رئيس التحرير
خالد مهران

«الضاحك الباكي» يثير الجدل.. أخطاء بالجملة وهجوم شرس وتشويه سيرة نجيب الريحاني

الضاحك الباكي
الضاحك الباكي

محمد الغيطي لـ«النبأ»: هناك تربص للمسلسل.. و«السوشيال ميديا» أصبحت «سبوبة»

محمود قاسم لـ«النبأ»: دور فردوس عبد الحميد أفقد العمل مصداقيته.. وأداء عمرو عبد الجليل أقل من العادي

 

 

شهدت الساحة الفنية، خلال الفترة الماضية، حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب مسلسل «الضاحك الباكي»، الذي يتناول قصة حياة الفنان نجيب الريحاني، ويعرض على قناة Cbc.

بمجرد بدء عرض المسلسل، انفجرت ضد صناعه موجات لاذعة من الانتقادات والهجوم الشديد، إذ جاء مليئًا بالأخطاء على جميع المستويات؛ التاريخية، والإخراجية، وحتى الألفاظ اللغوية، ليصبح نقطة سوداء في مشوار عمرو عبد الجليل الفني، بعدما وجده المشاهدون بمكانة تشويه لتاريخ نجيب الريحاني، وليس تخليدًا له، واستخفاف بعقول المشاهدين.

الهجوم الأكبر كان من نصيب الفنانة فردوس عبد الحميد، التي قدمت دور والدة «نجيب» بالمسلسل، وهو ما وصفه الكثيرون بأنه أمر غير منطقي، كونها، وهي في الخامسة والسبعين من عمرها، أمًا لطفلًا رضيعًا، كما اعتبروه تحيزًا من المخرج محمد فاضل لزوجته، التي يختارها معه في كل مسلسلاته، حتى لو كانت الأدوار غير مناسبة لها.

لم يكن ذلك مجرد إدعاء أو اتهامًا من منتقدي المسلسل لـ«فاضل»، فـ بالعودة إلى أعماله القديمة، نجد أن أغلبها، إن لم تكن جميعها، كانت معه فردوس عبد الحميد، ومنها: مسلسلات «ليلة القبض على فاطمة»، و«أبنائي الأعزاء شكرًا»، و«أنا وأنت وبابا في المشمش»، و«النوة»، و«أدهم وزينات والثلاث بنات»، و«الشارع الجديد»، و«ليل الثعالب»، و«قال البحر»، ومن الأفلام «ناصر 56»، و«كوكب الشرق»، بل أن محمد فاضل رشح «فردوس» لتكون البطلة في فيلم «حب في الزنزانة» مع الفنان عادل إمام، لكن، لظروف إنتاجية، حلت الفنانة الراحلة سعاد حسني بدلًا منها.

كذلك وقع صناع المسلسل في بعض السقطات اللغوية؛ فـفي أحد مشاهد الحلقة الأولى، ظهر الفنان باسم قهار، الذي يجسد دور والد نجيب الريحاني، وهو يقدم إلى زوجته، هدية، بمناسبة عيد الميلاد، لتقول له: «تسلم يا حج»، ولم تكن هذه الألفاظ دارجة وقتها.

وفي مشهد آخر، استخدم والد نجيب الريحاني لفظ «كاورك»، عندما رفض بيع أحد خيوله، وهي كلمة أجنبية، أصلها «Cow» و«Work»، وتعني العامل بالزراعة أو الفلاح، وهي أيضًا كلمة لم تكن موجودة أيام «الريحاني».

في سياق متصل، كشف أحد مشاهد الحلقة الثالثة من المسلسل، عن خطأ جديد، إذ كانت أسرة نجيب الريحاني تتناول الطعام في «صينية» من الصاج، والذي لم يكن ظهر في هذه الفترة الزمنية التي تدور بها أحداث المسلسل.

فضلًا عن الاستعراض، الذي كان بالحلقة الأولى، إذ ضم حركات رقص معاصرة وموسيقى حديثة، غير ملائمة، تمامًا، لفترة حياة «الريحاني».

أما عن الأخطاء التاريخية؛ فـ حدث ولا حرج، وعلى الرغم من تعمد محمد فاضل عدم ذكر تواريخ بعينها، خلال أحداث المسلسل، حتى لا يتمكن المشاهد من إمساك خطأ عليه، إلا أن ذلك لم يرحمه من الوقوع فريسة لمهاجمي العمل، خاصة المتخصصون في علوم التاريخ.

