على الهواري يكتب: مخطط إفشال «مونديال العرب»
منذ اسناد تنظيم بطولة كأس العالم لقطر، والدولة الخليجية العربية الصغيرة تتعرض لحملة شرسة من جانب بعض الدول الغربية، هذه الحملة زادت وتيرتها قبل أسابيع من انطلاق هذا العرس الكروي العالمي.
وقد أرجع البعض هذه الحملة إلى أسباب سياسية ودينية وأيديولوجية وعنصرية، على اعتبار ان قطر دولة عربية مسلمة، ولأول مرة يقام هذا المونديال العالمي على أرض دولة عربية مسلمة، وهذا ما أثار حفيظة بعض الدول الغربية التي تنظر للأمر من منظور ديني وثقافي وأيديولوجي.
تفاصيل حملة «الجنس والمخدرات والخمور» لإفساد كأس العالم 2022
هاري كين ونجوم المنتخبات الأوربية يقودون حملة « One Love» لتعزيز التنوع والشمول وضرب القيم الإسلامية
هجوم على سفير كأس العالم بعد وصفه للمثلية الجنسية بالإضطراب العقلي
ممنوعات المونديال
- رفع علم المثليين في الشوارع والملاعب
- شرب الخمور والعلاقات الحميمية في الأماكن العامة
- تجنب الإفراط في الملابس المكشوفة في الفضاء العام
- عدم تناول الكحوليات والمخدرات إلا في الفنادق وأماكن الإقامة
وقبل انطلاق المونديال بأسابيع شنت وسائل الإعلام الغربية حملة شعواء على قطر، بسبب موقفها من المثلية الجنسية وشرب الخمور والمخدرات والجنس في المونديال، بالإضافة إلى مزاعم بانتهاكات لحقوق المهاجرين وحقوق العمالة المشاركة في بناء ملاعب كرة القدم وغيرها من المرافق والمنشآت والبُنى التحتية التي تم تشييدها لتنظيم البطولة العالمية.
في البداية اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الشرطة القطرية بـ "القبض تعسفيا" على عدد من المثليين و"إساءة معاملتهم".
وطالبت المنظمة الحكومة القطرية بـ "وضْع نهاية لسوء معاملة مجتمع المثليين، بما في ذلك وقْف أي برامج مدعومة حكومية موجّهة إلى مراكز التحويل".
لكن مسؤول حكومي قطري وصف ما جاء في بيان هيومن رايتس ووتش بأنه "محض ادعاءات غير صحيحة بشكل قاطع تماما".
وقال، في بيان رسمي، إن "قطر لا تتسامح مع ممارسة التمييز ضد أي شخص، وإن سياساتنا وما نتخذه من إجراءات قائمة على أساس من الالتزام والوفاء بحقوق الإنسان للجميع".
وأعرب عدد من نجوم كرة القدم عن مخاوفهم بشأن حقوق المشجعين، لا سيما المثليين، الذين سيؤازرون منتخباتهم في أثناء المونديال في قطر.
وأعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عبر موقعه الرسمي أن منتخب الأسود الثلاثة سيتكاتف مع منتخبات هولندا وبلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا والنرويج والسويد وسويسرا وويلز للترويج لحملة ضد التمييز، خلال الحدث العالمي.
وجاء في بيان المنتخب الإنجليزي، "ستستخدم حملة «حب واحد» التي بدأها الهولنديون في الأصل، قوة كرة القدم لتعزيز الاندماج وإرسال رسالة ضد التمييز من أي نوع في وقت تتجه فيه أنظار العالم إلى اللعبة العالمية، وسيتم ترميز الرسالة بشارات ملونة يرتديها قادة المنتخبات".
كما أطلق الاتحاد الهولندي لكرة القدم شعارا مصمما من ستة ألوان، مثل شعار مجتمع الميم، من أجل رفعه في المونديال.
