رئيس التحرير
خالد مهران

علي الهواري يكتب: إبراهيم عيسى والشذوذ الجنسي

علي الهواري يكتب:
علي الهواري يكتب: إبراهيم عيسى والشذوذ الجنسي

أكثر من مرة يتناول الكاتب إبراهيم عيسى قضية الشذوذ الجنسي والمثلية الجنسية وعلاقتها بالمجتمعات العربية والإسلامية، في برنامج «مختلف عليه»، الذي يقدمه على قناة «الحرة» الأمريكية. 

عيسى: المثلية الجنسية ظهرت بالمجتمعات الإسلامية قديمًا

أخرها منذ أيام قليلة، حيث تناول الكاتب الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى، تطور قضية المثلية الجنسية بين جميع الحضارات، ذاكرًا أنها وردت في كتب التراث الإسلامي عبر الحضارات المختلفة.

وذكر إبراهيم عيسى، خلال برنامجه "مختلف عليه" المذاع عبر فضائية الحرة، أن كتابات التاريخ الإسلامي أرّخت العديد من الأخبار والقصص والأشعار التي تتحدث عن المثلية بوصفها ممارسة أو ميلًا جنسيًا موجودين في الحياة اليومية للمجتمعات الإسلامية، وبخاصة في أوج الحضارة في العصر العباسي والعثماني.

وهاجم الإعلامي إبراهيم عيسى، عالم النحو الشهير الكسائي، واصفًا إياه بأنه مثلي الجنس.

وزعم عيسى أن المثلية الجنسية اشتهرت وانتشرت خلال العصر العباسي، حتى شاعت علنا بين أهل هذا العصر، دون توارٍ، فكان الشعراء يتحدثون بها على الملأ.

وادعى أن كثيرًا من شعراء العصر العباسي عرف عنهم المثلية الجنسية والشذوذ الجنسي، ومن أبرزهم بشار بن برد، وأبو نواس، ومطيع بن إياس ويحيى بن زياد، وحمّاد عجرد، وعدد كبير من شعراء العصر العباسي.

واستكمل عيسى: لم يتوقف الأمر عند الشعراء بل انتشرت المثلية الجنسية بين العلماء كذلك، ومن أشهرهم عالم النحو الشهير جدا، أبو عبيدة النحوي البصري، والعالم الكسائي المشهور.

واستدل إبراهيم عيسى بما قاله يوسف بكار، في كتابه: اتجاهات الغزل في العصر العباسي، متحدثا عن قاضي البصرة، يحيى بن أكثم، وأنه عُرف بكثرة لواطه؛ حتى ضج الناس به ورفعوا أمره إلى الخليفة المأمون.

لم يتحدث عيسى على قناة الحرة الأمريكية عن الشذوذ الجنسي أو المثلية الجنسية في أمريكا والغرب، ولكنه هاجم شبكة نتفليكس واتهمها بالترويج للشذوذ الجنسي على قناة «القاهرة والناس»، من خلال برنامجه « حديث القاهرة»، وهذا يثير الكثير من علامات الاستفهام؟.

فقد أكد الاعلامي ابراهيم عيسى، أن الأعمال الرديئة لشبكة نيتفيلكس أكثر من الأعمال الجيدة كما أنها تملك أجندة سياسية وثقافية لا بد من دراستها والوقوف أمامها، قائلا: "نيتفيلكس تملك أجندة سياسية وثقافية واضحة من تمرير فكرة المثلية والدعوة إليها".

واستكمل: " نيتفيلكس موجودة فى الوطن العربي والرقم سيصل إلى 27 مليون مشترك في عام 2025، والان في 12 مليون عربي مشترك في نيتفيلكس"، مفيدا بأن الدخل الشهري للمشتركين العرب يحقق لها أرباح مروعة ولا بد من العمل على تطوير المنصات وهذا المجال يحتاج ضخ مئات الملايين التي تدخل كل البيوت.

وأضاف عيسى، إن التعامل مع المنصات الدرامية الجديدة مثل نتفليكس، يحتاج للعديد من الأسئلة، فنموذج "نتفليكس" تمثل نجاحا مذهلا، بدءا من الـ DVD، وحتى تأجير الأفلام، بالإيميل وموقعها الالكترونى، ثم بدأ "البث" لتتحول إلى منصة، فهى ليست الأوحد، ولكنها الأنجح، فالمعروض آلاف من الأفلام والأعمال، لا سيما الأعمال التى تنتجها نت فليكس نفسها.

