Israel out
بالتفاصيل.. مونديال قطر يكشف أكذوبة التطبيع مع إسرائيل
قبل انطلاق مونديال قطراعتقدت إسرائيل أن هذا المونديال سيكون فاتحة خير عليها وعلى مشروعها في المنطقة، وأنه سوف يفتح الباب أمام التطبيع الشعبي العربي معها، والذي كانت تحلم به منذ قيامها، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، بعد أن أثبت مونديال قطر أن التطبيع العربي مع إسرائيل مجرد إكذوبة، وأن هذا التطبيع هو تطبيع رسمي فقط، وأن هناك رفض عربي شعبي واسع لوجود إسرائيل أو دمجها في المنطقة، كما كانت تخطط إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
عام 2017، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة له ألقاها أمام الكنيست الإسرائيلي، أن الحاجز الذي تصطدم به إسرائيل وتخشاه دائما أمام توسيع علاقاتها مع جيرانها من الدول العربية هو الشعوب العربية.
بشهادة وسائل الإعلام العبرية:
مونديال قطر يكتب شهادة وفاة مشروع «دمج إسرائيل» في المنطقة
صحيفة عبرية: الشعب المصري لا يزال أكثر العرب عداء لإسرائيل
صحفي إسرائيلي ينكر انتماءه للدولة العبرية خوفا من المشجعين العرب
تعليمات للإسرائيليين في الدوحة بعدم اظهار هويتهم أو ارتداء القلنسوة اليهودية
المونديال وضع الإسرائيليين أمام حقيقة مؤلمة جدًا
الإسرائيليين تعرضوا للإزدراء والتجنب والاستهزاء من العرب
صفعة مدوية على الوجه الذين كانوا يظنون أن التطبيع مع الدول العربية ليس سوى مسألة وقت
صحفى إسرائيلي: نحن محاصرون بالعداء وغير مرحب بنا
صحيفة فرنسية: المناخ العدائى السافر الذي أحاط بالمشجعين الإسرائيليين فى قطر هو تكذيب لفكرة أن القضية الفلسطينية لم يعد بها وجود
تعرض مشروع «دمج إسرائيل» في المنطقة العربية الذي بدأ في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لضربة موجعة في مونديال قطر، بعد أن رفض المشجعين العرب التعامل مع الإسرائيليين الذين جاءوا للدوحة ليس من أجل تغطية ومشاهدة المباريات بل من أجل التطبيع الشعبي مع الجماهير العربية، وكذلك رفع الجماهير العربية أعلام فسلطين خلال مباريات المونديال، وهو بمثابة استفتاء شعبي عربي على دمج إسرائيل في المنطقة.
القصة بدأت، عندما عبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن انزعاجها الشديد من تفاعل الجمهور العربي مع المراسلين والمشجعين الإسرائيليين الذين حضروا لقطر لتغطية وحضور كأس العالم.
وقال مقال في صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية بعنوان "المونديال في قطر مرآة للإسرائيليين: لا يحبوننا ولا يريدوننا أيضًا"، إنّ "المونديال في قطر وضع إسرائيل، أمام واقعٍ وحقيقة مؤلمة جدًا للإسرائيليين".
وأوضح المقال، أنّ الإسرائيليين "شاهدوا للمرة الأولى المتحمسين من الخليج، وتجربة الرفض والتجاهل والكراهية وعدم قبول الإسرائيليين في بلد مسلم عربي".
وأشار المقال إلى أن "كل من يزعم أن سكان دول الخليج ليس لديهم عداء تجاه إسرائيل، قد رأوا أنهم تعرضوا للخداع وشاهدوا حقيقة مختلفة".
وتابع قائلًا إن "مراسلي الأخبار في المحطات الإسرائيلية سافروا بحماسة إلى قطر، وأقاموا الكاميرات وانتظروا قدوم عدد من العرب المقيمين في الخليج والدول العربية الأخرى ليمتدحوا إسرائيل، لكن سرعان ما وجدوا أنفسهم يتعرضون للازدراء والتجنب والاستهزاء من هؤلاء العرب".