كما تم التخطيط لاحتجاجات سلمية من قبل بعض اللاعبين، في حين أن لاعب المنتخب الإنجليزي، هاري كين، وتسعة قادة منتخبات آخرين من المنتخبات الأوروبية سيرتدون شارات "حب واحد"، "One Love"، لتعزيز التنوع والشمول.
واعلن لاعبو منتخب الدنمارك أنهم سوف يرتدون قمصانًا "معدلة" احتجاجًا على قطر، وقالت شركة هامل، مزودة أطقم المنتخب إنها "لا ترغب في الظهور" في البطولة التي تدعي أنها "كلفت الآلاف من الأرواح"، في حين نشر المنتخب الأسترالي، شريط فيديو يحث قطر على إلغاء قوانينها المتعلقة بالعلاقات المثلية.
وتقدم الاتحاد الدنماركي لكرة القدم بطلب للسماح للاعبين بارتداء قمصان تدريب تحمل عبارة "حقوق الإنسان للجميع".، معترضا على وصف القمصان بأنها تحمل "رسالة سياسية".
لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" رفض طلب الدنمارك السماح للاعبي منتخبها المشارك في مونديال قطر بارتداء قمصان تدريب تحمل شعارات حقوقية.
ونشرت أستراليا بيانا جماعيا مصورا تنتقد فيه سجل قطر في مجال حقوق الإنسان، وانتقدت الرسالة المصورة بالفيديو معاملة الدولة المضيفة لكأس العالم العمال الوافدين وأفراد مجتمع الميم.
كما أصدر اتحاد كرة القدم الأسترالي بيانا قال فيه إن "المعاناة" التي يشعر بها العمال الوافدون وأسرهم بسبب البطولة "لا يمكن تجاهلها".
ووجه الفيفا رسالة إلى 32 منتخبا مشاركا في كأس العالم، يحثها على عدم "جرّ" كرة القدم إلى "معارك" سياسية أو أيديولوجية.
وقد تعرض سفير كأس العالم في قطر 2022 واللاعب السابق، خالد سلمان، لهجوم وانتقادات شديدة بسبب تصريحات، وصف فيها المثلية الجنسية بأنها "اضطراب في العقل".
لكن خالد سلمان قال، إن تصريحاته لإحدى وسائل الإعلام الألمانية تم أخذها "خارج السياق المقصود"، مؤكدًا ترحيب بلاده بالجميع، بما في ذلك المثليين، ما دام "يحترم ثقافتنا وقوانينا يا هلا ويا مرحبا فيه".
واختتم سفير مونديال قطر تصريحاته، بقوله: "أنا أفتخر أنني مسلم، بهذا الدين الحنيف ووطننا الغالي، ولا أرضى أن يتم استخدامي كجزء من الحملات المعادية لدولتنا... يا هلا ويا مرحبا بالجميع".
وقدّمت الجهات المنظمة لكأس العالم في قطر تأكيدات على أن كل المشجعين "مرحب بهم" في المونديال.
وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم إنه سوف يُسمح باستخدام أعلام قوس قزح الخاصة بمجتمع الميم في الملاعب التي تقام فيها المباريات وحولها.
وأعلنت العاصمة الفرنسية باريس انضمامها إلى عدة مدن قررت الامتناع عن عرض المباريات التي تنطلق الشهر القادم، على شاشات عملاقة أو تخصيص أماكن للمشجعين.
وبرر رؤساء بلديات المدن الفرنسية قرارهم بملف حقوق الإنسان في قطر وسوء معاملة العمال وما يشاع عن وفاة أعداد كبيرة من العاملين في بناء منشآت المونديال القطري وملاعبه الثمانية، فضلا عن توفير الطاقة.
وقال رئيس الفيفا السابق، سيب بلاتر، إن قرار منح قطر حق استضافة بطولة كأس العالم كان "خطأ".
وقال بلاتر، إنه كان "محقا" حين قال إن البطولة "لا ينبغي أن تذهب" إلى قطر.
