الأوقاف: 10 آلاف مصحف لمكتبات المساجد
قررت وزارة الأوقاف، إهداء 8 آلاف مصحف توزع على مكتبات المساجد الكبرى، وإهداء 3 آلاف مصحف للأكثر حفظًا وانتظامًا بالبرنامج الصيفى من خلال حضور أحد قيادات المديرية أو مدير الإدارة مع الإمام أو الواعظة القائمين على البرنامج.
وقالت الأوقاف، إن ذلك يأتى فى إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالقرآن الكريم ومقارئ القرآن الكريم واهتمامها بالنشء، وفى ظل النجاح المبهر الذى حققته كل من مقارئ القرآن الكريم والبرنامج الصيفى للأطفال، وما لمسناه من إقبال كبير جدًّا عليهما.
وأكدت وزارة الأوقاف، أنه فى إطار استعادة المسجد لدوره فى بناء الوعى تعمل وزارة الأوقاف على تكثيف الأنشطة التفاعلية بالمسجد من خلال الدروس والندوات والمحاضرات، واستحداث بعض الأنشطة التفاعلية، ومن أهمها:
1.التوسع فى مقارئ القرآن الكريم لجمهور المصلين.
2.عقد مقارئ قرآنية للسيدات بإشراف الواعظات المحفظات المعتمدات من الأوقاف.
3.تفعيل مبادرة "حق الطفل" ومبادرة "سكن ومودة".
4.انطلاق البرنامج الصيفى للأطفال.
5.فتح جميع المكتبات بالمساجد الكبرى أمام الجمهور.
6.عقد مجالس الإفتاء على أيدي العلماء المتخصصين بالمساجد الكبرى بالتعاون مع كل من دار الإفتاء المصرية ومجمع البحوث الإسلامية.
7.التوسع فى لجان المصالحة الأسرية بالتعاون مع دار الإفتاء ووزارة العدل.
8.التوسع فى القوافل الدعوية وبخاصة للمناطق الحدودية بالتعاون مع الأزهر الشريف.
9.إقامة الأمسيات الدينية بالمساجد الكبرى.
وكان قد ذكر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بعضا من فضائل العشر من ذي الحجة، وذلك تزامنًا مع اليوم الثاني من ذي الحجة 1443 هـ.
فضائل العشر من ذي الحجة
وقال وزير الأوقاف: لقد فضل الله (عز وجل) بعض الأيام على بعض، وبعض الشهور على بعض، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): " إنَّ لربِّكُمْ في أيامِ دهرِكُمْ نفحاتٌ ألا فتعرَّضوا لها" (المعجم الكبير للطبراني)، موضحا أن من هذه الأيام المباركات العشر الأول من ذي الحجة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم):" ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ. قالوا: يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم): ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجلًا خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ" (صحيح البخاري).
وتابع وزير الأوقاف: هذه العشر المباركات هي التي وصفها القرآن الكريم بالأيام المعلومات، في قوله تعالى: "لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ " (الحج: 28). وذكر سيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) أنها الليالي العشر التي أقسم بها رب العزة (عز وجل) في كتابه العزيز فقال: " وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ " (الفجر: 1، 2).
وشدد وزير الأوقاف على المسلم أن يغتنم ما أتيح له من أبواب الخير في هذه العشر من الإكثار من الصيام، وقيام الليل، والذكر، وتلاوة القرآن، وإطعام الطعام، والحرص على شعيرة الأضحية، وصلة الأرحام، والإكثار من الصدقات، فإن لم يكن له من المال ما يتصدق به فأبواب الخير واسعة، وقد سئل نبينا (صلى الله عليه وسلم) من أين لنا صدقة نتصدق بها كل يوم ؟ فقال: "إن أبواب الخير لكثيرة: التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتميط الأذى عن الطريق، وتسمع الأصم، وتهدي الأعمى، وتدل المستدل على حاجته، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف ؛ فهذا كله صدقة منك على نفسك".
وأكمل وزير الأوقاف: يستحب في هذه الأيام التوسع في الصدقات، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ الدُّعَاءَ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبِحُ العِبادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا" (متفقٌ عَلَيْهِ).
وأردف في عشر ذي الحجة يأتي يوم عظيم، خير يوم طلعت فيه الشمس، وهو يوم عرفة، من صامه إيمانا واحتسابا فإنه يكفر السنة الماضية والسنة الباقية، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ " (صحيح مسلم)، ويستحب الإكثار في هذا اليوم من الذكر والدعاء، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (سنن الترمذي).
وأردف: فيه يوم النحر يوم الأضحية التي هي سنة نبينا (صلى الله عليه وسلم) وأبينا إبراهيم (عليه السلام)، وفيها يقول: " مَا عَمِلَ آدمي مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ (عز وجل) مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ إِنَّهَا لتأتي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا" (سنن الترمذي).
وللأضحية مقاصد سامية فهي من جهة طهرة للمال وصاحبه، ومن جهة أخرى إغناء للفقراء، وتوسعة على الأهل والأصدقاء والجيران والأحباب، وهي سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقد ضحّى (صلى الله عليه وسلم)، حيث قال سيدنا أنس (رضي الله عنه): "ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ" (متفق عليه) .
واختتم وزير الأوقاف: كما تتحقق الأضحية بالذبح تتحقق بالصك، ولا شك أنه يعظم من نفع الأضحية، وبخاصة لمن لا يملك آلية لتوزيعها على الوجه الأمثل، مما يجعلها تصل عبر منظومة الصكوك إلى مستحقيها الحقيقيين، وهو ما يزيد من نفع الأضحية وثوابها في آن واحد، كما أنه يحقق إيصال الخير إلى مستحقيه بعزة وكرامة وآلية لا تمتهن آدمية الإنسان أو تنال منها.