على الهواري يكتب: قصة سلمان رشدي من «آيات شيطانية» إلى «إدمان الجنس»
تعرض الكاتب والروائي البريطاني الهندي سلمان رشدي، البالغ من العمر 75 عاما، للطعن خلال مشاركته في فعالية ثقافية بمدينة نيويورك الأمريكية بعدما هاجمه رجل يحمل سكينًا، وانهال عليه باللكمات والطعنات سقط على إثرها الكاتب الشهير أرضًا وذلك قبل إلقاء خطاب في مدينة تشوتاكوا الواقعة على الحدود بين أميركا وكندا بولاية نيويورك.
وحسب شهود فقد قام رجل باقتحام المسرح في مؤسسة تشوتاكوا وهجم على سلمان رشدي، وسقط رشدى على الأرض، فيما تم توقيف الرجل الذي هاجمه، وأظهر فيديو متداولًا على مواقع التواصل الاجتماعى، رشدى ملقى على الأرض، فيما تجري محاولات إسعافه من عدد من المحيطين، فيما تم تقييد المهاجم وطرحه أرضًا من قبل الحاضرين.
وذكرت الشرطة الأمريكية أن الكاتب سلمان رشدي تعرض لطعنة في العنق على ما يبدو ونُقل إلى المستشفى بطائرة هليكوبتر.
وأكدت شرطة منطقة تشوتوكا حيث كان الكاتب سيلقى المحاضرة تعرض شخص للطعن دون أن تحدد هوية الضحية، ونقل سلمان رشدي عبر طائرة مروحية لتلقي العلاج بعد تعرضه للاعتداء، وفق ما ذكرت قناة العربية.
وذلك قبل أن تعلن الشرطة الأمريكية إلقاء القبض على المشتبه به، في الهجوم على الكاتب البريطانى سلمان رشدى.
وقد أدان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الهجوم الذي تعرض له الكاتب البريطاني سلمان رشدي خلال فعالية ثقافية بولاية نيويورك.
وقال سوليفان في بيان نشره البيت الأبيض إن الهجوم على سلمان رشدي مروع.
وفي تعليق له على هذه الواقعة قال الكاتب يوسف زيدان عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: وغالبًا، وحسبما هو معتاد في تلك الجرائم الشنعاء، فسيظهر لاحقًا أن المسلم المهووس الذي طعن اليوم الروائي سلمان رشدي (البريطاني/ المسلم/هندي الأصل) بسكين في رقبته، تنفيذًا لفتوى إسلامية صدرت من عشرات السنين، عقابًا له على تأليفه رواية آيات شيطانية.. غالبًا، لم يقرأ الرواية ولم يفهمها، ولم يُعلمه أحد أن قصة الآيات الشيطانية وحديث الغرانيق، موجودة منذ ألف سنة في تراثنا الإسلامي، وذكرها "الإمام الطبري" في كتابه الشهير".
وأضاف زيدان: "فما الذي فعله هذا القاتل، والذين سيدافعون عنه في الفترة المقبلة؟ لاشيء، إلا تقديم دليل جديد على أننا نحن المسلمين، أناسٌ مهووسون جاءوا للمُسالمين بالذبح.. وسيكتفي العقلاء منا بترديد الآية (الدعاء): اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاءُ منا.. إبراءً للذمة، وتبرئةً لأنفسهم من هذه الجريمة الجديدة".
وأكمل زيدان: "لسوف يبقى حالُ المسلمين لمائة سنة تالية، على ما هو عليه منذ مائة سنة سابقة: رجالُ دين يلقون التقدير ممن حولهم، يحكمون على غيرهم بالردة والكُفر والقتل، ثم يأتي سفهاءٌ يُنفذون الحُكم، ولو بعد حين.. يعني باختصار: مهووسون يستترون، ومهووسون يستعلنون".
وينحدر سلمان رشدى من أصل هندى كشميرى حيث ولد فى مدينة مومباى الهندية، فى 19 يونيو 1947، واشتهرت أعماله بأنها تجمع بين الواقعية السحرية والخيال التاريخى معنية بالدرجة الأولى مع الروابط والاضطرابات والهجرات بين الحضارات الشرقية والغربية، مع وجود الكثير فى شبه القارة الهندية.