وأضاف عيسى خلال برنامجه "حديث القاهرة"، على القاهرة والناس، المثلية الجنسية تظهر فى مسلسلات ودراما ووثائقيات نتفليكس، فهى متاحة ومباحة، فهذه المنصة "لا يمكن مقاومتها، وأصبحت قدرا، وإذا لم يكن هناك نت فليكس، فهناك غيرها.

وتابع، عدد المشتركين 195 مليون مشترك، وهو عدد مضروب فى 5 أشخاص، معظمهم فى الولايات المتحدة، وإيرادات التشغيل، 1.2 مليار دولار فى 2020، وبسبب كورونا، انضم لها 10 مليون متابع.

وتساءل، ماذا نفعل تجاه أطفالنا وعلاقتهم بهذه المنصة، فهناك أجندة واضحة لنت فليكس فى "المثلية"، فالمنصة تبدو أنها ناشطة وداعية للمثلية، فليس هناك فيلما أو عملا يخلو من مشهد أو علاقة مثلية كأنه شرط فى الاتفاق فى العمل، ففى أمريكا 4.5 % مثليين فى أمريكا، ولكن نت فليكس تضخم للفكرة.

وأردف عيسى، المنع ليس حلا، لأنه يحرض على المتابعة والمشاهدة، ويروج أكثر، والممنوع مرغوب، وأيضا المقاطعة ليست حلا، فطبيعى أن نتابع الانتاج الفنى والسينمائى، فمعظم أعمال نتفليكس رديئة، فهل نحرم أنفسنا مما ينتجه العالم من مسلسلات وأعمال لمجرد أننا لا نريد رؤية مشاهد بها مثلية، ولكن من لا يريد مشاهدة المثلية يقدم أعمال لا تضمن مثلية، فالفن يحارب بالفن.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يثير إبراهيم عيسى دائما قضية المثلية الجنسية ويحاول ربطها بالمجتمعات العربية والإسلامية؟.

فهل الإسلام يدعو للمثلية الجنسية والشذوذ الجنسي؟.

موقف الإسلام من المثلية الجنسية

في شهر ديسمبر الماضي، ندد شيخ الأزهر أحمد الطيب، بما قال إنه “غزو ثقافي غربي” يستهدف “تقنين الشذوذ والتحول الجنسي” في المجتمعات الشرقية.

وقال الطيب، خلال لقاء الشيخ الطيب مع السفير الهندي لدى القاهرة، أجبت جوبتيه، إنه «على الرغم من أن الحضارة الشرقية والغربية لا يتشابهان وبينهما الكثير من الاختلافات في الأصول والقيم، إلا أن هذا لا يمنع تقاربهما وانفتاحهما للحوار والعيش معا».

واشترط لهذا التقارب والانفتاح أن “يأتي ذلك في إطار احترام الثقافة والقيم الشرقية، وتفهم طبيعة الاختلاف الذي سنه الله لتسيير أعمال هذا الكون”.

وتابع: “نشهد الآن غزوا ثقافيا غربيا لمجتمعاتنا الشرقية هبّ علينا كالغيوم السوداء الداكنة بدعاوى الحقوق والحريات؛ لتقنين الشذوذ والتحول الجنسي وغير ذلك من الأفكار غير المقبولة شرقيا ولا دينيا ولا إنسانيا”.

ووصف هذا الغزو بأنه “سطو على حق الإنسانية والحياة في استمرارهما كما أرادهما الله، وازدواجية في تفسير حقوق الإنسان، وتعديا على حق الشرق في اتباع الدين”.

وفي شهر إبريل الماضي، أعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب، ورئيس الطائفة الإنجيلية، القس أندريه زكي، عن موقفهما الثابث من المثلية الجنسية، مؤكدين رفضهما لها.

وأكد شيخ الأزهر ورئيس الطائفة الإنجيلية، في بيان رفضهما المثلية الجنسية: "كما نرفض محاولات فرض ثقافة دخيلة على الشرق بدعوى الحقوق والحريات، ونتمسك بالحفاظ على قيمنا الدينية والعربية والشرقية في وجه الغزو الثقافي الغربي، ونحذر الشباب المسلم والمسيحي من التيارات التي تحاول خلط المفاهيم وعدم احترام هويتنا العربية، الإسلامية والمسيحية".

وأكد شيخ الأزهر أن "تلاحم المسلمين والمسيحيين وتشاركهم في جميع المناسبات والأعياد يقدم للعالم أنموذجًا حيًّا للتعايش بين أبناء الوطن الواحد، وينطلق من فهمنا الصحيح لديننا الحنيف، وليس من قبيل المجاملات أو الشكليات، كما يروج البعض ممن لا يفهمون فلسفة الدين ورسالته في نشر المحبة والسلام بين الجميع"، مضيفا: "حينما تجدون مني صدرا منفتحا فإنني أنطلق من رسالة موسى وعيسى ورسولنا محمد عليهم جميعا أفضل الصلاة وأتم التسليم".

