تحركات الدولة لمنع تكرار حوادث الاعتداء على المصريين في الخليج
مسلسل التعدي على المصريين العاملين بالخارج، الذين دفعتهم الظروف للعمل في دول الخليج بحثًا عن لقمة العيش وتوفير متطلبات الحياة لأبنائهم، ما زال مستمرًا، فلا يمر أسبوعا إلى وتحدث واقعة تثير غضب المصريين، ولعل آخرها وقائع الاعتداءات على الأطباء المصريين في الخارج، والتي دفعت الأطباء المصريين للمطالبة بتوفير الحماية والأمن لهم سواء بالداخل أو الخارج، مع ضرورة وجود قانون يغلظ العقوبة على المعتدين على الأطباء.
الحادثة الأخيرة من اعتداء مواطن سعودي على الطبيب المصري، أيمن عبد السلام محمد، خلال عمله في مركز سموم بمنطقة القصيم، أعادت إلى الأذهان مقتل الصيدلي المصري أحمد حاتم منذ عدة أسابيع ماضية، بالمملكة العربية السعودية، على يد سيدة سعودية برصاصتين، بعد رفضه صرف مضادات حيوية دون روشتة طبية.
واقعة مقتل الطبيب المصري ليست الأولى من نوعها، ولكن هناك وقائع اعتداءات كثيرة لمصريين سابقين، أبرزها تدوال فيديو لمهاجمة مواطنة كويتية لمصري يعمل «كاشير» في أحد المطاعم، حيث تعدت عليه بألفاظ نابية وخادشة للحياء.
الواقعة الأخرى كانت لشابين كويتيين يعتديان بالضرب على مواطن مصري يعمل في أحد المحال التجارية والمخصصة لبيع لعب الأطفال والألعاب الإلكترونية بمنطقة الفحيحيل، وقامت السلطات الكويتية بحجز الشابين والتحقيق معهم بعد الواقعة.
من جانبها، أوضحت وزارة الهجرة، أن الواقعة تعود إلى شجار نشب بشأن منتجات في محل لعب أطفال انتهت بالاعتذار للمواطن المصري، وأن الشابين اللذين اعتديا على الشاب المصري قيد الاحتجاز والتحقيق.
مشهد آخر تم تداوله بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي والذي أثار حالة من الجدل في الشارع المصري بعد تداول فيديو يوضح اعتداء كويتي على موظف مصري يعمل بجمعية «صباح الأحمد»، في مشهد مهين تكرر 3 مرات دون تدخل من أفراد الأمن أو حتى الزبائن المتواجدين وانتهت الواقعة بإجبار المصري بالتنازل عن حقه.
كما انتابت رواد مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الحزن أواخر يوليو 2021 بعد مقتل مصريين على يد مواطن سعودي بـ6 طلقات بسبب خلاف على بعض الأعمال الخاصة بالبناء وتركيب مواسير الصرف الصحي، وهرب الجاني من موقع الحادث على الفور.
وبعد القبض عليه اعترف الجاني بارتكاب جريمة القتل، وجرى ضبطه وتم التحقيق معه للوقوف على التفاصيل الكاملة وراء الحادث البشع.
كما تعرض الصيدلي المصري أحمد أبو غنيم للاعتداء بالسب والضرب، أثناء تأدية عمله وذلك عندما دخل شخص إلى الصيدلية يطلب دواء، فاعتذر له الصيدلي لعدم تواجده، فما كان من الزائر إلا التطاول اللفظي والسباب قبل أن يغادر المكان.
وبعد دقائق عاد الشخص مرة ثانية بصحبة 5 أفراد مستقلين سيارتين واستدرجا الصيدلي إلى الخارج ليفاجئه أحدهم بالاعتداء عليه بسلاح أبيض، ثم انهالوا عليه جميعا بالضرب وفروا هاربين تاركين الصيدلي مصابا بجروح خطيرة.
واقعة أخرى من وقائع الاعتداء على المصريين بالخارج، هي واقعة نشرتها الصفحة الرسمية للجاليات المصرية بالسعودية عبر موقع التواصل الاجتماعي لشاب مصري تعرض للطعن بـ«خنجر» لخلاف على أولوية السير.
