"النبأ" تفتح ملف التعدي على ورثة الأنبياء
منذ بداية العام الدراسي الجديد 2022/ 2023، والعديد من المدارس تشهد تعديات على المعلمين في عدد من دراس جمهورية مصر العربية، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى إصابات بالغة، سواء من الطلاب أو أولياء الأمور؛ الأمر الذي يُنذر بخطر كبير لا سيما أن العقوبة التي تُنفذ على الطلاب في هذا الصدد يراها البعض غير رادعة، وهي ما تسببت في انتشار تلك الأزمة.
وقد أثارت واقعة التعدي علي مديرة مدرسة بمركز دركنس التابع لمحافظة الدقهلية، غضب عدد كبير من الأهالي، فحينما تٌقدم طالبة على الاعتداء على معلمتها وبت روح الخوف والرعب في اوساط المٌعلمات والمدرسة دون تحرك المجتمع والمنظمات المدنية والاعلام لتجريم ورفض هذه الظواهر والتقليل من القيمة المعنوية للمعلم والتعليم وقدسية المكان الذي تم الاعتداء فيه على المعلمة.
علمت "النبأ" من مصادرها الخاصة أن هناك طالب بالصف الثالث الثانوي بمدرسة موسى عبدالشافي الثانوية المشتركة الكائنة بمركز دكرنس التابع لمحافظة الدقهلية قام بالإعتداء على مديرة المدرسة أثناء اليوم الدراسي.
وأضاف المصدر أن الطالب إعتدى على المديرة بسبب تغيبه طوال اليوم وبعض الطلاب الاخرين وتوجههم للمدرسة فى قرب ميعاد خروج الطالبات وإنتظارهم فى قطعة أرض تابعة للمدرسة ومعاكستهم وقد إشتكت عدد من الطالبات من ذلك.
وحينما حاولت مديرة المدرسة منعهم عن هذا التصرف المشين قام طالب بالإعتداء على المديرة بالشتائم أولًا ثم تطور الأمر للتشابك بالأيدي وضربها فى مناطق متفرقة من جسدها حتى تعرضت للإغماء ونقلت لمستشفي دكرنس العام.
بدأت أحداث الواقعة حينما قامت مديرة مدرسة تدعى "ف.س"، بتحرير محضر رقم 17498، ففى تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا، أثناء اليوم الدراسي، توجهت المديرة للإشراف على ري قطعة أرض يتم زراعتها تابعة للمدرسة فوجدت طالب بالصف الثالث الثانوي متغيب عن المدرسة منذ بداية العام الدراسي يدخل ناحية الأرض التابعة للمدرسة ومعه موتوسيكل ومجموعة من الطلاب قرب وقت خروج الطالبات، فتوجهت إليه وعاتبته للتواجد وقت خروج الطالبات بقصد معاكستهن وطلبت منه الدخول للمدرسة إلا أنه اعترض وسبها بشتائم وألفاظ خادشة، ثم اعتدى عليها بالضرب حتى سقطت مغشيًا عليها وتم نقلها فورا للمستشفي.
وأكد التقرير الطبي المبدئي إصابة مديرة المدرسة بكدمة بالساعد الأيمن وأخرى بالساعد الأيسر وكدمة أعلى الصدر من الأمام وخدوش بأعلى الظهر من الخلف وخدش بالرقبة من الأمام وخدوش بالخد الأيمن وكدمة أسفل العينين وخدش بجانب العين اليمنى.
وفي محافظة البحيرة وتحديدًا في كفر الدوار وقعت حادثة مشابهة فقد تم الاعتداء علي معملة بالضرب من قبل ولى أمر تلميذ بالمدرسة.