من جانبه، قال رئيس الطائفة الإنجيلية مخاطبا شيخ الأزهر: "نتمنى لفضيلتك ولجميع المسلمين في مصر والعالم دوام السلام والصحة والمحبة، ولبلادنا التقدم والازدهار، ونعتز بالعلاقة المتميزة مع فضيلتكم، فأنتم قيمة إنسانية عظيمة، ومصدر للسلام والعيش المشترك".

وأشار رئيس الطائفة الإنجيلية إلى أن تصريحات فضيلة الإمام الطيب الأخيرة بشأن علاقة المسلمين والمسيحيين تبني شفاء الوطن، وموقفا أصيلا يساهم في سلام المجتمع، معربا عن اعتزازه بعلاقته بشيخ الأزهر وأن الإمام الأكبر ليس إمامًا للمسلمين فحسب، وإنما هو إمام لكل المصريين.

وفي شهر يوليو الماضي، تابع مرصد الأزهر لقاءات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مع قادة وزعماء الكنائس والطوائف المصرية، حول الهجمة الشرسة المتمثلة في الدعوة إلى المثلية الجنسية والتي تهدد منظومة القيم الدينية والأخلاقية والروحية المتجذرة في العالم منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، والتي فُطرت عليها البشرية وتنامت منذ القدم.

وتناولت اللقاءات أعمال العنف التي ظهرت في الشوارع والميادين والمدارس، وما أدى إليه ذلك من قتل النفس التي حرَّم الله قتلها إلا بالحق، وكذلك العبث بالطبيعة وما نتج عنه من تغييرات خطيرة في المناخ أدت إلى ظهور الكثير من الكوارث الطبيعية مما يقتضي وقفة جادة في مواجهة هذا السلوك وضرورة وضع حد له، حفاظًا على منظومة القيم الدينية والخُلقية، وكذلك حماية الإنسانية من هذه الأخطار، بل والكرة الأرضية كلها مما سوف يعتريها من كوارث وأزمات ودمار.

واتفق المجتمعون على تكثيف جهودهم من أجل اتخاذ موقف موحد لمواجهة كافة هذه الأخطار، ووضع السبل الكفيلة من أجل مواجهتها ومقاومتها.

كما اتفق المجتمعون على الدعوة إلى عقد المؤتمرات المحلية والإقليمية والعالمية من أجل ذلك.

والأزهر الشريف يُهيبُ بالمجتمع الدولي بضرورة الانتفاضة من أجل مواجهة هذه الأخطار، والعمل يدًا واحدة من أجل الحفاظ على منظومة القيم الخُلقية والدينية وإعادة إحيائها حفاظًا على البشرية والإنسانية.

كما يناشد الأزهر الشريف دول العالم المختلفة نشر الوعي بهذه الأخطار والأساليب المختلفة الرامية إلى تشجيعها والدفاع عنها، وبخاصة ما يتعلق بالمثلية الجنسية لما يترتب عليها من إصابة البشرية بأجمعها بأهوال ومصائب وكوارث، كما يُهيبُ بالدول الإسلامية - قادةً وشعوبًا – ألا يتقاعسوا عن مواجهة هذه الأخطار ومقاومتها بكل ما أوتوا من قوةٍ وعزمٍ وصمود.

الأزهر الشريف يستنكر دعوات إباحة الشذوذ الجنسي

في 2015، استنكر الأزهر الشريف، دعوات إباحة الشذوذ الجنسي، وأكد على أن هذه الدعوات المشبوهة تنفذ مخططًا شيطانيًا لهدم منظومة القيم والأخلاق الإنسانية يتابع الأزهر الشريف الحملة الموجهة التي تحركها قوى ومنظمات عالمية مستخدمة كافة السبل من وسائل إعلام ومؤتمرات وتجنيد بعض الشخصيات المشهورة وغيرها من الأساليب؛ بهدف الترويج لإباحة الشذوذ الجنسي والسعي إلى تقنينه وإقراره. 

ويستنكر الأزهر هذه الحملة اللاأخلاقية التي تأتي في إطار السعي المحموم من قبل جهات مشبوهة تنفذ مخططًا شيطانيًّا لهدم منظومة القيم والأخلاق الإنسانية التي تشترك فيها جميع الأديان والمذاهب، لأنها تتسق مع الفطرة السليمة التي خلق الله الإنسان عليها. ويشدد الأزهر الشريف أن هذه الشذوذ الجنسي والانحلال الأخلاقي ليس انتصارًا لحقوق الإنسان بل يتنافى مع تكريم الله عز وجل له، وتفضيله على جميع خلقه، وهو انحطاط بالإنسانية في قاع الرذيلة، وهو بالتأكيد جريمة في حق الإنسانية، وانتهاك صارح لحقوق الإنسان، وتشويه لحريته.

