رئيس التحرير
خالد مهران

تقرير يكشف عدد 4 رؤوس من آل البيت في مصر

النبأ

كشف الباحث الصوفي مصطفى زايد، عن معلومة يغفل عنها الكثيرون من أهل مصر، تتعلق بموضع الرؤوس الأربعة المشرفة لآل البيت، حيث يظن البعض أن في مصر رأس الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما فقط في موضعها الحالي بمدينة القاهرة.

 

الرؤوس الأربعة الشريفة 

وكتب زايد من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، هناك موضع لأربعة رؤوس شريفة وهي:

أولا: رأس الإمام الحسين رضى الله عنه، وجثته في كربلاء بالعراق، ورأسه في حرم مشهده الأشهر بالقاهرة على التحقيق التاريخي والروحاني الأكيد عند أصدق المؤرخين، ولا عبرة أبدًا بأقوال المنكرين.

 

أمَّا المشهد المنسوب إلى الإمام الحسين بعسقلان بالشام، فهو الذي كان به الرأس قبل نقله إلى مصر، وأمَّا المشهد المنسوب إليه أيضًا بسوريا، فهو من المنازل التي أنزلوا الرأس بها، وهي تطوف البلاد، وهكذا بنيت على هذه المنازل عدة مساجد باسم الإمام الحسين؛ فهي من المساجد التَّذْكَارِيَّةِ، التي تقام بأسماء الأولياء تبركًا أو لسبب آخر غير دفنهم بها.

ثانيا: رأس الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين، وإليه ينسب المذهب الزيدي باليمن، وجثته مُثِّل بها، ولا يعرف للجثة مدفن على التحقيق، ومشهد رأسه هو المعروف باسم أبيه (سيدي علي زين العابدين) في الحي المعروف باسمه خلف حي السيدة زينب رضي الله عنها بالقاهرة.

 

أمَّا سيدي علي زين العابدين نفسه، فالمشهور أنَّه لم يدفن بمصر، بل بالمدينة المنورة، ولا شك أنَّ في هذا المشهد بمصر بركة الولد والوالد بفضل الله تعالى.

 

ثالثا: رأس سيدي إبراهيم الجواد بن عبد الله المحض، الملقب بالكامل أيضًا، ابن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي، وهو أخو محمد الملقب بـ (النفس الزكية)، قتله المنصور عام 145هـ، وطافوا برأسه حتى وصلوا به إلى مصر، فنصبوه في الجامع العتيق (جامع عمرو بن العاص) في ذي الحجة سنة 145هـ، فسرقه المصريون، ودفنوه خارج القاهرة في ذلك الوقت (أطراف القاهرة الآن)، وقد أقيمت زاوية صغيرة على المشهد الذي دفنت فيه الرأس، تحولت الآن إلى مسجد باقٍ بالمطرية حتى الآن، يسمى بجامع السيد إبراهيم، ويطلق عليه خطأ (جامع إبراهيم الدسوقي)، وجامع (إبراهيم بن زيد)، وكان يُسَمَّى عند العامة فيما مضى (مسجد التبرير)، وهو خطأ كما ذكر السَّخَاوِي وغيره، والصواب: (مسجد تبر)، وتبر أحد كبار الأمراء في حكومة (كافور الإخشيدي)، وهو الذي بنى هذا المسجد.

 

وذكر المقريزي في «خططه»: أن مسجد (تبر) خارج القاهرة، عُرِف قديمًا بالبئر والجميزة، والبئر والجميزة كانتا بجوار المسجد، ويقال: إن عيسى — اغتسل من هذه البئر، حينما جاء مع أمه طفلًا إلى مصر؛ هربًا من الروم.

 

وتسميه العامة خطأ أيضًا بمسجد التبن، والمسجد القريب من المطرية، وتعرف منطقته بمنطقة (السواح) حاليًا.

 

ويعاني المسجد الآن من الإهمال، واليوم الوحيد الذي يزدحم فيه الناس هو يوم الاحتفال بمولده في نهاية شهر رجب من كل عام، حيث تقام به حلقة ذكر، ويقدم الطعام للفقراء، وقد قام بعض التجار مؤخرًا بعمل قاعدة للضريح، وبناء مقصورة من (الألوميتال) بعد أن وصل المكان إلى حال سيئ، وبعض أهل الخير يمولون عملية لترميم (واجهة المسجد)، وإعادة بناء دار مناسبات، ومُصَلَّى للسيدات في مبنى جديد ملاصق للضريح.

 

وجدير بالذكر أنَّ الإمام أبا حنيفة النعمان رضى الله عنه قد أيَّد إبراهيم في ثورته هذه على المنصور، كما قام الإمام مالك بتأييد أخيه محمد الملقب بــ (النفس الزكية)، ولا يعرف لجثة إبراهيم بن عبد الله المحض مكان محقَّق رضى الله عنه، وفي مشهده نور وبركة ومدد.

 

رابعا: رأس محمد بن أبي بكر الصديق؛ فإنه في القاهرة بلا خلاف، والترجيح أنه بمشهده المعروف بشارع باب الوداع بمصر القديمة، وتنسب إليه عدة مشاهد أخرى بالقاهرة، لعلها الأماكن التي كان يُخْفَى فيها الرأس حتى ينقل من مكان إلى مكان، وما ينسب إليه من المشاهد بالأقاليم، فلعلها لغيره من الصالحين المتشابهين معه في الاسم، أو كانت كذلك من أمكنة إخفاء الرأس، أو للتبرك بالاسم أو للذكرى، كالمشهد المنسوب إليه بمنطقة (حيضان الموصلي) بحي الباطنية خلف الأزهر، ومشهد (ميت دمسيس) بالدقهلية، رحمه الله وغفر لنا وله ولمن كانوا معه أو كانوا عليه.