رئيس مؤتمر المناخ السابق: يجب تنفيذ اتفاق باريس في خفض الانبعاثات بنسبة 1%
أعرب الدكتور ألوك شارما، رئيس مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP26)، الأحد، عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلتها مصر لاستضافة الدورة السابعة والعشرين للمؤتمر COP27، مؤكدا أن هناك إجماعًا دوليًا على ضرورة التعاون لمواجهة تغيرات المناخ.
وأعرب شارما، في كلمته خلال الجلسة الإجرائية الافتتاحية لأعمال الدورة الـ27 لمؤتمر تغير المناخ المنعقد في شرم الشيخ، عن شكره لمصر على حفاوة الترحيب، مشيرا إلى أن المملكة المتحدة قدمت كل جهودها خلال فترة رئاسة (COP26) حيث اجتمعت الدول في نوفمبر الماضي في ظل ظروف سياسية صعبة ووسط جائحة كورونا التي لاتزال مستمرة، إلا أن القادة أقروا أنه رغم الاختلافات التي غالبا ما تكون عميقة، بضرورة التعاون في مجال البيئة.
وقال ألوك شارما إننا تمكنا من التوصل إلى «ميثاق جلاسكو» بشأن المناخ بسبب الرؤية الجماعية لأهمية هذا الأمر، مشيرا إلى أنه بمساعدة كل الدولة تم إنجاز لائحة اتفاق باريس، حيث تم إحراز تقدم غير مسبوق في مجال الوقود الأحفوري، فضلا عن التعهد بزيادة تمويل التكيف مع التغيرات المناخية.
وأضاف أن الدول اتفقت أيضًا على ضرورة الدعم في مجال الخسائر والأضرار، كما تعهدت أيضا بزيادة التمويل ونأمل أن يؤدي ذلك إلى تقدم ملموس في مصر، مذكرا بموافقة كل الأطراف على إعادة النظر في أهداف الحد من الانبعاثات بحلول 2030 بحيث تلتقي مع اتفاق باريس وتابع «شارما»:«إننا تمكنا من إحراز تقدم خارج غرف التفاوض بالتزامات من قطاع الأعمال والتمويل لمواجهة تغير المناخ».
اتفاق باريس
وقال «إنه بفضل الأعمال التي قمنا بها معا تمكنا من بلوغ هدفنا، وهو الهدف الذي يقع في صلب اتفاق باريس، وهو الإبقاء على درجة ونصف درجة من ارتفاع حرارة الأرض»، وأضاف «إننا لم نكن نتوقع ما سيحدث بعد ذلك، فقد أطاحت بنا رياح عالمية اختبرت قدرتنا على المزيد من التقدم»، مشيرا إلى أن الحرب الروسية- الأوكرانية أدت إلى تسارع الأزمات العالمية المتعددة ومنها أزمات الغذاء والطاقة وارتفاع الأسعار والتضخم وتزايد الدين الخارجي، لافتا إلى أن تلك الأزمات تفاقمت أيضا بفعل الأزمات المناخية وآثار جائحة كورونا.
وأكد أنه بالرغم من ذلك فقد أحدثنا تقدمنا ملموسا على مستوى تنفيذ الإلتزامات التي تعهدنا بها في قمة (COP26) بجلاسكو، حيث أصبح أكثر من 90% من اقتصادنا العالمي مشمولا بـ«الحياد الصفري» بنسبة تزيد على 30% عن وقت ترأسنا للمؤتمر.
وأوضح شارما أن أكبر الشركات والمؤسسات العالمية في العالم تلتزم «الحياد الصفري»، وبدأت تنفيذ ذلك، وخلق ما يسمى بـ«الوظائف الخضراء» وضخ مليارات الأموال في الصناعات الخضراء، لافتا إلى أن الشركات والدول اليوم ومستقبلا تحرز تقدما قياسيا ملموسا من أدوات الانبعاثات الصفرية إلى أجندة الاختراق وتسريع توزيع مصادر الطاقة المتجددة حول العالم.
ونوه شارما إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش كان واضحا حينما أكد أن أهدافنا المستقبلية في مجال الطاقة لا تكمن في الوقود الأحفوري فقط، وأنا أوافقه الرأي.
أهمية خفض الانبعاثات بنسبة 1%
وقال الدكتور ألوك شارما، إن التقارير التي نشرت خلال العام الجاري أكدت أهمية التقدم المحرز الذي تم بفعل الالتزامات التي تحققت خلال عام الرئاسة في مؤتمر الأطراف في دورته الـ26، وأن الانبعاثات في عام 2030 ستنخفض بـ 6 جيجا أي حوالي 1 % من الانبعاثات العالمية الحالية السنوية، مضيفا «إن التقدم لا يزال موجودا لمن لا يزال يشكك في العمل متعدد الأطراف ومسار مؤتمر الأطراف بشكل عام».
وأضاف «علينا أن نجد القدرة على التركيز للقيام بأكثر من أمر في الوقت نفسه»، متسائلا: «كم مرة سيرن جرس الإنذار ليصل صوته إلى قادة العالم؟»، مشيرا إلى باكستان التي غمرتها المياه للمرة الثالثة، والفيضانات في نيجيريا.
وتابع شارما:«خلال 500 عام في أوروبا وجدنا أسوء سجلات وأرقام على مستوى الكوارث البيئية.. فقطاعات اقتصادية بأكملها باتت غير مستدامة وغير قابلة للتأمين.. ومناطق حول العالم بات العيش فيها مستحيلا، وأصبح هناك قيود على حركة السلع، وضغوط على الناس لمغادرة أماكن سكنهم؛ بسبب أزمة المناخ التي ما عادوا يتمكنون من العيش في ظلها».
واستطرد شارما: أن هذا المؤتمر يجب أن يكون مؤتمر الأعمال الملموس، وعندما سينضم إلينا قادة العالم غدا عليهم أن يشرحوا ما الذي حققته بلدانهم في العام المنصرم، وما هو المسار المستقبلي، وهي بكل بساطة مسألة ثقة، ومن دون الوفاء بالالتزامات والاتفاق على طريق مستقبلي فإن المنظومة بأثرها ستنهار.