وقال بلاتر إنه صوت لصالح الولايات المتحدة وألقى باللوم على رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم آنذاك ميشيل بلاتيني في ترجيح التصويت لصالح قطر.
وقال "كان اختيارا سيئا وكنت مسؤولا عن ذلك كرئيس للاتحاد في ذلك الوقت".
وقال بلاتر أيضا إن الفيفا عدل المعايير المستخدمة لاختيار البلدان المضيفة في 2012 بعد أن أثيرت مخاوف بشأن معاملة العمال الوافدين الذين يبنون ملاعب كأس العالم في قطر.
قطر لن تسمح بإدخال المشروبات الكحولية
كما اثار موقف قطر من شرب الكحوليات والخمور خلال المونديال جدلا كبيرأ، بعد أن أكدت السلطات القطرية أنها لن تسمح بإدخال المشروبات الكحولية مع المشجعين الذين سيحضرون للبلاد لمتابعة منافسات كأس العالم، لكنها أشارت إلى إمكانية شراء وتناول تلك المشروبات في أماكن معينة داخل قطر.
كما أكد متحدث باسم اللجنة المنظمة للبطولة: "تتوفر المشروبات الكحولية في قطر اليوم في مجموعة متنوعة من البارات والمطاعم الفندقية المرخصة في جميع أنحاء البلاد، وستتوفر في أماكن إضافية خاصة بالمشجعين والضيافة في كأس العالم".
وفي كأس العالم، سيسمح للجماهير بشراء بيرة بدويايزر داخل مجمعات الاستاد، وإن لم يكن في أكشاك الامتياز، قبل وبعد المباريات.
ويمكن للجماهير أيضا تناول المشروبات في المساء في "منطقة المشجعين" المخصصة في وسط مدينة الدوحة.
ورغم أن القانون يعاقب بالسجن وغرامات باهظة على السكر، لكن رئيس العمليات الأمنية قال إنه خلال البطولة، ستغض الشرطة الطرف عن معظم الجرائم، لكن من المحتمل أن تقوم باعتقالات إذا دخل شخص ما مخمور في شجار أو أتلف ممتلكات عامة.
كما أثار موضوع تناول وتعاطي المخدرات جدلا كبيرا قبل انطلاق مونديال قطر، حيث تعتبر قطر واحدة من أكثر دول العالم تقييدا عندما يتعلق الأمر بالمخدرات، وحظر الحشيش وحتى الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مثل المهدئات والأمفيتامينات.
وقد يؤدي بيع المخدرات والاتجار بها وحيازتها إلى عقوبات صارمة، بما في ذلك أحكام بالسجن لمدة طويلة يتبعها الترحيل وغرامات باهظة، ويمكن أن يعاقب على تهم تهريب المخدرات بالإعدام.
معاشرة النساء والرجال غير المتزوجين جريمة
وتعتبر قطر معاشرة النساء والرجال غير المتزوجين جريمة، وذلك باستخدام ما يسمى بقوانين الفحش لمعاقبة الجنس خارج نطاق الزواج، ومع ذلك، تقول السلطات إن الأزواج غير المتزوجين يمكنهم مشاركة غرف الفنادق خلال كأس العالم دون مشاكل.
ويقول موقع السياحة الحكومي على الإنترنت إن العروض العامة للتعبير عن المودة "موضع استياء" في الشوارع. ولن يؤدي التشبث باليدين إلى دخولك السجن، ولكن يجب على الزوار تجنب إظهار العلاقة الحميمة في الأماكن العامة.
ورغم وجود قوانين تجرم المثلية الجنسية، إلا أن موقع بطاقة "هيا" يؤكد أنه "لا توجد قيود" على إقامة "الأصدقاء غير المتزوجين من الجنسين أو الأزواج (بما في ذلك أفراد مجتمع الميم) في الغرفة نفسها".
