هل يبدأ شي وبايدن المواجهة؟
زيارة بيلوسي غير المؤكدة اليوم إلى تايوان تحشد الآليات العسكرية بالمضيق
هبطت طائرة عسكرية تقل رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، وسط إجراءت أمنية مشددة، في قاعدة جوية بماليزيا، صباح اليوم الثلاثاء، وذلك محطتها الثانية في زيارة آسيا، بعد سنغافورة.
ولا يزال الغموض يلف الزيارة المحتملة التي قد تجريها بيلوسي إلى تايوان، وهو في ظل ما قد تقود إليه من تصعيد للتوترات بين واشنطن وبكين، بشكل يسفر عن شحن عسكري عبر المضيق.
وعلى الرغم من عدم وجود إعلان رسمي، أفادت وسائل الإعلام المحلية في تايوان، يأن بيلوسي ستصل إلى تايبيه العاصمة، ليل الثلاثاء، لتصبح أعلى مسؤول أمريكي منتخب، يزورها منذ أكثر من 25 عاما.
ونقلت صحف “يونايتد ديلي”، و"نيوز"، و'ليبرتي تايمز"، و"تشاينا تايمز" ـ وهي أكبر ثلاث صحف وطنية في تايوان ـ عن مصادر لم تسمها، قولها إن بيلوسي ستطير إلى تايبيه، وتقضي الليلة بعد زيارة ماليزيا.
ونقلا عمن وصفهم بـ "مسؤولين"، قال تلفزيون “نيكست”، ومقره تايوان يوم الاثنين، إن بيلوسي من المتوقع أن تبقى في تايبيه طوال الليل، بفندق “جراند حياة”، في منطقة شينيي، لكن من غير الواضح متى ستصل.
كما أصدرت شبكة "سي أن أن" معلومات مماثلة، قائلة إن بيلوسي من المتوقع أن تزور تايوان، في إطار جولتها في آسيا"، حسب مسؤول تاوياني كبير، وآخر أمريكي.
وذكرت صحيفة بوليتيكو أن البنتاغون يستعد لرحلة بيلوسي المحتملة إلى تايوان، ومن المرجح أن يقدم طائرة عسكرية. وقالت بيلوسي يوم الجمعة إنها تريد أن يكون الكونجرس "جزءا من استراتيجية إدارة بايدن في المحيطين الهندي والهادئ".
وذهبت تقارير إعلامية إلى حد تحديد موعد الزيارة قائلة أن بيلوسي ستطير إلى جزيرة تايوان عبر قاعدة كلارك الجوية الفلبينية في 4 أغسطس وستلتقي بزعيمة الجزيرة تساي إنغ ون.
وذكرت وسائل إعلامية تايوانية أن طائرات من جيش التحرير الشعبى الصينى والجيش الأمريكى وسلطات تايوان دخلت منطقة تحديد الدفاع الجوى جنوب غرب تايوان صباح يوم الاثنين، قائلة إن الأجواء المشحونة هذه نجمت عن زيارة بيلوسي المحتملة.
وحذرت الصين، التي تعتبر تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها، من تداعيات الزيارة، قائلة إن جيشها "لن يقف مكتوف الأيدي" إذا أصرت بيلوسي على الزيارة.
وتواصل وزارة الخارجية الصينية وجيش التحرير الشعبي الصيني الضغط على الولايات المتحدة بشأن زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي المحتملة لجزيرة تايوان، وحثت الصين الولايات المتحدة على احترام تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم دعم "استقلال تايوان.
واحتفالا بالذكرى الـ 95 لتأسيس جيش التحرير الشعبي، أصدرت قيادة المسرح الشرقي بجيش التحرير الشعبي يوم الاثنين مقطع فيديو على سينا ويبو، منصة التواصل الاجتماعي الشبيهة بتويتر في الصين، رأه العديد من مستخدمي الإنترنت أنه تحذير واضح لبيلوسي، التي قد تقوم برحلة مفاجئة واستفزازية إلى جزيرة تايوان الصينية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان في مؤتمر صحفي روتيني يوم الاثنين "إذا زارت بيلوسي جزيرة تايوان، فإن جيش التحرير الشعبي لن يقف مكتوف الأيدي" وسيتخذ "إجراءات مضادة حازمة وقوية" لحماية سيادة الصين وسلامة أراضيها. وحول ماهية هذه الإجراءات، قال تشاو "إذا تجرأت على الذهاب، فلننتظر ونرى".
وقال محللون صينيون إن هذا التحذير الجديد هو إشارة واضحة على أنه إذا ذهبت بيلوسي إلى تايوان، فإن الصين ستعتبره عملًا استفزازيًا تسمح به إدارة بايدن وليس قرارا شخصيا تتخذه بيلوسي، وسيكون حادثًا خطيرا يعني الولايات المتحدة قد انتهكت وعدها.
وقال لو شيانغ، الخبير في الدراسات الأمريكية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في تصريحات إعلامية إن أي ترتيب يخدم زيارة بيلوسي إلى تايوان سيكون انتهاكا لالتزام البيت الأبيض بعدم دعم "استقلال تايوان".
