الدكتور علي عبد النبي لـ«النبأ»:
إسرائيل تتمنى السيطرة على غاز شرق المتوسط وأطماع أردوغان ستفشل
قال الدكتور على عبد النبي، خبير الطاقة والبيئة، نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق، أن ترسيم الحدود بين دولتين يتطلب أخطار الأمم المتحدة لكى يأخذ الشرعية الدولية، مشيرا إلى أن مصر قامت بترسيم الحدود مع قبرص واليونان وإسرائيل فى شرق وشمال البحر الأبيض المتوسط، وهذا يعنى أن ترسيم الحدود يتم بين مصر وحكومة دولة قائمة ومستقرة ولها ظهير شعبى ومعترف بها دوليا، لكن فى حالة ليبيا، أين هى حكومة الدولة الليبية التى تسيطر على كامل أراضى ليبيا ؟، الآن الأوضاع متردية فى ليبيا، هناك حكومتان، وبينهما نزاع عسكرى، وليس هناك بارقة أمل لحل المشكلة الليبية على الأمد القريب، وعلى مصر أن تحافظ على مصالحها، وخاصة وأن مصر فى حاجة شديدة لمصادر طاقة جديدة.
وأضاف «عبد النبي»، في تصريحات لـ«النبأ»، أن مصر فى احتياج لاستغلال ثرواتها وخاصة من الغاز الطبيعى، سواء كانت داخل الحدود الإقليمية أو الحدود الاقتصادية، مشيرا إلى أن مصر قامت بترسيم الحدود مع ليبيا على أساس الحدود الإقليمية، وهو ما يمثل امتدادا لحدود مصر البرية مع ليبيا، مؤكدا على أن هذا الترسيم يتوافق مع القانون الدولى، وسوف يحصل قرار الترسيم على الشرعية الدولية، وسيتم إجراء عمليات استكشاف وتنقيب بحرية كاملة عن الغاز الطبيعى وعن البترول داخل الحدود الإقليمية المصرية الغربية.
وشدد نائب رئيس المحطات النووية الأسبق، على أن مصر فى أشد الحاجة لمصادر طاقة جديدة "بترول أو غاز طبيعى"، مشيرا إلى أن حكومة من حكومات ليبيا قامت بترسيم الحدود مع تركيا، وهذا يعنى أن هناك تسابق وصراع على ثروات شرق المتوسط، وهذا يدل على أن هناك أطماع لدول أجنبية على هذه الثروات، فلا بد وأن تقوم مصر بالمحافظة على ثرواتها، ويعتبر حق من حقوقها، لافتا إلى أن منطقة شرق المتوسط غنية بالغاز الطبيعى، وحتى الآن لم يكتشف إلا فى حدود 10% من الاحتياطى لهذه الثروات، مشيرا إلى أن مصر تمتلك ساحل على البحر الأبيض المتوسط طوله 1000 كيلومتر، وهذا يدل على أن الاحتياطى المؤكد للغاز الطبيعى فى شرق المتوسط كمية كبيرة منه ملك لمصر، ولن تفرط مصر فى ثرواتها.
وأوضح خبير الطاقة والبيئة، أن احتياطى مصر من الغاز الطبيعى فى حدود 75 تريليون قدم مكعب، إذا كانت الاكتشافات من الاحتياطى المؤكد فى شرق المتوسط للغاز الطبيعى فى حدود 10% فقط، وأن 90% (أى فى حدود 1000 تريليون قدم مكعب) لم يكتشف بعد، وبالتالي على الأقل هناك 30% من الاحتياطى المؤكد (أى فى حدود 300 تريليون قدم مكعب) والذى لم يكتشف بعد، سوف يكون من نصيب مصر، أى واقع داخل الحدود الإقليمية والحدود الاقتصادية لمصر، وطبقا للقانون الدولى وشرع ربنا، يجب أن تحافظ مصر على حقوق شعبها، وتقوم بالاستكشاف والتنقيب داخل حدودها الإقليمية فى الحد الغربى المصرى مع دولة ليبيا، وأن تعمل على وقف أطماع أية دولة أجنبية.