رئيس الفيفا يفتح النار على الغرب ويحسم ملف الخمور
وفتح فتح جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" النار على الدول الأوربية التي تهاجم تنظيم قطر لكأس العالم، معبرا عن رضاه الكامل عن الكثير من الأشياء التي شاهدها في قطر رافضاً بعض الهجمات التي تتعرض لها الدولة المستضيفة لبطولة كأس العالم 2022، متهما الغرب بالنفاق في التعامل مع قطر.
وقال إنفانتينو خلال مؤتمر صحفي اليوم قبل يوم على افتتاح بطولة كأس العالم «قطر2022»، أنّه مثلما أصبحت سويسرا مثالاً يحتذى به بفضل التسامح والعمل الجماعي، فقد تطورت قطر كثيراً في هذا المجال أيضاً.
وأضاف إنفانتينو: "الجميع يتواجد في دولة قطر من أجل إنجاح كأس العالم ومتأكد أنّ كأس العالم FIFA قطر 2022™ ستكون الأفضل، فخور بكل من عمل جاهداً على إنجاح هذا الحدث الكروي العالمي".
وتابع: "ينبغي على الأوروبيين أن يعتذروا للشعوب قبل إعطاء الدروس، العديد من المؤسسات الأوروبية تعمل في قطر وتجني أرباحاً مالية"، مشيرا إلى وجود الكثير من ممثلي الدول والبعثات الدبلوماسية التي تزور دولة قطر.
واستطرد: "لنتوقف عن النفاق لأن الاتحاد الدولي لكرة القدم حقق في مجال حقوق العمال ما لم تحققه منظمات أخرى"، موضحا : "الشعارات والدروس الأخلاقية تنم عن النفاق، ظروف العمال في دولة قطر أفضل من ظروف المهاجرين في أوروبا".
وأكّد إنفانتينو: "الاتحاد الدولي لكرة القدم يعتني بالعمال ووضعيتهم، علينا أن نعتني بالأشخاص من ذوي الأعاقة وبجميع الأقليات، ما يكسبه العمال في دولة قطر يساعدهم على تأسيس عائلات في دولهم".
وأوضح: "العديد من المؤسسات الدولية أقرت أن معايير حقوق العمال في دولة قطر مشابهة لمعايير حقوق العمال في أوروبا، سيكون هناك مقراً دائماً للعمال في دولة قطر يتبع لمنظمة العمال الدولية".
وشدّد إنفانتينو: "قطر دولة لها سيادة ولا تحتاج إلى نصائح أو تدخلات حول حقوق العمال، على أوروبا أن توقف الانتقاد وتركز على تحسين أوضاع المهاجرين لديها".
وقال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم: جزء من صندوق الإرث الخاص ببطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ سيخصص لتعليم أبناء العمال في الدول النامية، سنوقع مذكرة تفاهم مع الأمين العام لمنظمة العمل الدولية".
وتابع: "دولة قطر ترحب بالجميع بغض النظر عن توجهاتهم، كل شيء جميل والجميع سعيد في دولة قطر".
وأوضح إنفانتينو، أنّ جميع القرارات التي اتخذت بخصوص كأس العالم FIFA قطر 2022™ جاءت بالشراكة بين قطر والفيفا.
وأكد إنفانتينو أنّ الكثير من الناس يستثمرون في كأس العالم المقامة في قطر أكثر من النسخ السابقة، مشدداً على أنّ أرباح الاتحاد الدولي ازدادت من البث التلفزيوني خلال استضافة قطر للمونديال: "حقوق بث بطولة كأس العالم 2022 زادت بمقدار 200 مليون دولار مقارنة بالبطولات السابقة".
وفيما يتعلق بمنع شرب الكحول في الملاعب: "دول عدة تمنع الكحول في الملاعب فلا داع لسياسية الكيل بمكيالين".
وذكّر إنفانتينو: "كرئيس للفيفا علي التركيز على كرة القدم، لكن وجدت نفسي مرغماً على توضيح العديد من الأمور، اسمحوا للمشاركين في البطولة بالتركيز على كرة القدم وللجماهير بالاستمتاع في الحدث الذي لا يتكرر إلا كل 4 أعوام".
