اللواء رأفت الشرقاوي يكتب: فاجعة الطفلة ملك أدمت قلوب المصريين
استقيظ المصريين صباح اليوم الثانى من أكتوبر 2022، وهو أول أيام العام الدراسى الجديد 2022 / 2023 على فاجعة وفاة الطفلة ملك، التلميذة بمدرسة المعتمدية الإعدادية للبنات بمنطقة كرداسة بمحافظة الجيزة، وإصابة عدد 15 طالبة أخريات، نتيجة سقوط سور ترابزين سلم الصعود إلى الطابق العلوى بالمدرسة على الطالبات، وتم نقلهن جميعًا إلى المستشفيات المجاورة، وإجراء الإسعافات الأولية اللازمة، للطالبات المصابات بكسور وجروح وكدمات.
عروس الجنة
لكن يظل وصول الطفلة ملك إلى المستشفى «جثة هامدة»، مشهدًا مآساويًا ومن أصعبها لأنها أدمت قلوب كل المصريين تضامنًا مع أسرتها وموساة لزميلاتها من الطالبات، وكان مشهد تشييع جثمان الطفلة ملك بمثابة «زفاف عروس» إلى الجنة باعتبارها من الشهداء، ندعوا الله جميعًا أن يسكنها فسيح جناته، الفردوس الأعلى وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.
بعد هذه الفاجعة، سؤالي لكل الأجهزة التنفيذية بمحافظة الجيزة، من أصغر عامل بمدرسة المعتمدية الإعدادية للبنات حتى وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة، أين كنتم طوال أشهر الصيف؟! هل كنتم تعلمون أن المدرسة تحتاج صيانة ولم تهتموا وهو الأمر الذي تسبب في الكارثة؟! أم أنكم طول الفترة الماضية نائمون في بيوتكم دون اكتراث لما يحدث نتيجة عدم اهتمامكم بدوركم في عملية الاستعداد لاستقبال العام الدراسي الجديد، من صيانة كامل للمدرسة بكل ما تشمله من تأمين أسوار المدرسة وسلالمها وحماماتها وفصولها ومراوحها وتختاتها ومقاعدها وكل شيئ بها بما في ذلك حنفيات المياه والكهرباء وغيرها.
يا سادة كلكم راع، وكلكم مسؤولون عن رعيته، حاسبو أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فسوف يحاسبكم الله قبل أن تحاسبكم أروقة النيابات، والمحاكم على روح هذة الطفلة البريئة، وزميلاتها المصابات، اتقوا الله فالحساب سيكون عسير من رب العباد.
سؤال آخر، ماذا لو كانت التلميذة التى فاضت روحها إلى بارئها هى فلذة كبد أحدًا من المسؤولين عن المدرسة؟!، ما هو شعوركم تجاه هذة الطامة الكبرى التي سقطت على رؤوس ولد ووالدة الطفلة ملك نتيجة إهمالكم؟! أتشعرون بالذنب؟!!.
نثق فى المستشار حمادة الصاوي النائب العام، ورجال القضاء المصرى الشامخ في أن ينال المقصر الجزاء الواجب بالقانون، لا تأخذكم بهم شفقة أو رحمة، فقد مزعوا قلوب أسرة الطفلة ملك، وقلوب ذويها، وبثوا الرعب والذعر فى قلوب باقى أطفال مدرسة المعتمدية للتعليم الأساسي، وقلوب كل الأسر التى لديها أطفال بهذة المدرسة.
لقد عادت بنا فاجعة الطفلة ملك وما حدث بمدرسة المعتمدية إلى كافة الحوادث الأخرى التى تحدث سنويًا داخل الحرم المدرسي، أليس منا رجل رشيد يحاسب مرؤوسيه، أليس منا من يراعي الله فى عمله، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، ولا بد أن يكون هناك طبيبا نفسيا متخصصا وأخصائى اجتماعى بهذة المدرسة، لعلاج التلميذات من الآثار النفسية التى لحقت بهم من هذة الفاجعة.
بينما ينص قانون العقوبات المصرى رقم 58 لسنة 1937 فى مادته رقم (238) على أن تكون عقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على 5 سنوات، وغرامة لا تقل عن مائة جنيه، ولا تزيد عن 500 جنية أو بإحدى هاتين العقوبتين، إذا وقعت الجريمة نتيجة إخلال الجانى إخلالا جسيما بما تفرضه على أصول وظيفته، أو مهنته أو حرفته.
وتحمل الرئيس عبدالفتاح السيسى ما لا يتحمله بشرًا من أجل الحفاظ على هوية الدولة المصرية، وبناء الجمهورية الجديدة، حتى أصبح القاصى والدانى بل والعالم العربى والآسيوى والإفريقى كله يشهد بهذة التجربة المصرية الرائدة والناجحة فى التنمية، والاستثمار.
لكن هناك قلة تتسبب باهمالها الجسيم وعدم اكتراثها وتقاعسها فى ضياع كل مجهودات التنمية الشاملة فى الجمهورية الجديدة، وتستغلها الجماعة المحظورة الضالة، والمضلة فى التشهير بالدولة المصرية، ونشر الشائعات، باعتبارها الإداة الرئيسية فى حرب الجيل الرابع، مستخدمين الكتائب الإلكترونية، والقنوات المشبوهة، التى تبث من الخارج بالنيل من إنجازات الدولة المصرية.
وختامًا، حفظ الله مصر، وشعبها، وقائدها وجيشها، ورجال أمنها، وكافة المخلصين من أبناء هذا الوطن من كل سوء.