رئيس التحرير
خالد مهران

ادخلوها بسلام آمنين.. حكاية قصر عبد المجيد باشا تحفة معمارية تزين ملوي

النبأ


عند وصولك إلى مدينة ملوي جنوب محافظة المنيا تجد أحد أقدم القصور التاريخية التي لها قيمة كبيرة "قصر عبد المجيد باشا سيف النصر باشا" وكان عبد المجيد باشا من أعيان مدينة ملوي ونائباّ عنها في مجلس الأمة حيث بنى على الطراز الفرنسي ويتميز بالزخارف الجميلة التي نقشها فنانون أجانب.

بنى قصر عبد المجيد باشا فى مدينة ملوي المنيا على مساحة 2500 متر تقريبًا إذ يتكون من 3 طوابق وبدروم سري ويوجد أعلاه قبة ومنارة يعلوها نسر وبه زخرفة داخلية وخارجية شديدة الدقة والجمال إذ أحضر صاحب القصر متخصصين أجانب لهذه الزخرفة.

أكثر ما يثير إعجابك فور دخلوك من باب القصر عبد المجيد باشا فى مدينة ملوي المنيا وجود نقش على وجهة السلملك على لوحة مكتوب بالبارز عليها أبيات شعرية تتضمن: "في سماء الفرقدين قد تبدت، دار غرقد قد زهت في العالمينا وغدا تاريخها في بيت شعر آية في المجد سلطانا مبينا، يا ديارا ببها عبد المجيد أدخلوها بسلام آمنين.

وسجل القصر، كأثر تاريخي بهيئة الآثار ويتكون من ثلاثة طوابق وبدروم سري الطابق الأرضي ويتكون هذا الطابق من حجرات متجاورة مستخدمة كمخزن سجاد صاحب القصر والطابق الأول العلوي ويتكون هذا الطابق من صالة طويلة يحيط بها جناحان يفتح كل جانب علي الصالة بـ٣ مداخل.
 

قصر عبد المجيد باشا ملحق به ضريح مبني على الطراز المملوكي دفن فيه والده


واشتهر عبد المجيد باشا في مدينة ملوي المنيا  بأعمال الخير فأنشأ مسجدين أحدهما ملحق به ضريح مبني على الطراز المملوكي دفن فيه والده وأيضاّ حين مات دفن داخل قبته الضريحية كما أنه تبرع ببناء مستشفى ملوي العام ومستشفى ملوي للأمراض الصدرية.

وتم بناء قصر عبد المجيد باشا في حوالي الثلاثينيات من القرن العشرين وكان صاحبه من أعيان مدينة ملوي ونائباّ عنها في مجلس الأمة واشتهر في مدينته بأعمال الخير فأنشأ مسجدين أحدهما ملحق به ضريح مبني على الطراز المملوكي دفن فيه والده وأيضاّ حين مات دفن داخل قبته الضريحية. 

أبرز المواقف السياسية التي أشتهر بها عبد المجيد باشا رفعه خطاب بصفته نائبا عن مدينة ملوي إلى الملك فاروق ملك مصر حينها بعنوان "ملوي ترفع ولاءها الدائم إلى مقام الملك المفدي" وطالب فيه بأن تكون ملوي عاصمة الوجه القبلي وذلك لما صدر قرار تقسيم مصر إلى مديريتين الوجه البحري باسم الفؤادية والوجه القبلي باسم الفاروقية.

ويتميز القصر بالزخارف الجميلة التي لا مثيل لها ومن بينها زخارف لسيدات وزخارف نباتية على شكل الأسد وسبيل إسلامي والتي نقشها فنانون أجانب أحضرهم عبد المجيد باشا لهذا الغرض، وباع أحفاد عبد المجيد باشا القصر عام ١٩٩٢م إلى إحدى العائلات ويقام فيه كل عام في شهر رمضان الكريم سهرة رمضانية قرآنية.

اتخذ عبد المجيد باشا القصر مقرًا لفعل الخيرات حيث كان يشغل منصب والي ملوي فى المنيا  وعضوًا في مجلس الأمة عن مدينة ملوي بين عامي ١٩٣١ و١٩٣٣م وبين ١٩٣٦ و١٩٤٢م وبين ١٩٤٤ و١٩٥٢م كما حصل على الباشاوية عام ١٩٤٤م وعرف بصاحب "يد الكرم".

يعود تاريخ إنشاء القصر الذي يبلغ عمره حاليًا 110 سنة إلى عام 1911 وصاحبه هو عبد المجيد باشا سيف النصر ابن محمد الريدي بك بن خليفة السويفي بن نصر بن الحاج حامد بن محمد الريدي الكبير وهو أحد كبار الأعيان بمدينة ملوي إذ اتخذه مقرًا رئيسيًا لعمل الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين وقضاء حوائجهم خاصة أنه رُشح عضوًا في مجلس النواب كنائب عن مدينة ملوي في دورات (1931- 1933) و(1936- 1942) (1944- 1952)، كما حصل على الباشوية عام 1944.