وقال إنفانتينو، إنّ هذه النسخة تختلف عن النسخ السابقة بسبب اجتماع الجماهير من كل أنحاء العالم في مكان واحد إضافة إلى زيارة العديد منهم لدولة قطر لأول مرة،
وأشار إنفانتينو، إلى أنّ هذه النسخة من كأس العالم ستكون استثنائية بالنظر للبنية التحتية والملاعب، مشدداعلى أن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ستترك إرثاً كبيراً، مؤكدا على أنّ الإرث الأكبر سيكون تعرف الغرب على العالم العربي والإسلامي.
وأوضح رئيس «الفيفا»: "كل قرار يتعلق ببطولة كأس العالم يمر بإجراء ومسار مفصل قبل اتخاذه"، منتقدا طريقة تعامل العديد من وسائل الإعلام الغريبة مع دولة قطر مشيراً إلى تجاهل معظمها لفاعلية اهتمت بذوي الاحتياجات الخاصة.
تضامن عربي واسع مع الدوحة لمواجهة الحملة المشبوهة
تميم: قطر تعرضت لحملة غير مسبوقة لم تشهدها أي دولة مضيفة بلغ بعضها حد الافتراء
في مواجهة هذه الحملات على قطر، اصدر عدد من الكيانات السياسية والرياضية والشخصيات بيانات يعبرون فيها عن دعم الدوحة في مواجهة هذه الحملات، التي وصفوها بالمشبوهة، كما أطلق نشطاء حملة إلكترونية لدعم الدوحة من خلال تداول وسم «أناعربي وأدعم قطر».
ويرى ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي أن جهات أجنبية تحاول نشر معلومات مضللة حول قطر باعتبارها أول دولة عربية وإسلامية تنظم فعاليات هذه البطولة العالمية.
كما أعلنت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» تضامنها مع دولة قطر، ودعمها ووقوفها إلى جانبها، في مواجهة الحملة المشبوهة من بعض الدوائر والأوساط، في سياق استضافتها لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022.
كما أكّد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، وقوف المنظمة مع دولة قطر في مواجهة الحملة التي تستهدفها في ضوء استضافتها بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، بوصفها أول دولة عضو في العالم الإسلامي تستضيف مثل هذا الحدث، بما يحمله من مضامين إنسانية وعالمية تهدف إلى بثّ روح التضامن والترابط بين دول العالم.
وشدد أمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي على أن هذا الهجوم الجديد الذي برز مع بدء الاستعدادات لاستضافة دولة قطر للبطولة، يعد مستهجنا، فضلا عن كونه سابقة هي الأولى من نوعها التي تتعرض فيها دولة تستضيف هذه المسابقة لهذا الحجم من الاتهامات والانتقادات، ما يدفع للتساؤل عن هذه الانتقائية والعدوانية التي تحث البعض على التصيد والتربص. وجدد الأمين العام موقف المنظمة الذي كان قد أشاد في إعلان الدورة الخامسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الشباب والرياضة الذي عقد في جدة بالمملكة العربية السعودية، باستعدادات دولة قطر لتنظيم البطولة العالمية، منوها بالإرث الذي تحققه هذه المناسبة بمزيد من الاعتزاز والفخر لدى الشباب العربي والمسلم.
كما أكد وزير الشباب والرياضة الجزائري، عبد الرزاق سبقاق، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، أن بطولة كأس العالم التي ستنطلق في دولة قطر خلال أيام قليلة، هي شرف للأمة العربية جمعاء، وأن “عقارب الساعة القطرية لاتُخطئ أبدًا، تمامًا كالاستراتيجية التي تنتهجها لإبهار العالم”.
وعن الحملات الإعلامية التي تتعرض لها استضافة قطر للمونديال، وصفها الوزير بأنها “أقلام مأجورة تخدم مصالح ضيقة”، لا تُسمن ولا تُغني من جوع وهي “زوبعة في فنجان” ولن تؤثر في الإرادة القطرية، وعبر عن دعمه المطلق لاستضافة قطر للمونديال، “لأنها أثبتت جدارتها لاستضافة حدث عالمي ضخم، ونافست دولا كبرى ورائدة وتفوقت عليها بفضل الإستراتيجية والسياسة الرشيدة والنبيلة التي ينتهجها أمير البلاد”.
وأعلن مجلس التعاون الخليجي في بيان صادر عن نايف الحجرف، الأمين العام للمجلس، رفضه تصريحات ألمانية بشأن استضافة قطر كأس العالم لكرة القدم 2022.
ووفق البيان، "استنكر الحجرف، تصريحات فيزر، بشأن استضافة دولة قطر لمونديال 2022".
وأكد الحجرف أن "موقف دول مجلس التعاون الداعم لدولة قطر في التصدي لأي تدخل في شؤونها الداخلية من خلال نشر الادعاءات التي لا تخدم قيام علاقات طبيعية بين البلدين".
وقال الحجرف إن "قطر ماضية في تحقيق الإنجازات، واستضافتها لبطولة كأس العالم 2022، يعد مصدر فخر واعتزاز مستحقا".
وأشاد الحجرف "الدور الرائد الذي تقوم به دولة قطر في بناء التواصل الحضاري، وتعزيز التفاهم بين الشعوب في إطار من الاحترام المتبادل".
وأعلن الاتحاد العربي لكرة القدم، دعمه المستمر لاستضافة قطر لفعاليات كأس العالم، مؤكدا أن المونديال سيكون فرصة حقيقية لتعريف العالم بتميز الثقافة العربية.
وقال الاتحاد في بيان: "نؤكد على الدعم المستمر لاستضافة دولة قطر لمونديال كاس العالم 2022، وهذا المونديال سيكون فرصة حقيقية لتعريف العالم بالثقافة العربية وتميزها".
كما أكد الاتحاد على "رفض كل حملات التشويه والتشكيك المغرضة التي لا تستند على حقائق وهدفها فقط التشويه والإساءة للقدرات والكفاءة العربية".
ودعا الاتحاد العربي "محبي وعشاق كرة القدم في العالم للاستمتاع بمونديال قطر 2022 والاستمتاع بتجربة مميزة والتعرف عن قرب على الإرث الحضاري والطبيعة المتنوعة للمنطقة العربية".
وأصدر الاتحاد المكسيكي لكرة القدم بيانا رسميا يعلن فيه عن دعم قطر قبل بداية مسابقة كأس العالم 2022، وقرر المنتخب المكسيكي دعم قطر قبل بداية المونديال في ظل الحملات والانتقادات المنتشرة في أوروبا ضد فكرة إقامة كأس العالم في قطر.
وكان أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قد قال، أن قطر تعرضت "لحملة غير مسبوقة" من الانتقادات بشأن الاستعدادات لاستضافة كأس العالم لكرة القدم.
وأضاف الأمير في كلمة متلفزة "منذ فوزنا بشرف استضافة كأس العالم، تعرضت قطر لحملة غير مسبوقة لم تشهدها أي دولة مضيفة، بلغ بعضها حد الافتراء".
وقال الأمير للمجلس التشريعي القطري "تعاملنا مع الأمر في البداية بحسن نية، بل اعتبرنا بعض الانتقادات إيجابية ومفيدة وتساعدنا على تطوير جوانب تحتاج إلى تطوير".
وأضاف: "لكن سرعان ما اتضح لنا أن الحملة مستمرة وتتوسع وتشمل التشهير والازدواجية في المعايير، حتى وصلت إلى قدر من الضراوة جعل الكثيرين يتساءلون للأسف عن الأسباب الحقيقية والدوافع وراء هذه الحملة".
خبراء يكشفون سر هذه الحملة وعلاقتها بالإسلام
«صادق»: القصة مبالغ فيها ولها أبعاد سياسية والهدف منها إحراج الدوحة ولا علاقة لها بالدين
«الغباشي»: قطر دولة عربية إسلامية لها قيم وأعراف وتقاليد ونجاحها في تنظيم المونديال أثار حفيظة بعض الحاقدين
استاذ علم اجتماع: المثليين معترف بهم في الغرب وما يحدث صراع ثقافات
خبير: من حق المشجعين من دول العالم شرب الخمور والكحوليات وممارسة الجنس ولكن بشروط
كشف عدد من الخبراء لـ«النبأ»، عن علاقة هذه الحملات بالإسلام، وهل كما يقول البعض أن هذه الحملات لها بعد ديني وأيديولوجي، على اعتبار أن قطر دولة عربية مسلمة؟.كما ا ستبعد الخبراء أن يكون لهذه الحملات أي تأثير على نجاح المونديال.
صراع ثقافات
يقول الدكتور سعيد صادق، استاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن ما نشهده في مونديال قطر هو صراع ثقافات، مشيرا إلى أن المجتمع الغربي أصبح ينظر للمثلية الجنسية على أنها شئ طبيعي وليس مرضا نفسيا كما كان ينظر لها في السابق، لكن الدول الإسلامية والفاتيكان وبعض الدول المتدينة ترفض هذا الموضوع وتعتبره مخالف للدين وللقيم التي تؤمن بها، وهذه الصراعات الثقافية تظهر في مثل هذه المناسبات الكبرى مثل المؤتمرات وبطولات كأس العالم، فالدول المسلمة أو المتدينة تريد أن تفرض قيمها فتدخل في صراع مع الدول الأخرى المخالفة لقيمها، وهذا يؤدي إلى حدوث مشاكل كبيرة بين هذه الدول والدولة المضيفة للحدث، وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك.
وأضاف «سعيد»، أن الموضوع لا يحتاج إلى كل هذه الضجة وهذا الصخب، لأن كل الدول العربية تستضيف سياح، وهؤلاء السياح لهم ثقافات وديانات وقيم مختلفة، هؤلاء السياح يسمح لهم بفعل أي شئ داخل غرفهم وداخل الفنادق التي يقيمون فيها، ولكن لا يسمح لهم بفعل ما يخالف قيم وتقاليد هذه الدولة في الشارع، وإلا فسوف تطبق عليهم قوانين هذه الدولة، وهذا يحدث في الدول الأوربية أيضا، وبالتالي القصة مبالغ فيها ولها أبعاد سياسية وكأن الهدف منها هو إحراج قطر، لذا كان يجب على قطر أن تأخذ الموضوع ببساطة شديدة وتقول أنها سوف تلتزم بقواعد عامة في الفضاء العام، فلا يجوز مثلا ممارسة الجنس أو شرب الخمور في الشارع، ولكن يمكن فعل ذلك في الفنادق وأماكن الإقامة داخل الغرف المغلقة، مثلما يحدث في كل دول العالم، مشيرا إلى أن هناك الكثير من أصحاب الثقافات والديانات والجنسيات المختلفة يعيشون ويعملون في دول الخليج، ويمارسون شعائرهم بحرية كاملة دون أن يتعرض لهم أحد ما دام يلتزمون بقوانين الدولة التي يعملون بها.
