روسيا تعلن إجلاء آلاف المدنيين من خيرسون الأوكرانية يوميًا
روسيا تعلن إجلاء آلاف المدنيين من خيرسون الأوكرانية يوميًا
تواصل روسيا إخراج المدنيين من منطقة خيرسون التي تحتلها على وقع هجوم مضاد للقوات الأوكرانية في حين أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أنه "ينبغي إبعاد" المدنيين المتواجدين في هذه المنطقة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية إجلاء "أكثر من خمسة آلاف" مدني "يوميًا" من منازلهم "نحو الضفة الأخرى لنهر دنيبرو" ونشرت مشاهد تُظهر جنودًا يوجهون طوابير من السيارات نحو الضفة الشرقية للنهر.
وفي منتصف أكتوبر، بدأت القوات الروسية بحضّ المدنيين على مغادرة خيرسون، وتعهّدت بتحويل المدينة الرئيسية في المنطقة التي تحمل الاسم نفسه إلى حصن قبل هجوم أوكراني متوقع.
وشبّهت كييف عمليات الإجلاء بـ "عمليات ترحيل" جرت في الحقبة السوفيتية.
وقال بوتين، خلال حفل مقتضب بمناسبة يوم الوحدة الوطنية الروسية في الساحة الحمراء في موسكو، إن "أولئك الذين يعيشون حاليًا في خيرسون يجب إبعادهم عن مناطق القتال الأكثر خطورةً".
وأضاف "لا ينبغي أن يعاني السكان المدنيون من عمليات القصف أو هجوم أو هجوم مضاد أو غيرها".
وأكدت السلطات المعيّنة من روسيا الجمعة عدم فرض حظر تجول في مدينة خيرسون، بعد دقائق من إعلانها الأمر.
وكان كيريل ستريموسوف نائب رئيس سلطات الاحتلال الروسي في خيرسون كتب على تلغرام "أعلن حظر تجول متواصل في مدينة خيرسون حتى نتمكن من الدفاع عن مدينتنا"، ثم قام بحذف مقطع الفيديو بعد دقائق قليلة واستبدله بفيديو مشابه لكن معدَّل لم يذكر فيه حظر التجول هذا، من دون توضيح أسباب هذا التعديل.
ثم نشر المسؤول نفسه للمرة الثالثة مقطع فيديو يتراجع فيه بشكل واضح عن إعلانه الأول مؤكدا أنه "لا توجد أي قيود على السكان" في خيرسون رغم الضغط الأوكراني في المنطقة.
في الأثناء، حضّت الدول الغربية روسيا على تمديد اتفاق يسمح بمرور آمن لشحنات الحبوب من أوكرانيا، لتجنّب أزمة غذاء عالمية، علما أن مفاعيله تنتهي في 19 نوفمبر.
استأنفت روسيا الأربعاء تنفيذ الاتفاق المبرم برعاية الأمم المتحدة وتركيا في يوليو الماضي، بعد تعليق مشاركتها فيه أربعة أيام على خلفية هجوم بمسيرّات على أسطولها في البحر الأسود في شبه جزيرة القرم، ثم عادت وهدّدت بالانسحاب منه مجدّدًا.
خلال زيارة إلى الصين، قال المستشار الألماني أولاف شولتس "أحض الرئيس الروسي على عدم رفض تمديد اتفاق الحبوب الذي تنقضي مهلته خلال أيام.. يجب ألا يستخدم الجوع سلاحا".
وطلب من الرئيس الصيني الذي يقيم علاقات جيّدة مع بوتين، استخدام "نفوذ" بلاده للتأثير على موسكو ودفعها إلى وقف حربها على أوكرانيا.
وقال شولتس إن "الحرب على أوكرانيا تخلق وضعًا خطيرًا للعالم بأسره... وهنا في الصين يدركون أيضًا أن ستكون هناك تداعيات لأي تصعيد على العالم كلّه".
بالمثل حضّت دول مجموعة السبع روسيا على تمديد اتفاق الحبوب بعد اجتماع عقده وزراء خارجيتها في مدينة مونستر في غرب ألمانيا، تصدّر الملفّ الأوكراني جدول أعماله.
في موسكو، خلال الاحتفال بيوم الوحدة قال الرئيس الروسي في الساحة الحمراء أمام مجموعة متطوّعين إن 318 ألف مجنّد سجلوا أسماءهم منذ إعلان التعبئة العسكرية الجزئية في سبتمبر.
وتجاوز العدد هدف تجنيد 300 ألف شخص لأن "المتطوّعين ظلوا يأتون"، وفق قوله. ومن بين هؤلاء، يشارك 49 ألفًا في القتال.
ومنذ إعلان التعبئة، فرّ عشرات آلاف الرجال من البلاد، ووصفهم الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف الجمعة بأنهم "خونة جبناء ومنشقون جشعون".
وأعلن بوتين أنه يريد ترميم معالم أثرية تاريخية في الأراضي المحتلة حتى يعرف أولئك "الذين عاشوا في ظل دعاية مجنونة وغبية لمدة 30 عامًا،... من أين أتى أسلافهم".
وخص بالذكر مدينة ماريوبول الساحلية المطلة على بحر آزوف، والتي دُمّرت جراء معارك استمرّت أسابيع حول مصانع الصلب فيها وسيطر عليها الروس في مايو.
وأكد بوتين أن "ماريوبول مدينة مشهورة جدًا - يمكن القول مدينة روسية عريقة".
ورأى أن السلطات الروسية لديها "الكثير لتعمل عليه" لإعادة إعمار المدينة، دخل الغزو الروسي لأوكرانيا في شهره التاسع، ما أرغم ملايين الأشخاص على الفرار من البلاد وأسفر عن مقتل الآلاف في صفوف الجنود من الطرفين.
واستهدفت روسيا، مؤخرًا، شبكات الطاقة الأوكرانية. ويقول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الضربات تسببت بحرمان 4،5 مليون شخص من الكهرباء.