تفاصيل اتهام فتحي باشاغا للدبيبة بمحاولة اغتياله.. ويكشف سبب انسحابه من طرابلس
يبدو أن الأوضاع في ليبيا تتجه إلى مزيد من الأنقسامات والفرقه السياسية وذلك بعد الاتهامات التي وجها رئيس الحكومة الليبية، فتحي باشاغا، إلى عبد الحميد الديببة، بمحاولة تدبير اغتياله، والتي حركت المياه الراكدة في مزيد من الخلافات رغم المحاولات السابقة من كل الأطراف الخارجية والسياسية إلى التوافق.
ففي كلمة لرئيس حكومة ليبيا فتحي باشاغا أمام جلسة مناقشة مع لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني، اليوم الثلاثاء، اتهم باشاغا، رئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة، بإطلاق النار عليه ومؤيديه في أحياء مكتظة بالسكان.
وقال باشاغا: "عندما دخلت إلى طرابلس في مايو الماضي لممارسة مهامي وبطريقه سلمية، أمر الدبيبة مليشياته بإطلاق النار عليّ وعلى من يؤيدني في أحياء مكتظة بالسكان؛ وتفاديا لإراقة الدماء فقط، قمت بالانسحاب لأنني كنت مصممًا على تجنب فقدان المزيد من الأرواح الليبية".
وأشار إلى أنه رغم كلّ الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإصلاح الأوضاع داخل البلاد، لا تزال ليبيا تعاني الفوضى، فيما هناك رئيس وزراء لا يملك سيطرة على الأرض، يجد دعمًا أمميًا وبعض الجهات الدولية الأخرى الفاعلة، بما في ذلك الحكومة البريطانية، في إشارة إلى الدبيبة.
محمي من الميليشيات
وأكد باشاغا، أن "سلفه يجلس في طرابلس محميًا من قبل عدد محدود من الميليشيات التي يعتقد أن بعضها على صلة بجماعات إرهابية دولية"، مشيرًا إلى عودة نشاط الجماعات الإرهابية خاصة في الجنوب الليبي؛ وما صاحب ذلك من انفلات أمني وعودة سطوة المليشيات وابتزازها لمؤسسات الدولة واستحواذها على سلطة القرار وارتفاع مؤشر انتهاكات حقوق الإنسان.
واتهم رئيس الحكومة الليبية الحالي، نظيره السابق عبد الحميد الدبيبة باستخدام الإيرادات التي تحصل عليها بلاده مقابل مواردها الطبيعية في حماية مصالح شخصية، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الغذاء والدواء دون معالجات حكومية، وتفاقم أزمة الكهرباء رغم الأموال التي صرفت لها حسب بيانات الحكومة؛ مشيرًا إلى أنه للمرة الأولى يمضي الطالب الليبي عامه الدراسي كاملا دون كتب بسبب الصراع والتسابق على العمولات والصفقات.
عودة الانقسام السياسي
وشدد باشاغا على عودة الانقسام السياسي والمؤسساتي، وارتفاع خطاب الكراهية والتحريض على العنف؛ وإفشال حلم 2.8 مليون ليبي كانوا يتطلعون للتغير عبر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 24 ديسمبر 2021.
وأشار إلى أن بلاده أصبحت ساحة لتصفية الحسابات الدولية؛ فما يحدث في أوكرانيا يلقى بظلاله عليها على المستوى السياسي والأمن الغذائي، مؤكدًا أن هذه الأحداث جعلت مواطنيه غير راضين عن هذا الوضع الذي وصفه بـ "المؤسف".
وأكد أن ليبيا اليوم غير قادرة على القيام بكل هذا إلا بدعم ومساندة من المجتمع الدولي، معبرًا عن تطلعه إلى أن يكون الدور الأبرز للمملكة المتحدة، خاصة وأن كل الدول لم تأخد موقفا رافضا للحكومة التي يرأسها.
إعادة الإعمار
وأشار إلى أن الحكومة التي يرأسها ستعمل على توفير فرص الاستثمار وإعادة الإعمار، مؤكدًا استعداده وحكومته للتعاون والعمل مع بريطانيا عليها وعلى ملف اتفاقية أمن الطاقة وتجارة العبور والمساعدة في التقليل من تدفق المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون إلى جنوب أوروبا عبر ليبيا.
وأكد على استعداد حكومته للعمل مع الحلفاء لتكون ليبيا بمثابة الحصن الإقليمي ضد الإرهاب، وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية الموجودة في ليبيا بطريقة غير قانونية.