ووصف ما تعرض له المراسلون الإسرائيليون من إذلال واضطرار إلى الكذب وإخفاء هويتهم فقال: "من المخجل رؤية صحفي إسرائيلي يتوسل ويعانق من يجري معه مقابلة على الهواء مباشرة لحضه على قول كلمة طيبة عن إسرائيل، ليتبين أنهم يعتبرون أنه لا يوجد إسرائيل بل فلسطين فقط".
وأضاف المقال "حقًا هذه صفعة مدوية على الوجه لمن يظن أن التطبيع في متناول اليد، وأن التطبيع مع الدول العربية ليس سوى مسألة وقت".
وقال إن "سلوك المواطن العربي العادي تجاه إسرائيل يشير إلى عداء يزيد عمره على 70 عامًا، ويشير إلى أصل أصل المشكلة لا يزال حيًا ويركلنا ويصفعنا بشدة".
وأكد المقال أن هذا هو الواقع والحقيقة، وأن "على من لا يريد أن يراها أن يغمض عينيه، لكن الواقع المر والصعب، وفي نظري المؤلم، هو أنه إذا لم تحل القضية الفلسطينية بطريقة ما ومقبولة من جميع الأطراف، فنحن لسنا ولن نكون موضع ترحيب في الدول العربية، ولا حتى في البلدان التي أبرمت معها اتفاقيات تطبيع".
وأشار إلى أنه "يكفي النظر إلى اتفاقيات التطبيع مع مصر لنفهم كيف لم نحرز تقدمًا في مواجهة الشعب المصري، الذي لا يزال أكثر العرب عداء لإسرائيل، وبقينا على المفهوم الخطأ نفسه من الاتفاقيات بين قادة الدول فقط".
يقول بعض الخبراء والمحللين، أنه في الوقت التي تهرول فيه الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل، يأتي مونديال كأس العالم في قطر، لإثبات رفض الشعوب العربية التطبيع مع الاحتلال، ودعمهم للشعب الفلسطيني، وهو ما سبب صدمة في إسرائيل.
وتداول نشطاء عدد من مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بهذا الموضوع، وتؤكد رفض المشجعين العرب التعامل مع الإسرائيليين في قطر،الأول فيديو لمراسل قناة 12 العبرية، وهو يحاول التحدث مع مشجعيين لبنانيين في قطر، حيث رفضوا الحديث معه، وقالوا له «لا يوجد إسرائيل، توجد فلسطين فقط»، فيديو أخر، تظهر فيه جماهير عربية وهي تهتف ضد مذيع إسرائيلي قائلة له:«يلا يلا يلا.. إسرائيل بره».
وفيديو يظهر قيام صحفي إسرائيلي بإنكار انتماءه للدولة العبرية عندما سأله أحد المشجعين عن بلده، حيث قال إنه من الإكوادور، بينما هتف صاحب الفيديو أمامه بقوله Free Palestine للتأكد من هويته، فاضطر الصحفي الإسرائيلي لترديد نفس الهتاف حتى لا ينكشف أمره، وتبين بعد ذلك أنه الصحفي الإسرائيلي راز شاشنيك، الذي غرد قائلًا: «بعد عشرة أيام في الدوحة، من المستحيل عدم إطلاعكم على ما نمر به هنا، نحن لا نريد التجميل، نشعر بالكراهية، نحن محاصرون بالعداء، نحن غير مرحب بنا».
الكاتب والمفكر الدكتور شريف الشوباشي، قال من خلال صفحته على «الفيس بوك»، أن مقال مهم نشر فى مجلة "ماريان" الفرنسية لصحفية فرنسية معروفة اسمها مارتين جوزلان «كنت على اتصال بها وانا مدير مكتب الأهرام فى باريس» تؤكد فيه أن المناخ العدائى السافر الذى أحاط بوجود بضعة آلاف من المشجعين الإسرائيليين فى قطر على هامش كاس العالم هو تكذيب لفكرة أن القضية الفلسطينية لم يعد بها وجود، وأن الشعب العربى أصبح يتبقل إسرائيل كصديق أو على الأقل كدولة جارة عادية وخاصة بعد التوقيع على اتفاق "إبراهام" منذ أعوام قليلة.