وتلقى تعليمه فى إنجلترا، وحصل على درجة الماجستير فى التاريخ من جامعة كامبريدج، بعد التخرج من الكلية، بدأ العمل كمؤلف إعلانات فى لندن، قبل أن ينشر روايته الأولى «Grimus» فى عام 1975 التى كانت بمثابة قصّة خيال علمى تقريبًا.
ورغم أن سلمان رشدى ولد لأسرة مسلمة إلا أنه أعلن إلحاده فى لقاء عام 2006، واصفًا نفسه بأنه «ملحد متشدد»، ودعم رشدى مجلة شارل أبدو فى موقفها في أزمة الرسوم المسيئة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم.
رواية آيات شيطانية
وفي عام 1988، اضدر رشدي روايته الرابعة«آيات شيطانية»، التي أساء فيها للدين الإسلامي وللنبي محمد صلي الله عليه وسلم- حسب ملايين المسلمين حول العالم-، والتي أثارت ثورة غضب عارمة في العالم الإسلامي وفي بريطانيا وعددا من الدول الأوربية، وأدت إلى اندلاع مظاهرات كبيرة في في عدد من الدول الإسلامية، وأصدر على أثرها المرشد الأعلى الإيراني السابق آية الله روح الله الخميني فتوى باهدار دمه، كما دعا الخميني إلى إعدام رشدي وعرض مكافأة قدرها 3 ملايين دولار.
وصدرت العديد من الكتب بغرض الرد على آراء «رشدي»، مثل «شيطانية الآيات الشيطانية» للداعية أحمد ديدات، و«شيطان الغرب» لسعيد أيوب، و«همزات شيطانية» للدكتور نبيل السمان.
وأجبر رشدي الذي كان يعيش حياته متنقلا بين لندن ونيويورك، على الاختفاء عن الأنظار، والحياة العامة لمدة 10 سنوات.
ووضعت الحكومة البريطانية تحت حماية الشرطة، حيث كانت تقوم قوات خاصة بحراسته على مدار الساعة، كما أنه انتقل من مسكنه 30 مرة لضمان بقاء محل إقامته سرا.
لكن الحكومة الإيرانية قامت عام 1998 بسحب دعمها لفتوى قتل رشدي الذي عاد تدريجيا إلى الحياة العامة لدرجة أن ظهر بنفسه في فيلم "بريدجيت جونز ديري" عام 2001.
وفي العام 2007، أعلن رجل الدين الإيراني أحمد خاتمي، أنّ الفتوى بهدر دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي، التي أصدرها الخميني في عام 1989 بسبب كتابه "آيات شيطانية"، لا تزال سارية، مؤكدًا أنها "غير قابلة للتعديل".
وفي عام 2013، نشر تنظيم القاعدة الإرهابي في عدد جديد من مجلة تابعة له لائحة تحمل عنوان "مطلوب حيًا أو ميتًا" ضمت سلمان رشدي.
وأوضحت "الموسوعة البريطانية "بريتانيكا"، أن الكاتب سلمان رشدي، اختبأ تحت حماية الحكومة البريطانية، وعلى الرغم من ظهوره في بعض الأحيان بشكل غير متوقع، وأحيانًا في بلدان أخرى، فقد اضطر إلى تقييد تحركاته.
واستمر الكاتب الهندي البريطاني، في كاتاباته على الرغم من تلقيه بشكل دائم تهديدات بالقتل، وأنتج مجموعة من المقالات والنقد، أبرزها رواية الأطفال هارون، وبحر القصص، ومجموعة القصص القصيرة الشرق والغرب.
وحصد رشدي جائزة الكتاب البريطانية للآداب حصل عليها سنة 1981 عن روايته "أطفال منتصف الليل".
وانتُخب رشدي بصفته عضوا للجمعية الملكية للأدب في عام 1983، وهي المنظمة الأدبية العليا على مستوى سائر المملكة المتّحدة.
كما حصل على منحة توجولوسكي للآداب السويدية في عام 1992، وحصد كذلك جائزة آريستون عن المفوضية الأوربية عام 1996.
كما قُلّد رشدي وسام الفنون والآداب الفرنسي في شهر يناير من عام 1999، كما مُنح لقب فارس على يد الملكة إليزابيث الثانية بسبب خدماته في الأدب في شهر يونيو من عام 2007.
وصنّفته صحيفة "ذا تايمز" في المرتبة الثالثة عشر ضمن قائمتها لأفضل 50 كاتبًا بريطانيًا منذ عام 1945 خلال عام 2008.
