محلل سياسي يكشف كواليس صراع أوروبا وروسيا بشأن زيادة صادرات النفط الليبي
كشف المحلل السياسي الروسي ديمترى برجع والباحث في جامعة الصداقة بين الشعوب في روسيا (RUDN UNIVERSITY) النقاب عن كواليس الصراع الدائر والحرب الخفية التي يمارس الغرب مع روسيا حول النفط الليبي، مشيرًا إلى أن بعض الصحف الغربية نشرت تقارير اعتبرت أن توقيت إغلاق الحقول والموانئ النفطية في ليبيا، يخدم المصالح الروسية وأن روسيا ترفض زيادة معدلات النفط والغاز الليبي وهو أمر غير صحيح نافيا صحة هذه التقارير.
وأضاف أن الواقع ومجريات الأحداث في الداخل الليبي، يشير إلى عكس ذلك تمامًا، كون النفط أساسًا يعتبر ورقة للضغط بين الأطراف المتصارعة، ويعتبر كنزًا هامًا للولايات المتحدة الأمريكية تريد بدورها الاستحواذ عليه وحرمان الليبيين منه.
وأشار إلى أنه على مدار سنوات الأزمة الليبية، كان من الخطأ اعتبار روسيا داعمة للجيش الوطني الليبي، بقيادة خليفة حفتر، أو لحكومة الوفاق الليبية، لافتا إلى أن الدوائر الحكومية الروسية المختلفة تدعم وتتواصل مع أطراف مختلفة في الأزمة، حيث يميل وزير الدفاع الروسي للتعاون مع حفتر، بينما يركز وزير الخارجية الروسي على العلاقات مع حكومة الوحدة الليبية لكى تبقي موسكو قنوات التواصل مع كافة الأطراف، كما تفعل الآن تحديدًا.
مخاوف من اندلاع مواجهات مسلحة بعد إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط
وأكد المحلل السياسي، أنه بالتزامن مع إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، وتعيين المصرفي فرحات بن قدارة كبديل عنه، زادت حدة التوتر في العاصمة طرابلس وزادت المخاوف من اندلاع مواجهات مسلحة، خصوصًا مع رفض صنع الله لقرار إقالته، لكن موسكو من جانبها رحبت بهذا القرار، ودعت جميع الأطراف لتهدئة النفوس، حيث رأت بأن تغيير إدارة مجلس المؤسسة، يفضي بتحقيق انفراجة في الحصار الذي واجه القطاع النفطي، واعتبرته قرارًا صائبًا، ومن شأنه أن يحيد شريان الاقتصاد الليبي عن التناقضات السياسية، ويزيد من معدل الإنتاج النفطي الليبي.
ونوه إلى أن الترحيب جاء على لسان وزير خارجية موسكو، سيرغي لافروف، الذي قال إن تعيين فرحات بن قدارة سيُخرج قطاع النفط الليبي من التجاذبات السياسية بين الأطراف الداخلية في ليبيا مؤكدًا بأنه سيكون هناك أوجه تعاون اقتصادي مع الجانب الليبي في مجال إنتاج النفط والغاز، الأمر الذي سيُساهم بشكل كبير في انعاش الاقتصاد الليبي وتحقيق أكبر فائدة من عائدات النفط لصالح الشعب الليبي.
ولفت إلى أن الجانب الروسي أعلن دعمه لقرار تعيين فرحات بن قدارة، أعلنت شركة هاليبرتون الأمريكية للبترول خروجها من السوق الليبي دون توضيح الأسباب.
واعتبر المحللين والخبراء في الشأن الليبي أن هذا الخروج المُفاجئ جاء تعبيرًا عن إعتراضهم على إقالة مصطفى صنع الله.
وتجدر الإشارة إلى أنه لم يمض الكثير من الوقت بعد تعيين بن قدارة، حتى أعلنت ليبيا، في 26 يوليو الماضي، ارتفاع إنتاجها من النفط الخام إلى 1.025 مليون برميل يوميًا، عقب انخفاض دام ثلاثة أشهر، بسبب موجة إغلاقات شهدتها حقول وموانئ النفط.
وكان في وقت سابق مصطفى صنع الله على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية وماضين قدمًا نحو تمرير المقترح الأمريكي لفرض الوصاية على عائدات النفط الليبية، الأمر الذي فشلت في تمريره وإقالة مصطفى صنع الله من منصبه كانت بمثابة الضربة القاضية لهذا المقُترح الرامي لنهب ثروات الشعب الليبي.