صدق أو لا تصدق.. توقف نبض القلب لمريض «30» دقيقة فى أسوان
بكاء وصريخ وجملة مدوية بحروف من الحزن هزت آروقة المستشفى الجامعى فى محافظة أسوان، «أبويا مات»، هكذا أقل ما يوصف عن حال أسرة أسوانية بسيطة حال تواجدهم داخل قسم الاستقبال يستغيثون من توقف نبض القلب عن أبيهم، وشعورهم أنه فارق الحياة.
رحلة فى قلب مريض للبحث عن نبض للحياة
ولحسن الحظ فى هذا التوقيت، وكأن الله سخر الدكتورة إسراء أبو زيد، وزميلها الدكتور بهاء شمندى، مدرس مساعد بقسم القلب، يشاهدون موقف «يقطع القلب» لمجموعة أشخاص يحملون رجل عجوز فى عمر متقدم على أكتافهم، يبدو أنهم أبنائه، إلى قسم استقبال القلب، والحزن كاد أخفى ملامحهم والبكاء أغرق ملابسهم.
الأمر الذى دفع «إسراء وبهاء» بشعور ملئ بالرحمة والإنسانية لاستدعاء أطقم التمريض لتقديم كافة الإسعافات الأولية والتعامل الفورى مع المريض داخل غرفة مجهزة بعد أخذ الإستشارة من «الكبير» الدكتور رمضان غالب، رئيس القسم، وجرى ذلك خلال دقائق معدودة وكأنهم على موعد مع «مهمة شاقة» وغير تقليدية، بالإضافة إلى أنه يعكس آلية النظام والتجهيزات والقدرة على التعامل مع حالات الطوارئ بمنتهى السرعة والخبرة.
فى هذا التوقيت أثناء تعامل «أبطال الثوب الأبيض داخل الغرفة»، كانوا أبناء وأقارب المريض فى الخارج قلوبهم تتمزق مع مرور كل ثانية بل وشعور اليأس والحزن يسيطر عليهم وبداخلهم شعور أن الموقف يسير إلى المحطة الأخيرة، والبعض منهم يواصلون البكاء بنبرة الفراق وآخرين يدعون له بالنجاة.
فكانت «المفاجأة» عند فتح باب الغرفة، وخروج الأطباء، وكانت رسالتهم «الحمدلله.. أبوكم بخير»، الأمر الذى كاد أن يصيب عقولهم بالجنون، نتيجة لعلمهم أن أبيهم قلبه متوقف النبض لمدة تصل حتى «30» دقيقة، وأنه أشبه بالجثة الهامدة قبل دخوله إلى المستشفى، مما دفعهم إلى تبديل نبرة البكاء إلى زغاريد ومن الحزن إلى «رقص وتصفيق» فى أبهى صور السعادة.
وأكد الدكتور محمد زكى الدهشورى، عميد كلية الطب جامعة أسوان، أن أطباء قسم القلب والأوعية الدموية استطاعوا إعادة نبض القلب إلى مريض بعد توقفه لمدة «30» دقيقة، مشيدًا بالطبيبان سالفى البيان.
ووجها الدكتور أشرف معبد، المدير التنفيذى لمستشفيات جامعة أسوان، والدكتور رمضان غالب، رئيس قسم القلب والأوعية الدموية، الشكر إلى أطباء قسم القلب على إعادة الإبتسامة إلى مريض وأسرته.