 ويرفض الأزهر كل المحاولات الخبيثة لغزو الدول الإسلامية بدعوات الشذوذ الجنسي تحت مسمى" زواج المثليين"، بعد أن نجحت في تقنينها وتشريعها في بعض الدول وقبولها من قبل قادة بعض الأديان والطوائف، مؤكدا رفضه أن يسمى هذا الشذوذ  زواجًا، فالزواج في الإسلام، لا يتم إلا بين ذكر وأنثى وفق ضوابط الشرع الحنيف الذي حدد له أركانًا وشروطًا لا يتم إلا بها، وحرم جميع العلاقات الآثمة خارج إطار الزواج الشرعي، حماية للإنسانية من منزلق السقوط إلى قاع الرذيلة والانحطاط والانحلال الاجتماعي والأسري.

وفي شهر يوليو الماضي، أعلنت جامعة الأزهر، انسحابها من منظمة "إيناكتس" العالمية، بسبب دعمها للشذوذ الجنسي.

وقالت جامعة الأزهر، في بيان لها، أن الانسحاب يأتي بالنظر إلى ما آلت إليه منظمة (إيناكتس العالمية) في الفترة الأخيرة مما تزعم به الميل تجاه المحافظة على حقوق الإنسان وحرياته من قرارات دعم الشذوذ الجنسي، الذي هو فاحشةٌ مُنكرةٌ مخالِفةٌ للفطرة الإنسانية هادِمة للقيم الأخلاقية، وانطلاقًا من مبادئ ديننا الإسلامي الذي يحرص الأزهر الشريف على حفظه وحمله إلى بني البشر بصورته الكاملة الصحيحة التي لن تتبدل بوعد الله لنا.

وتابعت: "على ذلك يعلن فريق (إيناكتس جامعة الأزهر) انسحابه من جميع الأنشطة والمسابقات التي تُنظّم تحت رداء المؤسسة، ورفضه تلك السلوكيات رفضًا تامًّا لا تهاون فيه، مؤكدًا أن التعاون معها غير متصور؛ ما دام اتجهت إلى أمرٍ مخالفٍ لديننا وثقافتنا الإسلامية، وأن محاولات تمرير ذلك السلوك العدواني إلى مجتمعنا غير حاصلة، وأن تلك المحاولات زائلة حتمًا، لأنها تأتي على خلاف ما سنَّه الله في بني البشر".

وفي شهر يونيو الماضي، حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى من التطبيع الممنهج للشذوذ الجنسي من خلال المحتويات الترفيهية الموجهة للأطفال، ويقدم نصائح تربوية لحماية النشء من خطر هذه الجريمة المنكرة.

وتابع في بيان له: لا يخفى خطر المواد الإعلامية الترفيهية التي تسعى لتطبييع جريمة الشذوذ الجنسي اللاأخلاقية في المجتمعات المسلمة والمتمسكة بقيم الفطرة النقية، من خلال خطط شيطانية ممنهجة؛ تهدف إلى هدم منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية لمؤسسة الأسرة، ومَسْخ هُوِيَّة أفرادِها، والعبث بأمن المُجتمعات واستقرارها.

وكرر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية تأكيده أن الشذوذ الجنسي فاحشةٌ مُنكرةٌ، وجريمة مخالِفةٌ للفطرة الإنسانية، وهادِمة للقيم الأخلاقية، وسلوكٌ عدواني، يعتدي به فاعلُه على حقِّ الإنسانيَّة في حفظ جِنسِها البشري، وميولها الطبيعية بين نوعيها، وعلى حقِّ النشء في التربية السَّوية بين آباء وأمهات.

ثم إنه سقوط في وحل الشهوات الهابطة التي حرَّمتها وحذَّرت من ممارستها الشرائعُ الإلـٰهية، والأعرافُ المستقيمة، والفطرةُ الإنسانية السَّوية؛ لما يؤدي إليه هذا السلوك الهمجي اللاإنساني من سَحْقٍ لكلِّ معاني الفضيلة والكرامة، واستجابة لغرائزَ وشهوات شاذّة دون قيدٍ، أو ضابط، أو وازعٍ من ضمير. 

