الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة المقبلة
قررت وزارة الأوقاف أن تكون خطبة الجمعة المقبلة 16 سبتمبر 2022م عن ذوي الأرحام وحقوقهم.
وأكد محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن حقوق ذوي الأرحام حقوق أصيلة في الإسلام، وأن الحفاظ عليها يسهم في تماسك بناء المجتمع، فمن وصل الرحم وأدى حقوقها وصله الله، ومن قطعها باء بإثم عظيم، وفي الحديث القدسي يقول رب العزة (عز وجل): "أنا الرَّحمنُ خلَقْتُ الرَّحِمَ وشقَقْتُ لها اسمًا مِن اسمي فمَن وصَلها وصَلْتُه ومَن قطَعها بَتَتُّه"، والواصل الحقيقي ليس من يكافئ على الوصل فحسب فيصل من وصله فقط، بل الواصل الحقيقي هو من يصل من قطعه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "ليس الواصلُ بالمكافئ ولكنَّ الواصِلَ الذي إذا انقطعتْ رحمُه وصلَها".
وتابع: أوصانا القرآن الكريم وصاية عظيمة بذوي أرحامنا، حيث يقول الحق سبحانه: "وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "َمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتْ الرَّحِمُ فَقَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنْ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَذَاكِ لَكِ".
وأضاف: من وصل واستجاب لأمر الله ورسوله ربح الدارين، ومن قطع وأدبر خسر خسرانًا مبينًا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ؛ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "وَكُلُّ رحِمٍ آتيةٌ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمَامَ صَاحِبها تَشْهَدُ لَهُ بِصِلةٍ إن كان وصَلَها، وعليه بقطيعةٍ إن كان قطَعَها".
وزير الأوقاف يتحدث عن الزمن في القرآن
نشر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، مقال عن الزمن وأهميته في القرآن الكريم وقال وزير الأوقاف، إن القرآن الكريم اهتم بالزمن اهتمامًا خاصًّا، حيث حملت أسماء ست سور من سوره دلالات زمنية هامة، هي سور: الجمعة، والفجر، والليل، والضحى، والقدر، والعصر، إضافة إلى ما ورد في العديد من سوره الأخرى من إشارات أو دلالات زمنية.
ففي سورة الجمعة يقول الحق سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ الله وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ الله وَاذْكُرُوا الله كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الجمعة: 9-10)، بما تحمله هذه الآيات من ضرورة التوازن بين عمل الدنيا وعمل الآخرة، وكان سيدنا عراك بن مالك (رضي الله عنه) إذا صلى الجمعة انطلق فوقف على باب المسجد، ثم قال: اللهم إني قد أجبت دعوتك، وأديت فريضتك، وانتشـرت كما أمرتني، فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين.
وسورة الفجر التي يقول الحق سبحانه وتعالى في مفتتحها: "وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ" (الفجر:1-5)، فمع أن القَسَم استهل بوقت الفجر الذي سميت السورة باسمه فإنه قد تضمن وحدات زمنية أخرى: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ"، "وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ"، ثم يختتم القسم بقوله تعالى: "هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ"، أي لذي عقل أو لبّ يدرك معنى هذا القَسَ.
ويأتي بعد "سورة الفجر" من حيث ترتيب سور القرآن الكريم من السور التي سميت بأسماء ذات دلالات زمنية، "سورة الليل" التي استهلت بقوله تعالى: "وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى" (الفجر: 1- 11)، في مقابلة تبرز في أسلوب مقارن حسن عاقبة المتصدقين، وسوء عاقبة من يضنون بحق الله (عز وجل) في المال.
ثم تأتي بعدها "سورة الضحى"، مستهلة بقوله تعالى: "وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى" (الضحى: 1- 5)، ثم "سورة القدر"، حيث يقول سبحانه وتعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِّنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ" (القدر: 1- 5)، ثم سورة العصر، حيث يقول الحق سبحانه: "وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" (العصر: 1- 3).
وأكد وزير الأوقاف، أنه لا شك أن تسمية ست سور من سور القرآن الكريم بأسماء أوقات أزمنة: الجمعة، والفجر، والليل، والضحى، والقدر، والعصر، لهو دليل على أهمية الزمن، ولفتٌ واضحٌ للنظر إلى ضرورة استثماره الاستثمار النافع والأمثل، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ" (صحيح البخاري)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ؟" (سنن الترمذي)، فضلًا عن ارتباط الجمعة بصلاة الجمعة، والفجر بصلاة الصبح، والعصر بصلاة العصر، والضحى بصلاة الضحى، والليل بقيام الليل دأب الصالحين.