وتصف الصحفية ردود أفعال الشعب القطرى ومشجعى الدول العربية الأخرى مثل تونس والمغرب بأنها كانت عدائية تجاه الإسرائيليين وخاصة الإعلام الإسرائيلى، لدرجة أن الأمن الإسرائيلي وضع دولة قطر في الدرجة 3 من الخطورة بالنسبة للسائحين الإسرائيليين مثلها مثل لبنان وإيران وأن هناك تعليمات لمن بقى من الإسرائيليين فى قطر بتوخى الحذر وعدم الكشف هويتهم وألا يتحدثوا اللغة العبرية ولا يرتدوا "ألكيبا"، وهى القلنسوة اليهودية المعروفة وأن يعطوا أي جنسية اخرى لدى سؤالهم عن جنسيتهم.
وتختتم الصحفية مقالها بأن عودة نتنياهو إلى الحكم مع استناده إلى عناصر متطرفة وعنصرية «كما تقول» لن يؤدى إلى تحسين الأوضاع بل سيزيدها سوءا.
بعد مرور أكثر من 45 عاما على معاهدة السلام:
المصريين يرفعون شعار « لا للتطبيع»
محمد رمضان كشف حجم كراهية المصريين لإسرائيل
دراسة عبرية: نقابات مصر هي العقبة المركزية أمام التطبيع مع إسرائيل
كاتب: الرفض الشعبي لإسرائيل صار مؤكدا بعد مرور أكثر من 45 عاما على بدء العلاقة الرسمية
«فهمي»: إسرائيل فشلت في إقامة سلام شعبي مع مصر
«عسيلة»: الوصف الأكثر تعبيرا عن العلاقات المصرية الإسرائيلية لا يزال هو تعبير السلام البارد
بعد مرور أكثر من 4 عقود على إبرام اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، لا زال الشعب المصري بكل طوائفة وانتماءاته وأحزابه ومثقفيه يرفض وبشكل قاطع التطبيع الشعبي مع الكيان الصهيوني.
والمثال الصارخ على الرفض الشعبي المصري للتطبيع مع إسرائيل هو الحملة الشعواء التي تعرض لها الفنان محمد رمضان، بسبب ظهوره مع عدد من الفنانيين والشخصيات الإسرائيلية، وصلت لحد المطالبة بشطبه من قائمة نقابة المهن التمثيلية التي ترفض التطبيع مع إسرائيل.
كما قررت نقابة الصحفيين مقاطعة أخبار الفنان محمد رمضان ومنع نشر إسمه أو صورته، وأصدرت النقابة بيانًا جاء فيه: "تابع مجلس نقابة الصحفيين عن كثب، ردود الأفعال الشعبية الرافضة والغاضبة تجاه ما قام به الممثل محمد رمضان بلقائه في مدينة دبي بشخصيات تنتمى إلى الكيان الصهيوني، مخالفا بذلك قرار اتحاد المهن الفنية برفض كافة أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال."
وأضاف البيان أن مجلس نقابة الصحفيين، "إذ يدين مخالفة المدعو محمد رمضان لقرارات النقابات المهنية المصرية بحظر كافة أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال واستفزازه لمشاعر الشعب العربي، فإنه يحيي قرار مجلس اتحاد النقابات الفنية بإيقافه وإحالته إلى التحقيق."
وتابع البيان: "وأصدر مجلس نقابة الصحفيين قرارا ملزما لأعضاء الجمعية العمومية بمقاطعة أخبار الممثل محمد رمضان، وعدم نشر اسمه أو صورته في أي منصة صحفية لحين انتهاء التحقيق معه في نقابته، ويؤكد المجلس أن مخالفة قرار مقاطعة هذا الممثل، ستخضع مرتكبها للمسائلة التأديبية وسيحال فورا إلى لجنة التحقيق النقابية."
واختتمت النقابة بيانها بالقول: "وفي هذا الاطار يجدد مجلس نقابة الصحفيين تمسكه بجميع قرارات الجمعيات العمومية السابقة بحظر جميع أشكال التطبيع المهني والنقابي والشخصي مع الكيان الصهيوني حتى يتم تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة، وعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني."
وقالت دراسة حديثة قامت بها كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية، تحت عنوان« مدركات واتجاهات النخب المصرية على تويتر نحو قضية التطبيع العربى الإسرائيلى: دراسة تحليلية للتغريدات وتفاعل القراء معها»، أنه تم تحليل مدركات واتجاهات 16 من النخب المصرية على «تويتر» والتى قامت بتوظيف حساباتها للتعبير عن مواقفها حيال قضية التطبيع مع إسرائيل، وتنطلق الدراسة من الإطار النظرى المتعلق بنظرية المجال العام، وتوصلت إلى الرفض التام للنخب للتطبيع، وتأييد المتفاعلين لذلك.
