رئيس التحرير
خالد مهران

تقارير: تركيا علي مسافة واحدة من الأحداث في ليبيا

النبأ

وسط الجدل الليبي بشأن المستقبل السياسي في البلاد والنزاع الدائر بين رئيس حكومة الإستقرار المعينة من قبل البرلمان فتحي باشاغا، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة.
وشهدت طرابلس مؤخرا اشتباكات دامية منذ أسبوعين وهو ما يثير تساؤل حول ما إذا كانت المقاربة التركية للحل في ليبيا قد تغيرت.
واشارت تقارير اعلامية في بعض الوسائل الليبية ومنها الفجر والعهد الجديد والساعة ٢٤ والوكالة إلى ان استقبال أنقرة رئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح، وإجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد قطيعة دامت لأعوام، وعدم الانحياز لأي طرف في اشتباكات طرابلس الأخيرة، أظهر تغيرًا في علاقة تركيا بمعسكر الشرق الليبي، وإنفتاحًا على الحوار معه.
وأفاد محمود الفرجاني المستشار الإعلامي للجنة الأمن القومي في مجلس النواب الليبي بأن تركيا غيرت استراتيجيتها في ليبيا وأصبحت تتواصل مع جميع الأطراف، مستشهدًا بزيارة رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح إلى تركيا بدعوة من الرئيس التركي، وزيارات قام بها باشاغا والدبيبة وغيرهم من المسؤولين رفيعي المستوى.
من جهتها، أكدت مصادر مقربة من فتحي باشاغا أن "تركيا أكدت ضرورة نبذ العنف وتجنب التصعيد وتلافي الاقتتال، وحل الأزمة السياسية الراهنة والانسداد الحاصل بوجود حكومتين متنازعتي الشرعية". 
وأوضحت أن الجانب التركي أكد على "ضرورة وضع خارطة طريق توافقية تقود إلى الانتخابات بقاعدة سليمة وبرعاية أممية، غير أنها لم تبدِ دعمها لحكومتي باشاغا والدبيبة، ولم تفصّل في ملامح الخارطة المطلوبة".
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الحكومة التركية لا تزال تمتنع عن دفع مستحقات السوريين اللاجئين في ليبيا منذ نحو 6 أشهر وترفض إعادتهم إلى بلادهم. وأضاف أنها تضيق الخناق عليهم في معسكرات ليبيا، حيث "تمنعهم من الخروج إلى خارج الثكنات العسكرية، فيما تفرض عقوبات صارمة على كل من يحاول الخروج أو الهرب".
بنظر الخبراء في الشأن الليبي فإن تركيا، التي فقدت أحد أهم رجالاتها في ليبيا، ألا وهو رئيس مؤسسة النفط الوطنية مصطفى صنع الله بين رئيس حكومة الوحدة الدبيبة، وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر برعاية إماراتية، والتي تم من خلالها إقالته، وإستبداله، قد وقعت في مأزق التمويل، والذي أدى بدوره إلى بحثها عن منافذ أخرى للتمويل والإسناد في ليبيا لحماية مصالحها.
إلا أن البعض توقع الخروج الكامل لتركيا من ليبيا في حال لم يُسفر أسلوبها الجديد في التعامل مع القضية الليبية من نتائج تصب في صالحها، خصوصًا في ظل الأزمة الاقتصادية الداخلية التي تشهدها. حيث قال رئيس المكتب السياسي لحزب "تيار ليبيا للجميع"، فتحي البعجة، أن "أنقرة في طريقها للخروج بشكل كامل من الأراضي الليبية، كونها مكتفية بأزمتها الاقتصادية الداخلية الخانقة والحكومة التركية ليست على استعداد لدفع تكاليف مرتزقتها السوريين غربي ليبيا، خصوصًا مع توقف الإمدادات المالية من المؤسسة الوطنية للنفط".