بهجت العبيدي يكشف عن معوقات المصالحة المصرية التركية
قال بهجت العبيدي الكاتب المصري المقيم بالنمسا، أن عودة العلاقات بين مصر وتركيا إلى ما كانت عليه قبل تلك الأزمة التي ألمت بمنطقة الشرق الأوسط بسبب ما أُطْلق عليه الربيع العربي والذي انحازت فيه القيادة التركية بشكل "وقح" واضح وصريح إلى جماعة الإخوان المسلمين من الصعوبة بمكان كبير.
وأضاف بهجت العبيدي إن القيادة التركية تعاملت بصلف غير مستغرب مع الأحداث وحاولت أن تقدم نفسها كقوى عظمى في المنطقة متجاهلة القدرات الكبيرة للدولة المصرية، رغم ما كانت تمر به البلاد، وكذلك الأهمية الكبيرة لدول المنطقة الداعمة لمصر مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وعموم دول الخليج العربي، هذا المظهر الذي حاولت أن تصدره تركيا جعلها منبوذة في عين الكثير من أبناء الشعب العربي من ناحية، وجعلها هدفا لتحركات المحور المصري السعودي الإماراتي من ناحية أخرى.
وذكر بهجت العبيدي أن ما تقدمه تركيا من عربون لإعادة العلاقات مع مصر غير كافٍ بالمرة، لا لإرضاء الرأي العام المصري، ولا للقيادة السياسية حتى اللحظة، فمن ناحية الرأي العام المصري، فإنه يتخذ حتى اللحظة من تركيا عدوا للدولة المصرية الوطنية.
ويرى أنها آوت ومازالت تؤوي العديد من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وقدمت لهم دعما ماليا كبيرا وفتحت لهم المنصات الإعلامية للنيل من الدولة الوطنية المصرية، وأن ما تتخذه من إجراءات في هذا الجانب من إغلاق لهذه المنصات ومن الطلب لبعض عناصر جماعة الإخوان بمغادرة تركيا والبحث عن ملاذات آمنة لهم، غير كاف من منظور عموم أبناء الشعب المصري الذي يطالب بتسليم هذه العناصر التي عادت أبناء الشعب المصري قبل تعادي القيادة السياسية.
وأكد العبيدي أن هناك ملفات شائكة تدعم رؤيتنا بصعوبة عودة العلاقات المصرية التركية بشكل تام، ويأتي على رأس هذه الملفات الملف الليبي الذي اتخذت فيه مصر على لسان رئيسها عبد الفتاح السيسي خطا أحمر ممنوع الاقتراب منه وهو ما أرغمت تركيا نفسها بالالتزام به، ولكنها في ذات الوقت تتواجد بقوات لها على الأرض الليبيبة وتدعم المليشيات الإسلامية في ليبيا، وتتخذ موقفا مغاير للموقف المصري، إضافة إلى اتفاقية ترسيم الحدود التركية الليبية، التي وقعتها تركيا مع حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة والتي رفضتها كل من مصر واليونان، حيث أكدت الخارجية المصرية في حينه على لسان وزير الخارجية سامح شكري أن "حكومة الوحدة" المنتهية ولايتها في طرابلس لا تملك صلاحية إبرام أية اتفاقات دولية أو مذكرات تفاهم".
ويواصل العبيدي أن مصر ترفض أيضا رفضا قاطعا تدخلات تركيا العسكرية في كل من العراق وسوريا، ولعل البيان الذي صدر عن الخارجية المصرية عقب اللقاء الذي جمع الرئيس السيسي بأرودغان برعاية الأمير القطري والذي عبرت فيه مصر عن موقفها الواضح الرافض لأي تدخل خارجي عسكري كان أو غير عسكري في الشأن العراقي أو السوري إنما كان رسالة واضحة لتركيا من أن التقارب مع مصر لا يعني أي تفريط في الثوابت المصرية. وأن عليها قبل كل شيء احترام الثوابت المصرية والعربية.