رئيس التحرير
خالد مهران

تفاصيل استجواب كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض بشأن كورونا

كورونا
كورونا

حاول الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض، المراوغة والتنصل من مسؤوليته بشأن تزكية الدراسة التي أدت إلى انتشار الادعاء بأن عقار هيدروكسي كلوروكين «hydroxychloroquine»، غير ذي تأثير فعال في علاج فيروس كوفيد 19 المتسبب في وباء كورونا، وهي الدراسة التي تم التراجع عنها فيما بعد بسبب ثبوت خطئها.

تجربة مخيفة.. فاوتشي يتحدث عن استلامه "مسحوقا مريبا" | سكاي نيوز عربية
أنطوني فاوتشي

فاتوشي يراوغ العالم بشأن كورونا

ونفى فاوتشي تذكره أية أسماء أو تفاصيل بشأن الدراسات التي اعتمد عليها في للحديث عن عدم فاعلية دواء هيدروكسي كلوروكين، في علاج كورونا.

وتم استدعاء فاوتشي للإدلاء بشهادته تحت القسم في الدعوى القضائية التي رفعها المدعى الجمهوري عن ولاية ميزوري، إريك شميت "Eric Schmitt"، ونظيره عن ولاية لويزيانا جيف لاندري "Jeff Landry"، ضد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

اتهامات جمهورية

واتهم النائبان الجمهوريان شميث ولاندري، مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى، بالتعاون مع شركات تويتر ويوتيوب، وميتا التي تمتلك فيسبوك، لفرض رقابة على الآراء التي تتعارض مع موقف إدارة بايدن، بشأن كورونا.

وأصدر شميت، يوم الإثنين الماضي، نسخة كاملة من شهادة كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض، والتي كشفت أن فاوتشي قال إنه استند في ادعائه بشأن هيدروكسي كلوروكين، إلى عدد من الدراسات، لكنه لم يستطع تذكر أسمائها أو تفاصيلها عند الضغط عليه تحت القسم.

قرار بشأن "هيدروكسي كلوروكين" خلال 24 ساعة | سكاي نيوز عربية
عقار هيدروكسي كلوروكين

تفاصيل استجواب فاوتشي بشأن كورونا

وخلال السنوات الأولى لتفشي الوباء على مستوى العالم، أصبح استخدام هيدروكسي كلوروكين كعلاج لكوفيد، مثيرًا للجدل، وعندما سأل المحامي العام في ميزوري جون سوير، الدكتور فاوتشي عن سبب رفضه الادعاءات القائلة بأنه يمكن استخدام هيدروكسي كلوروكين لعلاج كورونا، أجاب فاوتشي بأنه "ليس هناك أي دليل على الإطلاق يثبت أن هيدروكسي كلوروكين كان فعالًا ضد فيروس كورونا". 

وأضاف: "بعد ذلك، تم نشر أوراق بحثية تظهر عدم وجود تأثير لدواء هيدروكسي كلوروكين". وسأل سوير فاوتشي مجددًا: "من وجهة نظرك، هل هذا يندرج ضمن المعلومات الخاطئة أو المضللة، التي قد تتسبب في خسائر بالأرواح والتي أشرت إليها سابقًا". 

وأجاب أنتوني فاوتشي: "الادعاء، الذي لا يستند إلى أدلة، يأتي بالإضافة إلى البيانات السريرية الواضحة التي تظهر أن هيدروكسي كلوروكين غير فعال". 

وتابع: "إذا روج شخص ما لمفهوم يقول إن هيدروكسي كلوروكين فعال للغاية ويجب أن يتناوله الناس بناءً على تلك المعلومات، وهو أمر غير صحيح، فستكون هذه معلومات خاطئة أو حتى معلومات مضللة يمكن أن تدفع الناس إلى تناول دواء لا يساعدهم على التعافي من المرض، وقد يؤذيهم". 

وخلال الإدلاء بالشهادة أشار سوير إلى مقال نشرته صحيفة "بوليتيكو" في مايو 2020 بعنوان "فاوتشي: هيدروكسي كلوروكين غير فعال ضد كورونا". 

وجاء في المقال: "تأتي تصريحات فاوتشي بعد أيام من نشر مجلة لانسيت الطبية دراسة شملت 96 ألف مريض، وخلصت إلى أن هيدروكسي كلوروكين ليس له أي تأثير على كوفيد وربما يتسبب في بعض الضرر". 

وسأل سوير أنتوني فاوتشي: "هل كان هذا ما استندت إليه في تصريحاتك بأن البيانات العلمية أصبحت الآن واضحة تمامًا، بشأن عدم وجود فاعلية لدواء هيدروكسي كلوروكين؟".

وأجاب فاوتشي: "يمكن أن يكون الأمر كذلك مرة أخرى، فإنه بالعودة بضع سنوات إلى الوراء، فإن ذلك يبدو متوافقًا تمامـًا، لذلك ربما هذه هي الدراسة التي كنت أشير إليها، ولكنني لست متأكدًا بنسبة 100%".

فيروس كورونا
فيروس كوفيد 19 ـ كورونا تحت المجهر 

ووفقًا لنص الشهادة، طلب سوير من أنتوتي فاوتشي مراجعة نسخة من دراسة مجلة "لانسيت" الطبية، مشيرًا إلى أن تاريخ النشر كان 22 مايو 2020، أي قبل خمسة أيام من نشر مقال صحيفة "بوليتيكو"، وأشار سوير أيضًا إلى أن المجلة سحبت الدراسة، بسبب عدم دقة البيانات الواردة بها.

وسأل سوير الدكتور أنتوني فاوتشي مجددًا: "هل كنت تعلم أنه تم سحب الدراسة في ذلك الوقت؟ وهل تتذكر أي شيء عن الأمر؟"، فرد فاوتشي: "لا أتذكر أنه تم سحب الدراسة، ربما سمعت في ذلك الوقت أنه تم التراجع عن المعلومات الواردة بها، لكنها لم تكن الورقة البحثية الوحيدة التي تناولت فاعلية هيدروكسي كلوروكين". 

وتابع سوير استجوابه قائلًا: "هل كان رأيك يستند إلى دراسات أخرى أيضًا؟"، فقال كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض: "عند التفكير في الماضي، فإن رأيي في تأثير عقار هيدروكسي كلوروكين ضد كورونا، استند إلى مجموعة من البيانات الواردة في عدد من الدراسات، لكن لا أتذكر على وجه التحديد هذه الدراسات الآن". 

وفي الرابع من يونيو 2020، سحبت مجلتان طبيتان مؤثرتان وهما: "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن"، و"لانسيت"، الدراسة لأن ثلاثة من مؤلفيها لم يتمكنوا من إكمال مراجعة مستقلة للبيانات التي تدعم تحليلهم". 

وقالت مجلة "لانسيت" في بيان في ذلك الوقت: "نتيجة لذلك، خلُص الباحثون إلى أنهم لم يعد بإمكانهم ضمان صحة مصادر البيانات الأولية في الدراسة".