وأضافت الصفحة أن الاعتداء كان بالخناجر، ووصل للطعن في «البطن»، إضافة إلى كسر في الأنف وطعنات في أجزاء متفرقة من جسد الشاب.
وتداول عدد من رواد موقع تويتر، منشورًا يتضمن أن النقابة العامة للأطباء تعلن سحب 75 ألف طبيب مصري من السعودية خلال 90 يومًا، بعد تكرار التعدي على الأطباء من قبل بعض المواطنين السعوديين، وبعدها نفت نقابة الأطباء، ما تردد بشأن طلب النقابة سحب الأطباء المصريين في السعودية، بعد تكرار التعدي على أطباء مصريين، مؤكدين أن النقابة ليست من صلاحياتها إجبار الأطباء على ترك عملهم في الدول الخارجية، كما أن تلك الحوادث فردية ولا تنطوي على موقف جماعي ضد الأطباء المصريين، والسعودية تضم أكبر عدد من الأطباء المصريين العاملين في الخارج.
وأعلنت نقابة أطباء مصر، أنها تتابع قضايا التعدي على الأطباء في الخارج، وتؤكد دعمها لجهود مؤسسات الدولة المصرية المعنية وعلى رأسها وزارة الهجرة ووزارة الخارجية في هذه القضية، مثمنة تعاون السلطات السعودية والتي ألقت القبض على الجاني.
بدوره قال الدكتور مصطفى هاشم، عضو مجلس نقابة الأطباء ومقرر لجنة العلاقات الخارجية، إن القوى البشرية هي أعظم أسلحة الشعوب، وجائحة كورونا أبرزت أهمية الفريق الطبي وفي قلبه الأطباء، مما جعلت دول العالم تعمل على جذب الأطباء من جميع أنحاء العالم للعمل بها.
وأكد أن مصر أولى بأبنائها وأحوج إلى أطبائها، لذا يجب على الحكومة المصرية أن تضع خطة للاهتمام بالأطباء وتحسين أحوالهم للحد من هجرتهم وأيضًا لجذب الأطباء المصريين بالخارج للعودة، وأعلن مقرر لجنة العلاقات الخارجية عن خط ساخن واتس رقم 01095111247 لتلقي النقابة شكاوى الأطباء خارج مصر.
من جانبها، تتحرك السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، مع كل حادثة وتسعى جاهدة إلى التواصل مع أسرة الضحية المعتدي عليها للمحافظة على حقوقها ومنعا لتكرارها مرة أخرى، وتتابع سير التحقيقات لحفظ الحقوق.
وقالت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، إن القيادة السياسية تولي أهمية كبيرة للمصريين بالخارج، مؤكدة أن الجاليات المصرية بالخارج أمن قومي لمصر وخط الدفاع الأول عن الدولة المصرية خارجيًا.
بدورها قالت الدكتورة، سهير عبد الحميد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن أرواح الأطباء المصريين ليست رخيصة، مؤكدة أن الدولة المصرية لا تقف مكتوفة الأيدي، مع كم الحوادث والاعتداءات، التي صارت تقع بشكل يومي تقريبا للأطباء سواء في مصر أو خارجها.
وأوضحت أنها كعضو برلماني في لجنة الصحة، ستخاطب وزارة الهجرة لشؤون المصريين في الخارج بتقصي الواقعة، وتوجيه القنصليات في الدول الخارجية بعمل إجراءات احترازية لحماية الأطباء في الخارج وعدم التهاون مع مثل هذه الاعتداءات، متابعة بالقول: «دم ولادنا مش هيروح هدر».
واستنكرت عضو لجنة الصحة ما يحدث على الأراضي السعودية ووجود الأسلحة النارية مع المواطنين، مطالبة المملكة العربية السعودية بسرعة تطبيق القانون على المجرمين والمتعدين على أطباء مصر على أرضها، مؤكدة أن مصر لن تقف ثابتة أمام هدر دماء أبنائها.