وأشار المركز إلى أن محاولات فرض ثقافة الشذوذ الجنسي على العالم الإسلامي بدعوى قبول الآخر، وكفالة الحقوق والحريات هو من قبيل التَّلاعب بالألفاظ، والتَّنكُّرِ للدِّين والفِطْرة والقيم الإنسانية، والعودةِ إلى عهود التَّسلط الفكري في أزمنة الاستعمارِ وفرضِ الوصاية على الشُّعوب والأمم؛ مُشدّدًا على ضرورة احترام ثقافات الدول والمجتمعات، وأهمية تمسُّك المُجتمعات الإسلامية والعربية بهُوِيَّتها، وقِيَمِها، وتعاليم دينها الحنيف.

فليس كل ما تراه الكياناتُ المنحرفة عن ركب الفطرة والقيم الإنسانية قيمةً من القيم، هو كذلك في واقع الأمر!!

فقد ترى هذه الكياناتُ بعضَ السلوكيات حسنًا وهو في ميزان الأديان، والقيم الشرقية الحضارية، في مُنتهى السوء والقُبح.

وعلى شبابنا في الدول الإسلامية أن يعلموا أن الأديان والرسالات الإلهية تشكّل حائط صدٍّ لوقايتهم من هذه الأوبئة التي تهبّ عليهم بين الحين والحين ممن لا يُقيمون أي وزنٍ لهَدْي السماء، ودعواتِ المُرسلين والأنبياء، وحِكمةِ العقلِ، ونداءاتِ الضَّميرِ.

وفي هذا الصدد يَشدُّ مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على أيدي الآباء والأمهات، والقائمين على المُؤسسات الإعلامية والثَّقافية والتَّربوية والتَّعليمية، فيما يضطلعون به من أدوار تربوية نحو النَّشء بما يُعزِّز قِيمَهم الدِّينية والمُجتمعية القَويمة والرَّاقية، ويُحَصِّنهم من الوقوع في براثن هذه الهَجَمَات.

ويُقدِّم الأزهر لأولياء الأمور بعض النصائح والمقترحات التي تساعدهم على حماية أولادهم من خطر هذه الفاحشة المُنكرَة، وهي:

(1) مُتابعة الأنشطة الواقعية للأبناء وكذلك الإلكترونية؛ لتحصينهم من رسائل مدفوعة الأجر بغرض الترويجِ  للشُّذوذِ الجنسي وتقبُّلِه ودعمِه في المُحتويات والأنشطة الآتية: ( الأفلام الكرتونية - الألعاب الإلكترونية - تطبيقات الهواتف والأجهزة الذَّكية - المسلسلات والأفلام السِّنمائية - المواد الرائجة على مواقع التَّواصل الاجتماعي - الكتب والروايات - فعاليات دورات الألعاب الرياضية - إعلانات وملصقات البضائع والمنتجات)، وغيرها.

(2) توضيح موقف الأديان والفضائل الرافض للشذوذ الجنسي، ونشر وعي صحيح يتصدى للدعاية المُوجَّهة لهم عبر المنافذ المذكورة.

(3) شغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النَّافعة، والأنشطة الرياضيَّة المُختلفة.

(4) تنمية مهارات الأبناء، واستثمار طاقاتهم وتوظيفها فيما ينفعهم، وينفع مجتمعهم، والاستفادة من إبداعاتهم، وتقديم القُدوة الصَّالحة لهم.

(5) تخيّر الرُّفقة الصَّالحة للأبناء، ومتابعتهم في الدراسة من خلال التواصل المُستمر مع معلميهم.

(6) التَّشجيع الدَّائم للشَّباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء، ومنحهم مساحة لتحقيق الذات، وتعزيز القدرات، وكسب الثقة.

ولا يفوت مركز الفتوى أن يُنَبِّه على خَطَر المُحتويات الإباحية المتاحة عبر الإنترنت وفي المواد الترفيهية للأطفال، ودورها في نشر الشذوذ الجنسي، وتفشِّي الرَّذائل والظَّواهر المُجتمعية المَشينة والمرفوضة، التي يحتاج علاجها إلى أوقات طويلة، ونيَّة صادقة، وجهود مضنية ومُتكاتفة.

وأخيرًا يُـنبِّه المركز إلى أنَّ مواجهةَ هذه السُّلوكيات التي أجمعت الأديان والشَّرائع على تحريمها، وتجريم ارتكابها، وحَظْرَ موادها الإعلامية والتَّرويجية؛ من أوجب الواجبات الشرعيَّة على، الآباء والأمهات، ورجال التعليم والإعلام؛ وكل من يستطيع تحصين المجتمع والشباب من الوقوع في هذا المنزلق المُدَمِّر.