رئيس التحرير
خالد مهران

ننشر نص موضوع خطبة الجمعة المقبلة بمساجد الأوقاف

النبأ

نشر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، نص خطبة الجمعة المقبلة، تحت عنوان: "محاسبة النفس.. ماذا قدمت لدينها ودنياها ووطنها؟".

وشددت وزارة الأوقاف على الأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن 10 دقائق للخطبتين الأولى والثانية.

ووضعت وزارة الأوقاف، خطة مكبرة لتدريب جميع أئمة المساجد على عملية بناء الخطبة العصرية الحديثة من ناحية المبنى والمعنى وفن الإلقاء، وأكد الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس القطاع الدينى، بوزارة الأوقاف، أن الدورة التدريبية ستشمل التركيز على ختام الخطبة وخاصة الدعاء بحيث يكون ملائم لموضوع الخطبة بعيدا عن المقدمات والخواتيم المحفوظة الطويلة، والتدريب على أن يٌلم الخطيب بموضوع الخطبة فى الوقت المحدد لها فى حدود 10 دقائق.

كما قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن القرآن الكريم تحدث حديثًا وافيًا عن صفات المتقين، يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"، موضحا التقوى هي: الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرّحيل.

 

صفات المتقين 

وتابع وزير الأوقاف في بيان صفات المتقين يقول سبحانه: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا الله فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا الله وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ*أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ"، فأخص صفاتهم هنا الإنفاق في السراء والضراء والعفو والإحسان وكظم الغيظ، وأنهم أوَّابون إلى الله (عز وجل).

ويقول سبحانه: "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ".

وأوضح وزير الأوقاف، أول صفاتهم هنا أيضًا بعد الإيمان بالله جل وعلا وملائكته وكتبه وأنبيائه، أنهم يؤتون المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، لا يبغون غير مرضاة الله (عز وجل) سبيلًا، قال تعالى: "إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا"، ويقول سبحانه في سورة البقرة: "الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"، فذكر ضمن صفاتهم أيضًا الإنفاق في سبيل الله: "وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ".

وشدد وزير الأوقاف، أن التقي الحقيقي لا يمكن أن يكون شحيحًا أو بخيلًا، لأنه يؤثر الباقية على الفانية، ويدرك معنى قول الله تعالى: "مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ الله بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، ثم إنهم لا يُصرون على معصية ولا يبقون عليها، فهم توَّابون أوَّابون رجَّاعون إلى الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: "إنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ".

وقيل إنما سُمي المتقون متقين؛ لأنهم اتقوا ما لا يتقيه غيرهم، حتى أن بعضهم كان يترك بعض الحلال مخافة أن تكون فيه شبهة حرام، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ" (متفق عليه).

وأكد وزير الأوقاف، هذه صفات المتقين، فما جزاؤهم؟ لا شك أن جزاءهم عند الله عظيم، حيث يقول سبحانه: "بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ"، ويقول تعالى: "إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" (التوبة: 4)، ويقول سبحانه: "هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ * جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ"، ويقول عز وجل: "إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ"، ويقول تعال: "إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا".