بعد إعلان استعداده للتطبيع مع إسرائيل
أشرف الخمايسي يفتح النار على يوسف زيدان: مصرفانجي ومحتاج فلوس كتير
استنكر الكاتب والروائي أشرف الخمايسي، دعوات يوسف زيدان للتطبيع مع إسرائيل وإعلان الأخير استعداده لإلقاء محاضرات في الجامعات الإسرائيلية.
أشرف الخمايسي يفتح النار على يوسف زيدان
وقال الروائي والكاتب أشرف الخمايسي، في تصريح خاص لـ«النبأ»، إن اتحاد كتاب مصر يحق له تحويل أي كاتب للتأديب وتجريمه في حالة التورط في الدفاع عن الكيان الصهيوني أو التطبيع معه؛ لأن الأمر يُعد خيانة واضحة ويجب تجريمها إن أمكن.
وأضاف «الخمايسي» أن لا يجب أن ينتظر الكتاب المصريين اتخاذ موقف من اتحاد الكتاب بل على كل كاتب رفض الأمر وإدانته بشكل واضح كما حدث في الماضي مع الكاتب المسرحي علي سالم، على خليفة زيارته لإسرائيل عام 1994.
وأوضح الروائي أشرف الخمايسي، أنه على المستوى الشخصي موقفه من الكيان الصهيوني واضح وصريح ليس الآن ولكنه منذ طليعة المثقفين بالستينات والسبعينات.
وأشار إلى أنه هاجم بضراوة خلال الأيام القليلة الماضية الكاتب طارق إمام المتهم بالتطبيع مع إسرائيل، معقبًا: «البعض يعتقد أنها أمور شخصية ولكن دي آفة يجب محاربتها في الوسط الثقافي، طارق إمام تقدم إلى مسابقة تعتمد اللغة العبرية كأحد لغاتها، وجلس مع أحد الفائزين من الصهاينة، إذًا فهو من المطبعين».
ولفت إلى أن الأزمة لم تكمن في فكرة التطبيع ومن يسير نحوها، معقبًا أن الكارثة الحقيقة في وجود أجواء تساعد وتتقبل فكرة التطبيع.
وتعليقًا على ما قاله الدكتور علاء عبد الهادي، رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، حول محاولة بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إدارة الأزمة بين «الاتحاد» و«زيدان»، قال الروائي أشرف الخمايسي، أنه من غير المقبول أن تُدير «السوشيال ميديا» الوسط الثقافي في مصر.
وتابع: «دي تبقى مصيبة سوداء، للأسف السوشيال ميديا ألغت تأثير الكتاب وأصبح الكاتب هو المؤثر، كل من يملك صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي أصبح كاتب، وتحول الاهتمام الأكبر من الكتاب إلى الكاتب، فكل من ينشر فهو كاتب أيًا كان ما يكتبه رصين أم تافه، والبعض يحول صفحته الشخصية لأهداف وأغراض خاصة».
وأكد أنه في الماضي كان لا يجرؤ أحد على هذا الطرح ولكن الآن هم يطرحون ذلك مع علمهم أن هناك من يؤيدهم، متابعًا: «ولكن للأسف يكون ذلك لأهداف خاصة».
وأشار إلى أن التطبيع الدافئ الدائر حاليًا بين دولة الإمارات وإسرائيل هو من يساعد على ظهور تلك الدعوات، مؤكدًا أنه اكتشف مؤخرًا أن النشاط الثقافي الإماراتي أصبح متغلغل في مصر من جوائز ولقاءات.
وتابع: «جوائز فخمة وبوكيت ماني، الإمارات أصبحت حاليًا مصدر رزق لكتاب كثيرين مصريين، وفي الحقيقة يوسف زيدان شخص مصرفانجي جدًا ويحتاج دائمًا للأموال».
وعن بعض الرافضين لقرار اتحاد الكتاب بتحويل «زيدان» للتأديب بدعوة حرية الرأي والتعبير، قال الكاتب أشرف الخمايسي، إن دعاة التطبيع خونة والأمر ليس له علاقة بالرأي والتعبير مُطلقًا.
وتابع: «الدين في حد ذاته رأي وحرية ويمكننا المناقشة حوله، ولكن التطبيع خيانة، دي ناس قتلت ولادنا في الماضي، وعاملين لنا سد مخصوص في الجنوب لتعطيش الشعب المصري».
وعن ما يتردد حول رغبة يوسف زيدان في طرح نفسه ككاتب ومنظر سياسي اجتماعي يخدم فكرة الديانة الإبراهيمية والسلام بين الشعوب، قال «الخمايسي» إن «زيدان» رجل يبحث عن تقديم نفسه كنموذج للصورة الحديثة للمثقف الذي يدعو لثقافة السلام واجتماع الأمم.
وأضاف: «رغم أنه يرى بعينه أنه لا يوجد في العالم شيء اسمه ثقافة سلام، فما يحدث في أوكرانيا وروسيا ما رأيه فيه؟».
واستطرد حديثه لـ«النبأ»: «العالم الغربي المتقدم منع روسيا من المشاركة في كأس العالم، يحاربوا روسيا لأجل مسائل دينية بحتة، يحاولون دائما يصدرون أننا المتخلفين ولكن ما نعاني منه في الحقيقة بسبب أننا ضحايا العالم الغربي الذي يدعي التحضر والتقدم».
وعن مبادرة الديانة الإبراهيمية، قال «الخمايسي» إنها مهزلة كبرى، فالمثقفين المصريين والعرب تركوا بمحض إرادتهم خوفًا من المواجهة القضايا الحقيقة وتحدثوا في قضايا فرعية ليست السبب الرئيسي في مشكلاتنا المجتمعية»، متابعًا: «كلام تافه أبلى ليس له علاقة بالتحضر أو التقدم، الدين عمره مكان القضية، قمة الحضارة كانت في عصر الدولة الإسلامية، فهم تفوقوا في النظريات العلمية والطبية وكانوا يديرون الدولة بالشريعة الإسلامية».
واستكمل حديثه قائلًا: «الوطن العربي يعاني من أزمة سياسية واجتماعية هي التي أدت لظهور أعراض أمراض العصر، كظهور المستنيرين والأصوليين الإسلاميين وليس الدين نفسه».
وأكد «الخمايسي»، أن هؤلاء الكتاب أصحاب تلك النظريات في النهاية يحدثون أنفسهم، فالشعوب نفسها تسخر منهم ولا تعرف بعضهم من الأساس.