وعن رأيه في الاتفاق الذي تم بين روسيا وتركيا لتحويل تركيا إلى بوابة لنقل الغاز إلى أوربا، وكيف سيؤثر هذا القرار على مساعي مصر للتحول إلى مركز إقليمي للغاز والطاقة، قال «عبد النبي»، أن موقع مصر الجغرافى والبنية التحتية المصرية تساعد مصر لتكون مركز إقليمى للغاز الطبيعى والطاقة، موقع مصر بين ثلاث قارات، قارة إفريقيا وفيها دول تنتج غاز طبيعى، وقارة أسيا وفيها دول الخليج تنتج غاز طبيعى ويتم تسيله وتصديرة إلى أوروبا عبر قناة السويس، والبترول عبر قناة السويس وعبر خط سوميد. ودول شرق المتوسط والتى يتم تسيل غازها الطبيعى فى مصر وتصديره إلى أوروبان مؤكدا أن تركيا لا تمتلك إلا أراضى فقط ليمر فيها أنابيب الغاز الطبيعى إلى أوروبا، ودول أوروبا بدأت فى الابتعاد وعدم الاعتماد على الغازالروسى، مشددا على أن تركيا لن تكون مركز إقليمى للغازالطبيعى، وأن مصر هى المرشحة لتلعب هذا الدور.
وعن رأيه في الاتفاقيات التي عقدها أردوغان مع ليبيا بخصوص ترسيم الحدود البحرية والتنقيب عن الغاز والنفط، أكد خبير الطاقة والبيئة، أن اتفاقيات ترسيم الحدود تتم بين الدول المشتركة فى المياه الإقليمية أو المياه الاقتصادية، وبالتالي كان يجب أن تقوم تركيا بترسيم الحدود مع هذه الدول أولا، ثم تقوم بترسيم الحدود مع ليبيا، مشيرا إلى أن ترسيم الحدود بين تركيا وليبيا كان بناء على تبادل المصالح، أى مقابل الدفاع عن حكومة الغرب الليبية، بالقوات المسلحة، مؤكدا على أن اطماع أردوغان فى غاز شرق المتوسط سوف تصاب بالشلل، لافتا إلى أنه لكي يحصل أردوغان على نصيب فى غازالمتوسط، لا بد وأن يسحب قواته أولا من ليبيا، ثم يأخذ موافقة مصر وقبرص واليونان وحكومة ليبيا الجديدة التى ستمثل الشعب الليبى وكامل الأراضي الليبية، مستبعدا نزاع مسلح على غاز شرق المتوسط، قائلا: «صعب جدا نشوب نزاع مسلح على غاز شرق المتوسط، بسبب إن الأمور واضحة كالشمس، وهناك من له حق ومن ليس له حق، تركيا يمكنها بالتراضى مع دول شرق المتوسط أن تأخذ نصيب من غاز شرق المتوسط».
وعن محاولات إسرائيل لتصدير الغاز لاوربا عبر أنانبيب، أكد «عبد النبي»، أن إسرائيل كعاداتها تتمنى أن تسيطر على منظومة غاز شرق المتوسط، وتتمنى أن يكون لها خط أنابيب مباشر إلى أوروبا، وكذلك تتمنى أن تقوم بتصدير نصيب قبرص واليونان من غاز شرق المتوسط من خلال هذا الأنبوب، لكن هناك مشاكل فنية سوف تقابل تنفيذ هذا الأنبوب، وكذلك مشكلة التكاليف العالية جدا، موضحا أن انضمام تركيا إلى منتدى غاز شرق المتوسط الذى اسسته مصر لا سيما بعد التقارب الاخير بين القاهرة وانقرة، يعتمد على الوضع السياسى لتركيا، وهل استراتيجية سياسة حكومة تركيا ستكون مقبولة من قبل دول شرق المتوسط؟، مؤكدا على أن البنية التحتية للغاز في مصر تؤهلها للتحول إلى مركز إقليمى الطاقة، مشيرا إلى أن موقع مصر الجغرافى والبنية التحتية المصرية تساعد مصر على ذلك، موضحا أن مصر تمتلك ساحل على البحر الأحمر طوله 1900 كيلومتر، وتمتلك ساحل على البحر المتوسط طوله 1000 كيلومتر، وتمتلك قناة السويس لمرور الغاز الطبيعى المسال القادم من دول الخليج والمتجه إلى أوروبا والبترول، وتمتلك كذلك خط سوميد للبترول، يستقبل البترول من موانى البحر الأحمر ويصدره لموانى البحر المتوسط، كما تمتلك مصانع إسالة الغاز الطبيعى واحد فى دمياط وواحد فى إدكو برشيدن وتمتلك كذلك خطوط أنابيب غاز طبيعى بطول 7000 كيلومتر.