وجاء مشهد اغتيال بطرس غالي كارثيًا، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ حدث، وفقًا للمسلسل، في الصيف، وهو في الحقيقة كان بالشتاء، وأظهر المشهد أن الاغتيال تم أمام مجلس النظار، وفي الحقيقة، كان أمام مبنى نظارة الخارجية.

ليس ذلك فحسب، بل إن المسلسل أظهر أن بطرس غالي تم اغتياله بعد سيره وحيدًا على سلم المبنى، والصواب أن كلا من «حسين رشدي، وعبد الخالق ثروت، وفتحي زغلول» كانوا في وداعه.

في سياق متصل، جاء بالمسلسل أن اسم أم بديعة مصابني، التي قدمت دورها رزان مغربي، هو «نهاد»، لكن في الحقيقة هي اسمها «جميلة الشاغوري».

كما أظهرها المسلسل على أنها جاهلة، لا تعرف أي شىء عن الفن، وأن «عزيز عيد» هو الذي شجعها على العمل معه في فرقته، والصواب هو أن «بديعة» كانت تلعب «الباتيناج» منذ عام 1912، وأن فؤاد سليم هو من رشحها لـ«جورج أبيض»، الذي ساعدها على الانضمام إلى فرقة أحمد الشامي، عام 1913.

ليس ذلك فقط، بل إن المسلسل أظهر أن نجيب الريحاني عمل في بداية حياته، في مجال البناء، وهو ما لم يكن حقيقيًا على الإطلاق، إذ كان «نجيب»، في هذه الفترة، يعمل ما بين البنك الزراعي وشركة السكر.

كل ما سبق مجرد «عينات» من أخطاء المسلسل، وبقدر صعوبتها، إلا أن فكرة السقوط في أخطاء في الدراما المصرية، بشكل عام، ليست جديدة أو مفاجئة، أما المفاجأة الحقيقية، كانت في رد فعل الكاتب محمد الغيطي على الانتقادات التي طالته، إذ خرج، يسب ويشتم كل مهاجميه، عبر العديد من البرامج التلفزيونية، ويصفهم بأنهم «عيال سرسجية وشوية رمم»، وأنهم لا يفهمون شيئًا حتى يعلقوا على أعماله «العظيمة»،

كما قال، في أحد لقاءاته، إنه بذل مجهودًا خرافيًا، حتى يخرج المسلسل إلى النور، مبديًا تعجبه ممن ينتقدون المخرج محمد فاضل، الذي وصفه بأنه «عمدة الإخراج» في الدول العربية.

وأوضح «الغيطي»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن المسلسل تعرض لانتقادات قبل عرضه، وأن ذلك أكبر دليل على أن الهجوم الذي يتعرض له، عبارة عن «تربص» من الكثيرين.

وأشار إلى أنه سعيد وراض عن المسلسل بنسبة كبيرة، وأنه فخور بكونه قدم عملًا يمكن للأسرة المصرية بأكملها، أن تجتمع عليه، لافتًا إلى أنه لا يلتفت إلى هجوم «السوشيال ميديا»، مبررًا ذلك بأنها أصبحت «سبوبة» وأداة لكسب المال جراء الجري وراء «التريند».

من جانبها، دافعت الفنانة فردوس عبد الحميد عن المسلسل، وأكدت، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، على أن كل ما يقال عن إقحام زوجها محمد فاضل، لها في أعماله، ليس جديدًا، وأنها اعتادت عليه منذ أكثر من ثلاثين عامًا، مؤكدة على أنها تجهز، حاليًا، لعملين جديدين، ليسا من إخراج «فاضل».

وأضافت «فردوس» أن المسلسل نال إعجاب الكثيرين، منوهة أنها لا تعرف سر كل الضجة المثارة عن «الضاحك الباكي».

على الجانب الآخر، انتقد الناقد الفني محمود قاسم، أداء الفنان عمرو عبد الجليل في «الضاحك الباكي»، معربًا عن حزنه على خروج المسلسل بهذه الصورة «الهزيلة» -على حد وصفه-.

ونوه، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، بأن «عمرو» لم يتمكن من تقمص شخصية نجيب الريحاني بشكل كاف، وأن «الإيفيهات» التي كان يقولها بالمسلسل، هي نفس التي يرددها في أي عمل يقدمه، دون أي جديد، مشيرًا إلى أن الجمهور كان يشاهد عمرو عبد الجليل، وليس نجيب الريحاني أبدًا، وأن أداءه كان أقل من العادي.

وأضاف أن اختيار فردوس عبد الحميد في دور والدة «الريحاني»، لم يكن موفقًا، وأنها أفقدت المسلسل مصداقيته، وأن النص المكتوب جاء تقليديًا.