«خطأ فادح في شهادات التخرج».. القصة الكاملة لغضب خريجي كلية التربية بأسوان
مشهد حزين يسيطر على خريجى دفعة «2020» من كلية التربية جامعة أسوان، بعد اكتشافهم وجود خطأ فادح فى مسمى شهادت التخرج الخاصة بهم، حيث تسلموا شهادت مكتوب عليها «ليسانس» بدلًا من «بكالوريوس» وفقًا لنظام مواد الكلية.
القصة كاملة لغضب خريجين كلية التربية فى أسوان.. تعرف عليها
بدأت الواقعة بتاريخ 2 ديسمبربعدما اكتشف عدد من الخريجين وجود خطأ فى مسمى الشهادات من «بكالوريوس إلى ليسانس»، ثم توجهوا بعدها إلى إدارة الكلية، للفت الانتباه وحل الأمر، وبدورها الكلية فتحت أبوابها واستمعت إلى شكاوى الخريجين، وكان رد المسؤولين بالكلية أنه خلال شهرين سوف تصل الشهادت الصحيحة.
وفى نفس اللقاء، قام «العميد» وبرفقته الوكيل الدكتور «خيرى أحمد» بتوقيع «إقرار» إلى الخريجين تحت عنوان «إلى من يهمه الأمر» وسطوره كالآتى: «نحيط سيادتكم بأن المسمى الموجود على شهادة الطالب درجة الليسانس فى الآداب والتربية، تم طباعته عن طريق الخطأ والمسمى الصحيح هو درجة البكالوريوس فى العلوم والتربية، وذلك لحين تصحيحها».
ثم بعد مضى الشهرين حسب المتفق عليه سلفًا، توجه عدد من الخريجين إلى الكلية على أمل الحصول على شهاداتهم الصحيحة، فكان رد الكلية المملثة فى «العميد» أن الشهادات لم تصل حتى الآن وسبب التأخير يعود إلى جهة الطبع بالقاهرة.
مؤخرًا، اشتعلت الأزمة بين الخريجين وإدارة الكلية بعد إعلان وزارة التربية والتعليم عن مسابقة التعاقد مع 30 ألف معلم مساعد، التى حددت شروط واضحة ومعلنة لاختيار المعلمين، كما حددت الوزارة أن التقديم سوف يبدأ من 2 يوليو حتى 24 يوليو، أملًا فى الحصول على فرصة العمل.
ثم بعدها، تجمع عدد كبير من الخريجين وتوجهوا إلى إدارة الكلية لدق لإنقاذهم من الإهمال مطالبين بتصحيح الشهادات المغلوطة، حتى لا يتم حرمان شعبتى «رياضيات وعلوم» فى دفعة «2020» من الالتحاق بقطار المسابقة أسوة بجميع المحافظات.
ودار حوار موضوعى بين الخريجين مع الدكتور راضى عبد المجيد «عميد تربية» فى الوصول إلى حلول إيجابية، وكان رد «العميد»، أن الشهادت الصحيحة المطبوعة بـ«العلامة المائية» غير موجودة وقد تستغرق وقتا طويلا للوصول، كما اقترح عليهم بالتقديم بالشهادات الحالية، قائلًا لهم: «هتتقبلوا إن شاء الله»، تلك الرسالة الأخيرة لم تسر الخريجين والذين وصفوها بـ«فض مجالس» وليس حلًا.
وبعد كتابة عدة منشورات من الخريجين على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، فقامت إدارة الكلية وبناءً على تعليمات الدكتور عبد الراضى، بالتواصل مع أحد الشخصيات القريبة من الخريجين، وإبلاغهم بوجود خبر «مفرح» للخروج من الأزمة، وعليه توجه الخريجون إلى الكلية، وهو ما تبين أن الحل فى طباعة «شهادات مؤقتة» بقيمة «115» جنيها وليست بالمجان.
وتسبب المبلغ الـ«115» جنيه فى انقسامات بين الطلاب والأكثرية رفضوا الدفع نظرًا لأنهم فى الشهادة الأولى المغلوطة قاموا بتسديد رسوم «230» جنيها ثم الآن مطلوب رسوم أخرى لشهادات مؤقتة غير صحيحة.
وشعر الخريجون أن إدارة الكلية تعانى من «الإفلاس» فى الحلول وهدفها تجميع «أموال» وطبع شهادات، فتوجهوا إلى مبنى ديوان المحافظة، ثم حدثت بينهم مقابلة مع قيادة بارزة برتبة «عميد»، والأخير أجرى اتصالًا هاتفيًا بالدكتور أيمن عثمان، رئيس الجامعة، وقد وعدهم بالذهاب مرة أخرى إلى الكلية للحصول على الشهادت الصحيحة بـ«العلامة المائية»، وبعد ذهابهم إلى مكتب «العميد» كان رده بأن الشهادت من الصعب وصولها حاليًا.
ثم توجه خريجو كلية التربية بعد ذلك إلى مكتب نائبة المحافظ الدكتورة غادة أبو زيد والمعروفة بـ«المرأة الحديدية» فى الديوان لقدرتها على حل الأزمات، وبدورها وعدت الخريجين بالتواصل مع إدارة التنظيم والإدارة لفتح «خانة» إضافية فى موقع المسابقة، فى مدة أقصاها «48» ساعة، وسيتم إرفاق الشهادة المغلوطة مع الشهادة المؤقتة، ثم على أساس ذلك توجه الخريجون واشتروا الشهادة الأخيرة أملًا فى البحث عن فرصة تعيين، ومضت المدة المحددة دون جدوى.
وبعد شعور الخريجين بـ«المرمطة» والمماطلة، استنجدوا بـ «النيابة الإدارية»، وكانت الصدمة الكبرى بعدما أكد لهم ممثل كبير بـ«النيابة» أن الشهادات المؤقتة غير معترف بها.
وكشف أحد المتضررين بدفعة «2020»، تفاصيل صادمة، مشيرًا إلى أن الخطأ فى الشهادت لشعبتى «علوم ورياضيات» لم يكن فقط فى المسمى بل شمل أيضًا «مهزلة» فى البيانات، عبارة عن وضع صورة طالبة مع اسم طالبة أخرى وكتابة دور ثانى بالخطأ، بالإضافة إلى تواريخ الميلاد، مما يعكس جريمة إهمال مكتملة الأركان.
وأضاف خلال حديثه لـ«النبأ»: “أن الخطأ الفادح لا يجب أن يدفع ثمنه الخريجين بمفردهم، وغير منطقى أن الأحلام تتبخر وكفاح السنين بين أروقة الكلية يتحول إلى سراب، بسبب موظفين معدومى الضمير"، متسائلا: "أين قيادات الكلية قبل التوقيع بـ«الحبر الأزرق» على الشهادت حال اكتشافهم الخطأ الفادح الذى جاء من جهة الطبع، وما ذنب الخريجين أن يتم حرمانهم من المسابقة الكبرى التى تقدمها وزارة التربية والتعليم؟”.
وناشد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ووزير التعليم العالى، ونواب أسوان، بضرورة التدخل لتمكن الخريجين من دفعة «2020» بالدخول فى مسابقة الـ«30» ألف معلم أسوة بباقى المحافظات، بدلًا من حرمانهم بسبب إهمال القائمون على هذا الأمر داخل كلية التربية الذين أمدوا جهة الطبع بمعلومات «مغلوطة» نتج عنها صدور شهادت غير صحيحة.