وكشفت دراسة صدرت حديثا عن معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أن نقابات مصر هي العقبة المركزية أمام التطبيع مع إسرائيل.
وأكدت الدراسة، أن النقابات المصرية التي تضم ملايين العاملين ترفض تطوير علاقات مدنية مع إسرائيل منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي حتى الآن، رغم المصالح الاقتصادية الضخمة بين القاهرة وتل أبيب، والتي توسعت في السنوات الأخيرة في مجالات الطاقة والسياحة.
وأضاف معهد الأمن القومي الإسرائيلي، أن وسائل الإعلام المصرية تتناول العلاقات الاقتصادية مع تل أبيب بشكل متواضع خشية ردود فعل الرأي العام، لافتا إلى أن النقابات تمنع أعضاءها من التطبيع وتفرض عقوبات على من يخالف ذلك.
يقول عماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة الشروق، أن الصيغة المصرية مع إسرائيل حكومة وشعبا صارت واضحة للجميع، وبعد أكثر من ٤٥ عاما من بدء العلاقة الرسمية فإن الرفض المصرى الشعبى للعلاقات مع إسرائيل صار مؤكدا رغم كل محالات الإغراء والاختراق، وفى نفس الوقت فإن بعض المصريين صار يتفهم موقف الحكومات المصرية المتعاقبة فى استمرار العلاقة الرسمية الباردة.
وأضاف «حسين»، في مقال تحت عنوان « التطبيع.. بين ضرورات الحكومات ومحظورات الشعوب»، أن غالبية الشعب المصرى بنقاباته ومؤسساته وهيئاته ومجتمعه المدنى وفنانيه ومثقفيه ومبدعيه اتخذ موقفا واضحا ضد التطبيع إلا ما ندر، وصارت هناك صيغة واضحة خلاصتها أن للحكومات والدولة ضروراتها وللشعوب حريتها فى رفض هذا النوع من العلاقة مع عدو خاضت ضده مصر حرب وجود وما تزال ولكن بوسائل أخرى.
ويقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسيّة في الجامعة الأمريكية، أن هناك فرق واضح بين العلاقات الرسمية والشعبية بين مصر وإسرائيل، لافتا إلى أن إسرائيل فشلت في إقامة سلام شعبي مع مصر بسبب عدم قبول المواطن المصري ذلك، مؤكدا على أن النخبة المثقفة المصرية تقف حائط صد ضد أي محاولات للتطبيع الشعبي مع إسرائيل، مشيرا إلى أن المواطن المصري يرى أن التطبيع مع إسرائيل خيانة للقضية الفلسطينية.
يقول صبحي عسيلة، رئيس برنامج الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية - مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أنه رغم مرور ما يقرب من أربعة عقود على معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية الموقعة عام 1979، فإن الوصف الأكثر تعبيرا عن العلاقات المصرية - الإسرائيلية لا يزال هو تعبير السلام البارد، مشيرا إلى أنه ورغم المحاولات التي تبذلها إسرائيل لردم الفجوة بين المستويين الرسمي والشعبي في مصر إزاء العلاقة معها، لا يزال الموقف الشعبي حائط صد منيعًا يقف حائلا دون تطوير العلاقات المصرية - الإسرائيلية.
وأضاف «عسيلة»، باتت أى محاولة من جانب بعض المصريين لتجاوز ذلك الخط محفوفة بالمخاطر إلى درجة تحولت معها محاولات التطبيع مع إسرائيل أى شبه اللعنة التي تحل على صاحبها، مشيرا إلى أن غياب توجهات "سلامية" لدى الرأي المصري تجاه إسرائيل، ومن ثم محدودية القبول الشعبي لإسرائيل، يكمن تفسيره، في المقام الأول، في فشل إسرائيل ذاتها حتى الآن في الارتقاء بمنحنى قبولها في المنطقة، باعتبارها دولة يمكن، على الأقل، التعايش معها، نتيجة تعاملها المهين مع مقتضيات عملية التسوية.