حصل على لقب الكاتب المتميّز المقيم في معهد آرثر إل. كارتر للصحافة ضمن جامعة نيويورك في عام 2015، كما أنه انتُخب عضوًا في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب.
وحصل رشدي على جائزة بوكر عام 1981 عن رواية "أطفال منتصف الليل". وفازت الرواية لاحقًا بجائزة "بوكر البوكرز"، وجائزة "الأفضل في بوكر"، عام 2008.
سلمان رشدي والجنس
تزوج رشدي 4 مرات، أولى زوجاته كانت كلارسيا لوارد من الفترة 1976 إلى 1987 وأنجب منها ابنه زافار.
وزوجته الثانية هي ماريان ويجينز، الروائية الأمريكية، حيث تزوجا في عام 1988، وتم الطلاق في عام 1993.
أما زوجته الثالثة فقد كانت إليزابيث ويست والتي تزوجها من 1997 إلى 2004، وأنجبا ابنًا يدعى ميلان.
في عام 2004 تزوج من الممثلة الهندية الأمريكية والموديل بادما لاكشمي، لكن الزواج انتهى في 2 يوليو/تموز 2007، وقالت لاكشمي حينها إن "نهاية الزواج كات نتيجة لرغبتها هي".
وقد عرف عن رشدي، هوسه بالجنس وإدمانه له.
ففى تصريحات لها نشرتها الـ «ديلى ميل» عام 2016، وصفت « بادما لاكشمي» طليقة سلمان رشدى، أنه طفل مدلل غير آمن وغير حساس، ويتطلب الثناء والتغذية والاهتمام المستمر، ناهيك عن «الجنس المتكرر».
وذكرت أنها كانت تقيم معه علاقات جنسية منذ عام 1999 حتى تزوجها عام 2004، لكنها لم تدر وقتها لماذا يعجب بها الروائى الشهير.
وذكرت «لاكشمى» أن زوجها الذى كان يبلغ من العمر وقتها (57 -60) أنه أناني للغاية لدرجة أنه بدلًا من إظهار القلق بشأن حالة طبية حين أصيبت بمرض فى بطانة الرحم، جعل الجماع مؤلمًا لها، رفضها ووصفها بأنها «استثمار سيئ».
وتابعت: بعد خمس ساعات من الجراحة، ورغم الغرز والألم الحاد فى 4 أجهزة حيوية بجسمى والدعامات المثبتة بالكليتين، فضل سلمان عوضا عن الاهتمام بى، الذهاب فى اليوم التالى إلى رحلة عمل!
وعندما نشرت نيوزويك صورة زوجته على غلافها، وحملتها لزوجها كى يفرح معها، قال لها: «المرة الوحيدة التى وضعت فيها صورتى على غلاف المجلة كان عندما حاول أحدهم قتلى، بتصويب رصاصة إلى رأسى».
بعد طلاقه من لاكشمي، ظلت حياة رشدي العاطفية مضطربة، وارتبط بممثلة تدعى بيا جلين لكن ارتباطه بها استمر 6 أشهر فقط، حيث أخبرها بانفصالهما برسالة عبر البريد الإلكتروني، الأمر الذي أثار غضب جلين التي قالت عنه إنه شخص غير ناضج، وأضافت «كان من الأفضل له أن يرتبط بعاهرة إذا كان الجنس هو هدفه الوحيد».
واتهمت شابة أمريكية الكاتب البريطانى من أصول هندية سلمان رشدى بمحاولة تشويه سمعتها؛ بعدما رفضت إقامة علاقة جنسية معه.
وقالت ديفورا روز -التى تصغر سلمان رشدى بـ35 عاما- إنه يمتلك عقلية أدبية مميزة، لكنه تصرف معها كـ«طفل شهوانى»، وحاول تلويث سمعتها إثر رفضها إقامة علاقة جنسية معه، حسب صحيفة «الديلى ميل» البريطانية.
ووصفت الشابة رشدي بأنه "أحمق" لأنه جرحها بشدة بعد انفصالهما إثر نشرها صورة لهما بأحد المطاعم على تويتر.
وقالت روز عن تلك الصورة لصحيفة نيويورك بوست: "لقد كنَّا على العشاء، وكان يأكل، ثم يتلمس صدري، نعم عقله مميز لكن تصرفاته صبيانية، وسلوكه بغيض جدًا".