وأوضح استاذ الاجتماع السياسي، أن قطر لها الكثير من الأعداء بسبب دورها التخريبي في الكثير من الدول العربية مثل ليبيا وسوريا ومصر، لكن هذه الدول لا علاقة لها بهذه الحملة التي تشن على قطر، لأنها حملة ثقافية بحتة، مشيرا إلى أن المثلية الجنسية موجودة في الدول العربية والإسلامية، وهناك الكثير من المسلمين يشربون الخمور ويمارسون الجنس المحرم ويتعاطون المخدرات، ولكن في الخفاء وفي الغرف المغلقة، وهذا هو الفرق بيننا وبين الدول الغربية، وبالتالي نحن ليس مجتمعا فاضلا كما يعتقد البعض، لافتا إلى أن الفيفا تمنع استخدام الشعارات السياسية في البطولات الرياضية، وبالتالي يجب على قطر أن تتعامل مع الحدث على أنه حدث عالمي وليس حدث قطري أو محلي، وان تدرك أن لكل مجتمع قيمه وتقاليده وثقافته، موضحا أن مصر كانت تتعامل مع مؤتمر المناخ في شرم الشيخ على أنه حدث دولي تحت إشراف الأمم المتحدة، لذلك كانت تتغاضي عن الكثير من الأشياء التي تعتبرها مخالفة لقيمها وقوانينها مثل اقحام قضية علاء عبد الفتاح وملف حقوق الإنسان، وهذ ينطبق على مونديال قطر، التي يجب أن تتعامل مع الموضوع على أنه حدث عالمي مقام على الأراضي القطرية تحت إشراف الفيفا، من حقها أن تطبق قوانين الدولة القطرية خارج الملاعب والفنادق وأماكن الإقامة والأماكن الترفيهية وفي الشوارع فقط.
مستبعدا أن يكون لهذه الحملة أي تاثير على نجاح المونديال، مشيرا إلى أن القطريين ليس بهذه السذاجة، لافتا إلى أن هذا الموضوع يقف وراءه بعض السلفيين واللاعب محمد أبو تريكة، ولا علاقة له بالدين ولا بالإسلام، فهو حدث دولي يخضع للقواعد الدولية ويقام على أراضي قطرية، وفرض القوانين والقيم القطرية تكون في الشوارع والأماكن العامة وخارج الملاعب والفنادق وأماكن الإقامة، منوها أن الحديث عن أن قطر خانت القيم الإسلامية كلها مزايدات سياسية، مؤكدا على أن قطر لن تغير كوكب الأرض ولن تغير قيم وثقافة الدول الأخرى، وكما ينطبق على المثلية الجنسية ينطبق على شرب الخمور وممارسة الجنس وتعاطي المخدرات.
توظيف الرياضة في السياسة
ويقول الدكتور مختار الغباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، أن قطر دولة برغم صغر حجمها استطاعت أن تلعب دور لا يستهان به على المستوى الدولي والإقليمي، وهي الدولة العربية الوحيدة التي استطاعت تنظيم كأس العالم رغم الضغوط الكثيرة التي تعرضت لها، ويشهد المسئولون عن كرة القدم العالمية على أن مونديال قطر سوف يكون مميزا للغاية، وهذا الأمر بالتأكيد يثير حفيظة بعض الحاقدين على قطر، مشيرا إلى أن قطر دولة عربية إسلامية لها قيم وأعراف وتقاليد، وهي تعلم أن الغرب له قيم وتقاليد وأعراف، موضحا أن التباين الثقافي بين الأمم والشعوب والدول أمر طبيعي، مشيرا إلى أن الصراع بين الغرب والعرب في الأساس صراع ثقافي، مؤكدا على أن هناك توظيف للرياضة في السياسة، مشيرا إلى العقوبات التي تم توقيعها على الفرق الرياضية الروسية وحرمان المنتخب الروسي من المشاركة في مونديال قطر بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، مستبعدا أن يكون لهذه الحملة أي تأثير على نجاح المونديال.
ويقول الشيخ أحمد صبح، زعيم المنشقين عن الجماعة، أن قطر دولة عربية مسلمة، وأنها من حقها أن تتمسك بدينها وقيمها، وأنه لا بد للعالم أن يحترم هذه القيم وهذا الدين، مؤكدا على أن مونديال قطر نجح قبل أن يبدأ، مستبعدا تماما تأثير هذه الحملة على نجاح المونديال.