بالتفاصيل «النبأ» تكشف الأسباب الحقيقية وراء انهيار أجزاء بالأبنية التعليمية
شهد قطاع التعليم قبل الجامعي في مصر خلال الفترة الأخيرة تصدعات كبيرة على نحو مخيف ومرعب؛ بسبب تعدد ألوان الفساد في هذا القطاع الهام لجموع المصريين، فلم يقتصر الفساد داخل قطاع التعليم قبل الجامعي على خلو المدارس من المعلمين وضياع مستقبل الطلاب بالتلاعب في الامتحانات بشكل جماعي لصالح أبناء الصفوة ورجال الأعمال، كما حدث في ظل الوزير السابق الدكتور طارق شوقي وتسبب في سحب البساط من تحت قدميه والإطاحة به من الوزارة، بل ظهر لون آخر من ألوان الفساد داخل منظومة التعليم قبل الجامعي يتمثل في التلاعب في العملية الإنشائية للمدارس وأعمال الصيانة والإحلال والتجديد الأمر الذي يعد مسمارًا قاتلًا في نعش هيئة الأبنية التعليمية المنوط بها إنشاء المدارس وإحلالها وتجديدها.
وبعيدًا عن المدارس القديمة التي شهدت مؤخرًا تصدعات في جدرانها أو سقوط جزء منها تسببت في قتل طلاب وإصابة آخرين، فإن الكارثة الحقيقية في بعض المدارس الجديدة التي تم إنشاؤها مؤخرًا، وكذلك المدارس التي تم عمل صيانة لها، والتي تم إسناد تنفيذها لشركات مقاولات ومقاولين مقابل ملايين الجنيهات، دون وجود ضمير إنساني ومهني حي يراعي الأمانة في التنفيذ، مما نتج عنه كوارث كبيرة في بعض تلك المدارس وتبيّن أنها آيلة للسقوط بعد إنشائها وقبل بدء العملية الدراسية بها.
«كروتة» الأعمال الإنشائية لـ9 مدارس في 15 شهرًا بـ4 مدن جديدة والتكلفة 338 مليون جنيه
وترجع كوارث سقوط المدارس الجديدة وتصدع جدرانها إلى ما يسمى بـ«كروتة» العمليات الإنشائية من جانب شركات المقاولات والمقاولين، حيث يتم تنفيذ بناء بعض المدارس في شهور قليلة بالرغم من أنها تحتاج مددا طويلة حسب اعترافات مهندسين يعلمون بتلك الشركات المسند إليها التنفيذ.
ومن جهة أخرى، فإن عمليات التسليم لبعض المدارس بعد الإنشاء أو الصيانة أو الإحلال والتجديد لا تتم وفق الإجراءات السليمة، بل هناك تساهل في الاستلام وغض الطرف عن بعض العيوب الإنشائية التي تسبب كارثة في المستقبل ينتج عنها ضحايا من أبنائنا الطلاب، بخلاف التسليم الابتدائي لعدد من المدارس دون التسليم النهائي.
«كروتة» الأعمال الإنشائية
دعونا نذهب في البداية إلى الحديث عن «كروتة» الأعمال الإنشائية والصيانة والإحلال والتجديد لبعض المدارس، والتي نتج عنها سقوط بعضها عقب ميلاد إنشائها مباشرة دون أن تتهنى ببدء العلمية التعليمية بها.
وإذا أردنا أن نعي جزءا من المشكلة، فلنعلم أن 9 مدارس فى 4 مدن جديدة بتكلفة 338 مليون جنيه، لم يستغرق تنفيذ 6 مدارس منها سوى 15 شهرًا، ومدرستين 18 شهرًا، وهي مدة قصيرة جدًا لا تكفي حجم الأعمال الإنشائية المنفذة إذا ما تم تنفيذها «حسب الكتاب» كما يقال في المثل، وباعترافات بعض المهندسين بالشركات المنفذة.
وضمت القائمة «مدرسة حمزة بن عبد المطلب للتعليم الأساسي»، بمنطقة 390 فدانًا بمدينة حدائق أكتوبر، حيث تضم المدرسة 33 فصلًا، ويتم تنفيذها بواسطة «الجمعية التعاونية الإنتاجية للإنشاء والتعمير» بتكلفة 22.5 مليون جنيه، حيث وصلت نسبة التنفيذ 98%.
كما شملت القائمة أيضًا، «مدرسة فاطمة الزهراء للتعليم الأساسي»، بمنطقة خدمات مشروع 269 عمارة للإسكان الاجتماعي بمدينة حدائق أكتوبر، وهي تضم 33 فصلًا، ويتم تنفيذها بمعرفة شركة «دلتا سينا للمقاولات» بتكلفة 23 مليون جنيه، ووصلت نسبة التنفيذ 98%.
وضمت القائمة «مدرسة البخاري الثانوية»، بمنطقة 390 فدانا بحدائق أكتوبر، بطاقة 42 فصلًا، وتنفذها «شركة دلتا سينا للمقاولات»، بتكلفة 23 مليون جنيه، ووصل التنفيذ 98%.
وشملت أيضًا «مدرسة النيل المصرية» بالتوسعات الشرقية بمدينة 6 أكتوبر، وتضم عدد 56 فصلًا، وتم إنشاؤها بمعرفة شركة «دلتا النيل للمقاولات» بتكلفة 87 مليون جنيه، في مدة 18 شهرًا وهي في مرحلة التشطيب.
كما ضمت «مدرسة سميرة موسي» بمنطقة 104 عمارات للإسكان البديل بمدينة حدائق أكتوبر، وتضم 33 فصلًا، وتم تنفيذها بمعرفة شركة «دلتا سينا للمقاولات» بتكلفة 16 مليون جنيه، وتم تسليمها.
وشملت القائمة «المدرسة الرسمية»، بمنطقة 1185 عمارة بمدينة حدائق أكتوبر، وتضم 42 فصلًا، يتم تنفيذها بمعرفة شركة «جمال حامد للمقاولات» بتكلفة 17.0 مليون جنيه، وبلغت نسبة التنفيذ 45%.
وأخيرًا شملت القائمة «مدرسة النيل» بالحي الثامن بمدينة الشيخ زايد، تضم 56 فصلًا، وتم تنفيذ بمعرفة شركة «دلتا النيل للمقاولات» بتكلفة 99 مليون جنيه، في مدة 18 شهرًا، وجاري تسليمها.