحوار الوطني.
هل لكم موقف من اتفاقيات السلام العربية مع إسرائيل أو ما بات يعرف باسم «اتفاقيات إبراهيم»؟
حلمنا في حزب الجيل الديمقراطي هو إقامة دولة فلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني من البحر إلى النهر، وعاصمتها القدس الموحدة، حلمنا أن تختفي إسرائيل من الوجود كما اختفت الدولة الصليبية على يد صلاح الدين الأيوبي، ونحن نرى أن اتفاقيات إبراهيم جريمة أخرى يتم ارتكابها في حق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية، ونرى أن دخول المنطقة في سلام دافئ مع إسرائيل جريمة أخرى، وهذا الكلام ضد التاريخ، وسوف تظل القضية الفلسطينية هي قضية مصر والعرب الأولى.
كلمة أخيرة؟
حزب الجيل داعم للدولة المصرية ولكل مؤسسات الأمن القومي المصري وللرئيس عبد الفتاح السيسي، حزب الجيل يختلف مع السياسات الاقتصادية والاجتماعية للحكومة الحالية ويرى أنها يجب أن تعتمد على الذات وأن تحقق الاكتفاء الذاتي والرضا الشعبي، وأن تسعى للقضاء على الاحتكار وجشع التجار والسيطرة على الأسواق، وأن تجعل المواطن المصري يعيش حياة طيبة.