بدأت أحداث الواقعة حينما تم الابلاغ عن إختفاء طالب بعد عودة المدرسة فظنت المعلمة إنه تائه في أحد فصول المدرسة وقد تم إغلاق الفصل عليه دون قصد فذهبت للمدرسة بحثًا عنه، وفوجئت به يقوم بضربها وسبها، وقد تم العثور علي الطالب والذي تبين أنه أخطأ وركب أتوبيس آخر غير أتوبيس المدرسة، وبعدها قام ولى الأمر بضرب المدرسة وأصيبت فى فكها وحوالى 100 غرزة فى وجهها، وحُرر محضر بالواقعة.
وفي هذا الشأن قالت هبه.م، ولى أمر طالبة: أنه لا بد من قانون رادع يحمي المعلمات فى المدرسة فهو كولى أمر تحترم المعلمات كثيرًا ولكن غيرها لا بيفعل ذلك.
وتؤكد نوسه.س، معلمة جغرافيا بالمرحلة الإعدادية أنه لاتوجد قوانين رادعة للحفاظ على كرامة المعلم ومنذ منع ضرب الطلاب في المدرسة وأصبح الأمر خارج عن السيطرة فمن أمن العقاب أساء الأدب فكما يتم حماية الطلاب ومنع ضربهم لا بد من وضع قانون رادع للحفاظ على هيبة المعلم وعودته لمكانته الصحيحة.
عقوبة التعدى على المدرس داخل مدرسته
وبسؤال محمد أحمد، محامى بالنقض عن عقوبة الإعتداء علي مدرس أثناء تأديه عمله، أكد أن قانون العقوبات واجه ظاهرة الاعتداء على المدرسين حيث نص على أنه كل من تعدى على أحد الموظفين العموميين أو رجال الضبط أو أي إنسان مكلف بخدمة عمومية أو قاومه بالقوة أو العنف أثناء تأدية وظيفته أو بسبب تأديتها يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة شهور أو بغرامة لا تتجاوز مائتي جنيه مصري.
وتابع أنه إذا حصل مع التعدي أو المقاومة ضرب أو نشأ عنهما جرح تكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على سنتين أو غرامة لا تتجاوز مائتي جنيه مصري.
وأضاف: إذا حصل الضرب أو الجرح باستعمال أية أسلحة أو عصي أو آلات أو أدوات أخرى أو بلغ الضرب أو الجرح درجة الجسامة المنصوص عليها في المادة 241 تكون العقوبة الحبس.
ومن جانبه تقدم النائب أحمد حمدي خطاب، عضو مجلس النواب عن حزب النور بدائرة كفر الدوار، ببيان عاجل إلى رئيس مجلس النواب مُوَجهًا لرئيس مجلس الوزراء ووزير التربية والتعليم والتعليم الفنّي، وذلك بشأن واقعة التعدي على المدرسين والإداريين بالمدارس،.
وقال "حمدي" - في بيانه-: إن ما حدث من إهانات وسبٍ وقذفٍ بالألفاظ النابية وتعدٍ بالضرب المُبرح من الطلاب وأولياء أمورهم على المدرسين والإداريين بالمدارس في صورة أبشع ما تكون، وما حدث من تعدٍ وحشيّ على سكرتيرة المدرسة أدّى إلى تلفٍ بالعين اليسرى وجروح بالوجه والرأس استدعت ما يقرب من مائة غرزة جراحية، يحتاج إلى تغليظ العقوبة وتطبيقِها فوريًا.
وتساءل "حمدي" إلى متى ستستمر سيناريوهات إهانة المعلمين سواء بالسخرية أو التعدي بالسب والقذف والضرب؟ أين دور الوزارات والهيئات المعنية بعودة هيبة المعلم مرة أخرى؟، مطالبًا وزارات الثقافة والإعلام والأوقاف والتربية والتعليم بالقيام بدورهم فى هذا الشأن، من تغليظ عقوبات التعدي على المعلمين وسرعة تنفيذها، حتى تكون رادعًا لكل من تُسوِّل له نفسه ارتكاب مثل ذلك الفعل.