رئيس التحرير
خالد مهران

محمد النمر لـ«النبأ»: الحوار الوطني فرصة لن تعوض للقضاء على الإخوان والإسلام السياسي

على الهواري يحاور
على الهواري يحاور رئيس الحزب الناصري

قال المهندس محمد النمر، رئيس الحزب الناصري الديمقراطي، أن الحوار الوطني فرصة لن تعوض للقضاء على الإخوان والإسلام السياسي. 

وطالب «النمر»، في حواره لـ«النبأ»، الحكومة وأحزاب الموالاة بتقبل الرأي الأخر، مؤكدا أنه سوف يطالب في الحوار بالإفراج عن المحبوسين في قضايا الرأي وتغيير القوانين الخاصة بالأحزاب والحبس الاحتياطي، لافتا إلى أن الوضع السياسي والحزبي في مصر بدأ يتحرك.. وإلى تفاصيل الحوار

ما هي رؤية الحزب الناصري للحوار الوطني الذي سوف تنطلق فاعلياته هذا الشهر؟

الحوار الوطني ضرورة، الكل كان منتظر هذا الحوار، والحزب الناصري كان من أول المرحبين بالحوار الوطني والمشاركة فيه، وعندما تأتي الدعوة للحوار من أعلى سلطة في الدولة، فهذا يعني أن هذه السلطة قد رأت أن هناك موضوعات ومشاكل تحتاج إلى مشاركة الجميع في وضع حلول لها، وبالتالي لا بد من الجدية في هذا الحوار، ومشاركة الجميع دون إقصاء لأحد ما عدا من تلوثت يده بدماء المصريين أو قام بأعمال إرهابية ضد الشعب المصري، ونحن جميعا نعرف من هم هؤلاء ونرفض الحوار معهم، ولا بد أن يشارك في هذا الحوار الأحزاب والنقابات والإعلام ومنظمات المجتمع المدني التي تعمل على بناء الإنسان وليس منظمات المجتمع المدني التي تتلقى التبرعات وصك الأضحية، ولا بد من وجود التنفيذيين الذين سوف يقومون بتنفيذ ما يتم التوصل إليه في هذا الحوار، ولا بد أن يكون هذا الحوار تحت رعاية رئاسة الجمهورية، لأن الرئيس هو الضامن لجدية الحوار والضامن لتنفيذ مقرراته، ولا بد أن يكون الحوار على مستوى المحافظات، وألا يكون قاصرا على القاهرة فقط، لأن مصر ليست القاهرة فقط.

ما هي المحاور الأساسية في هذا الحوار؟

هناك المحور السياسي، والذي لا بد وأن يناقش مسألة الإفراج عن المحبوسين في قضايا الرأي، والقوانين الخاصة بالحبس الإحتياطي، وقانون الأحزاب بحيث يتم منح الحرية للأحزاب، ولا بد من مناقشة فانون المحليات وقوانين الانتخابات، وهناك المحور الاقتصادي الذي لا بد وأن يناقش رؤيتنا لاقتصاد مصر، فليس من المنطقي أن يكون اقتصاد مصر اقتصاد ريعي، وليس من المعقول أن يتم توجيه كل الاقتصاد إلى الإسكان والبناء، لا بد من تشغيل المصانع المتوقفة وبناء مصانع جديدة، ولا بد من تحديد علاقتنا بالعملة الأجنبية، فلا يصح أن يتم ربط العملة المصرية بعملة واحدة، ومن ضمن الاقتراحات التي سوف نطرحها في الحوار موضوع ربط العملة المصرية بمجموعة عملات، هناك محور أخر خاص بالأمن القومي لمصر وعلاقاتها العربية والخارجية، مصر هي محور وقلب المنطقة العربية، وبالتالي لا بد من مراجعة هذه العلاقات، ولا بد من مناقشة قضية سد النهضة وأهمية مياه النيل بالنسبة لمصر، وخاصة أن نصيب الفرد في مصر من المياه يتناقص، نحن نريد حوارا جادا، وعلى الحكومة والموالاة أن يتقبلوا الرأي الأخر، وأن يتقبلوا أن هناك رأي أخر من الممكن أن يكون هو الصواب، دعونا نسمع بعض ونتعاون لوضع حلولا لمشاكل هذا البلد، حتى قضايا البيئة فيها كلام كثير خاص بتدوير المياه والمخلفات وحماية الشواطئ واستغلال الطاقة الشمسية، هناك كلام كثير في كل الموضوعات، تستطيع المعارضة أن تقوله في هذا الحوار ويفيد البلد.   

كيف ترى الخلاف حول مفهوم وشكل المعارضة التي سوف تشارك في الحوار؟

 

الدولة تعلم من المعارض ومن غير المعارض، وبالتالي هذا المسألة محسومة عند الدولة تماما، ولا يجوز للأحزاب التي توافق على كل ما تقوم به الحكومة داخل مجلس النواب أن تحسب نفسها على المعارضة، وهناك أحزاب تزعم أنها معارضة ولكن أفعالها ورأيها يؤكد أنها موالية، وبغض النظر عن هذا الخلاف لا بد للجميع أن يعلم أننا في لحظة وطن، كل الموجودين حاليا سيذهبون وتبقى مصر، وبالتالي مشاركة أحزاب الموالاة في الحوار بصفتها أحزاب معارضة سيكون مضيعة للوقت.

ما هو توصيفكم للمعارضة في مصر الأن؟

الحزب الناصري من أحزاب المعارضة، بالإضافة إلى أحزاب الحركة الوطنية الديمقراطية، وبعض الأحزاب التي تعلن نفسها أنها معارضة.

هل أنت متفائل بهذا الحوار وهل تتوقع أن يؤدي إلى تغيير جذري في الحياة السياسية في مصر؟

ليس أمامي إلا أن أتفائل، لأن اللحظة التي نحن فيها لحظة وطن، أرجوا أن يكون الجميع حريصين على مصلحة البلد وأن يسمحوا بحوار جاد يخرج بحلول لمشاكل البلد، وأن يتم وضع برامج زمنية وأليات للتنفيذ، عايزين نحل بجد.

هناك خلاف حول الأولويات والملفات التي لها الأولوية في النقاش داخل الحوار.. كيف ترى ذلك؟

 نحن نرى أنه لا يمكن فصل المحور الاقتصادي عن المحور السياسي، المواطن يريد أن يأكل أولا ثم يعبر عن رأيه، الجائع لن يستطيع أن يقول رأيه في أي شئ، ولن يستطيع أن يشارك في انتخاب ممثله الحقيقي، لكن قد يكون المحور السياسي والحريات والديمقراطية أسرع في القرارات والقوانين الخاصة بها من المعالجات الاقتصادية التي تحتاج إلى وقت.

ما هو تقييمكم بوجه عام للوضع السياسي والحزبي في مصر الأن؟

الوضع السياسي والحزبي بدأ الأن يتحرك، وأصبح لدينا حرية بأن نقول لا، أصبح لدينا حرية في التعبير عن وجهة نظرنا، وهناك نوع من الحيوية في الحياة الحزبية في مصر، الأن أشعر أن هناك حالة من الحراك الوطني، وأرجوا أن تستمر.

هناك إجماع من جانب المشاركين في الحوار سواء الموالاة أو المعارضة على رفض مشاركة الإخوان والإسلام السياسي في الحوار الوطني.. كيف ترون ذلك.. وهل تعتقد أن هذا الحوار يمكن أن يؤرخ لنهاية هذا التيار في مصر؟

لا بد أن يكون ذلك هو هدف الحوار، وهو إنهاء ما يسمى بالإسلام السياسي الذي كان جاثما على صدورنا، وهذه نقطة في منتهى منتهى الخطورة، لأن الإسلام السياسي يختلف عن القوى المدنية، القوى المدنية تعمل في العلن وأقصى ما تستطيع فعله هو أن تقول كلمة أو قصيدة شعر، أما الإسلام السياسي فقد يصل به الأمر إلى التآمر على البلد، ونحن ضد التآمر على البلد، لدينا فرصة لن تعوض للقضاء على هذا التيار، من خلال طرح مفاهيم وطنية جديدة تجعل الشباب يعي أهمية هذا الوطن وأهمية الدولة الوطنية الديمقراطية، بهذا الشكل سوف ينحسر دور الإسلام السياسي، وكما أكدنا قيل ذلك وقلنا أن مواجهة الإسلام السياسي لا تكون مواجهة أمنية فقط، لأن المواجهة الأمنية تعطي له قوة، لا بد وأن تكون هناك مواجهة فكرية وسياسية، أرجوا أن يعي المسئولين عن الحوار أن يكون أحد أهداف هذا الحوار هو مواجهة الإسلام السياسي والمؤامرات الخارجية والكيان الصهيوني، وأن يكون هذا الحوار فرصة لإنهاء الإسلام السياسي في مصر والقضاء عليه، وفرصة عمرنا أن يكون من أهداف هذا الحوار هو إنهاء الإسلام السياسي.

لكن ما هي التداعيات التي سوف تحدث في حال فشل هذا الحوار؟

سوف يؤدي إلى حالة من الإحباط بين الأحزاب والقوى المدنية، وسوف يكون إعلان موت للحياة السياسية في مصر وتقوية الطرف الأخر، وفوق كل ذلك أن الحكومة لن تجد من يساعدها وهتفضل بطولها.