وقال الخبير العسكري الصيني سونغ تشونغ بينغ لصحيفة جلوبال تايمز، سواء زارت بيلوسي أم لا، فإن الصين بحاجة إلى الحفاظ على القدرة على طرد الأعداء بانتظام عبر مضيق تايوان، والاستعداد لمواجهة النزاعات العسكرية الناجمة عن تدخل الولايات المتحدة واليابان. ودعا إلى إنشاء منطقة خطر للتعامل مع حالة دخول المجال الجوي لتايوان.
وشجب البيت الأبيض يوم الاثنين خطاب بكين، قائلا إن الولايات المتحدة ليس لديها مصلحة في تعميق التوترات مع الصين وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي أن قرار زيارة الجزيرة هو قرار بيلوسي في النهاية. وأشار إلى أن أعضاء الكونغرس قاموا بزيارة تايوان بشكل روتيني على مر السنين.
وقال كيربي إن المسؤولين في الإدارة قلقون من أن بكين يمكن أن تستخدم الزيارة كذريعة لاتخاذ خطوات انتقامية استفزازية، بما في ذلك العمل العسكري مثل إطلاق صواريخ في مضيق تايوان أو حول تايوان، أو القيام بطلعات جوية في المجال الجوي لتايوان وتنفيذ مناورات بحرية واسعة النطاق. في المضيق.
وقال كيربي "ببساطة، لا يوجد سبب لبكين لتحويل زيارة محتملة تتفق مع سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد إلى نوع من الأزمة أو استخدامها كذريعة لزيادة النشاط العسكري العدواني في مضيق تايوان أو حوله".
ومن جانبه، عزز الجيش التايواني استعداده القتالي من الساعة الثامنة صباح اليوم الثلاثاء ردا على تدريبات عسكرية صينية بالذخيرة الحية وسط الشائعات بأن رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي ستزور تايبيه.
تقوم بيلوسي ووفد مرافق لها حاليا بجولة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وقد أعلنوا بالفعل عن توقفهم في سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان.
وفي يوم الاثنين، بث تلفزيون الصين المركزي الذي تسيطر عليه الدولة في الصين تجربة إطلاق صاروخ باليستي دونغفنغ -17 قالت إنه دليل على "القوة القوية" للجيش الصيني.
وأثارت التهديدات بالانتقام من زيارة بيلوسي مخاوف من حدوث أزمة جديدة في مضيق تايوان الذي يفصل بين الجانبين وهو ما يعكر صفو الأسواق العالمية وسلاسل التوريد.
وترى بكين في الاتصال الأمريكي الرسمي مع تايوان انتهاكا لسياسة الصين واحدة. وانقسمت تايوان والصين في عام 1949. وليس لدي الجانبين علاقات رسمية لكنهما مرتبطان بمليارات الدولارات في التجارة والاستثمار.
وحولت الولايات المتحدة اعترافها الدبلوماسي من تايبيه إلى بكين في عام 1979، لكنها تحتفظ بعلاقات غير رسمية مع الجزيرة. واصبحت واشنطن ملزمة بموجب قانون العلاقات مع تايوان، وهو قانون فيدرالي، بأن ترى أن تايوان لديها الوسائل للدفاع عن نفسها.
وقبل يوم واحد من رحلة بيلوسي إلى آسيا، أجرى جيش التحرير الشعبي الصيني تدريبات قتالية جوية بعد منتصف الليل، بهدف تحسين قدرة الطيارين على الدخول بسرعة في حالة القتال في المواقف غير الطبيعية في أي وقت. وقال الخبراء إن هذه إشارة واضحة أرسلها جيش التحرير الشعبي الصيني إلى أن الصين قادرة تمامًا على إقامة دفاع في جميع الأحوال الجوية لاعتراض أي طائرة تسعى لدخول الجزيرة من أي اتجاه.
وأشار محللون إلى أن جيش التحرير الشعبي قد يرسل طائرات حربية لاعتراض طائرتها إذا حاولت الهبوط في تايوان.
وووفقا لأحدث معلومات تتبع السفن، دخلت السفينة يو إس إس رونالد ريغان، التي من المحتمل أن ترافق بيلوسي بحر الفلبين. وقال محللون إن مسارها وانتشارها من المرجح أن يترافق مع جدول بيلوسي.
وقال خبراء في الصين إنه إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أن خطوة بيلوسي المغامرة يمكن أن تفتح بابا جديدا لواشنطن بشأن مسألة تايوان، فسيكون ذلك ساذجا للغاية، مشيرين إلى أنه لن يؤدي إلا إلى إنهاء استراتيجية الإكراه الأمريكية على تايوان. وقال المحللون إنه لا ينبغي لأحد أن يقلل من تصميم الصين على إعادة توحيدها وأشاروا إلى أن عناد بيلوسي وأنانيتها سيشكلان بداية نهاية الهيمنة الأمريكية.
وقال خبراء إن البر الرئيسي الصيني يمكن أن يعلن السيطرة على المجال الجوي بشكل منتظم على كل أو جزء من الجزيرة إذا قامت بيلوسي بالزيارة، "إذا تحركت الولايات المتحدة خطوة واحدة إلى الأمام بشأن مسألة تايوان، فإن الصين ستتحرك خطوتين".