هل أنت مع مشاركة السلفيين وحزب النور في الحوار الوطني؟

 أنا متحفظ على مشاركة هؤلاء في الحوار، أنا لا أحب لعب كل الأدوار، أنا في كل مرة أعلن أنني حزب معارض، وهذا ليس عيبا أو حراما أو سبة، والحفاظ على هذه الدولة أمام عيني.

موقفكم من مشاركة حركة 6 أبريل في الحوار؟

حركة 6 أبريل كان توجهها وطني، وأرجوا أن تكون بهذا الشكل، وأرجوا أن تقوم بهذا الدور في الحوار وتطرح قضايا وطنية.

ما هي أولويات الحزب الناصري في الحوار الوطني؟

فقه الأولويات، ورأينا هو أن الأولوية يجب أن تكون للصناعة والتصنيع والاهتمام بالإنتاج الزراعي، وكان لا بد أن يسير ذلك بالتوازي مع المشروعات العقارية والسكنية، ونحن نرى أن الاقتصاد المصري تحول إلى اقتصاد ريعي، والاقتصاد الريعي لا يبني دولة، نحن نرى أن الأولوية الأن يجب أن تكون للصناعة كثيفة العمالة لتشغيل الناس، واستغلال المواد الخام، والاهتمام بالثروة الزراعية، وهذا ما سوف نطرحه على طاولة الحوار.

ماذا سيكون موقفكم من وثيقة ملكية الدولة التي أعلنت عنها الحكومة؟

نحن ضد «وثيقة ملكية الدولة»، ونرى أنه كان يجب تأجيلها لحين عرضها على الحوار الوطني.

معروف أن الحزب الناصري من اقدم وأعرق الأحزاب السياسية في مصر والعالم العربي.. أين هو الأن؟

الحزب الناصري بدأ الأن يتحرك، بعد أن كان غير مسموح له بالحركة، وهذا الحزب به كوادر قوية وواعية ومن الممكن أن تستفيد منها الدولة في ملفات كثيرة، نستطيع دعم الدولة في مواجهة الإرهاب والإسلام السياسي، نستطيع دعم الدولة في القضايا القومية، نستطيع دعم الدولة في القضايا الدولية، هو حزب وطني حريص على الدولة المصرية، وحريص على حرية الوطن والمواطن، وحريص على تحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد، وحريص على الأمن القومي المصري والعربي، باعتبار أن الأمن القومي العربي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

ما حقيقة الإنقسام الموجود داخل الحزب الأن وانشطاره إلى جبهتين.. جبهتكم وجبهة الدكتور محمد أبو العلا؟

مقر الحزب الرئيسي والتاريخي هو 8 شارع طلعت حرب، بعد وفاة رئيس الحزب المرحوم سيد عبد الغني عرضنا على الدكتور محمد أبو العلا الرئاسة الشرفية للحزب احتراما لتاريخه، لكنه رفض، وكان يريد تنفيذ طلبين كان من المستحيل تنفيذهما، الطلب الأول هو حل المكتب السياسي، والطلب الثاني هو حل لجان المحافظات، وهذا معناه حل الحزب، وهذا ضرب من الخيال، وكان من نتيجة ذلك أننا قمنا باجراء انتخابات مثالية تم من خلالها انتخاب الرئيس والنواب والهياكل التنظيمية، لكن الدكتور محمد أبو العلا قام بتجميع بعض الناس من هنا وهناك وأعلن أنه رئيس الحزب.

ماذا يعني ذلك وإلى متى سوف يستمر هذا الوضع؟

مع أحترامي وتقديري للدكتور محمد أبو العلا، هو يفعل كما يريد، لكن أحنا شغالين، كل الأحزاب والقوى الوطنية العربية لا تعلم سوى أن الحزب الناصري موجود في 8 شارع طلعت حرب، وأن رئيسه هو المهندس محمد النمر.

ما هي رؤية الحزب الناصري بالنسبة للقضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية؟

الحزب الناصري يرى أن العدو هو كل من يعمل ضد مصالح الأمة العربية والمواطن العربي تطبيقا لمقولة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر «نعادي من يعادينا ونسالم من يسالمنا»، نحن لسنا ضد دولة بعينها، لكن تظل إسرائيل هي العدو التاريخي للعرب، لأن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود وليس صراع على الحدود.

كلمة أخيرة

لا بد أن يعي الجميع أن الحوار الوطني فرصة لنا جميعا لمقاومة الإسلام السياسي والإرهاب، وأننا جميعا في لحظة وطن وليس لحظة حزب.