القومي للبحوث يعرض أهم توصيات ندوة تأثير تغير المناخ على صحة الإنسان
عقد اليوم قسم التغذية وعلوم الأطعمة بمعهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومي للبحوث، ندوة بعنوان "تأثير تغير المناخ على الغذاء والأمن الغذائى وصحة الإنسان"، وذلك يوم الاثنين الموافق 9 يناير 2023.
تفاصيل الندوة
تحت رعاية الدكتور حسين درويش القائم بأعمال رئيس المركز القومي للبحوث والدكتور أحمد عبد السلام وكيل معهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية والقائم بأعمال عميد المعهد، وبرئاسة الدكتورة ضحى عبده محمد رئيس قسم لتغذية وعلوم الأطعمة ومقرر الندوة.
بحضور لفيف من العلماء والباحثين المهتمين بالتغذية والصناعات الغذائية من المراكز البحثية والجامعات المصرية المختلفة وشركات الصناعات الغذائية العاملة فى مجال المكملات الغذائية.
وعن تأثير التغيرات المناخية على الحالة الصحية للإنسان ودور التغذية السليمة في الحد من هذه التأثيرات تحدث الدكتور حسن حسونة أستاذ التغذية- قسم التغذية- المركز القومى للبحوث
بأنه ينتج من مراحل وخطوات إنتاج الغذاء العديد من غازات الاحتباس الحرارى التي تحجز حرارة الشمس وتساهم في تغير المناخ ويأتي الجزء الأكبر من غازات الاحتباس الحرارى المتعلقة بالغذاء من الزراعة واستخدام الأرض.
وهذا يشمل على سبيل المثال انبعاث غاز الميثان وأكسيد النيتروز وثاني أكسيد الكربون والانبعاثات الناتجة من العمليات الزراعية الأخرى.
وبصفة عامة تساهم الأغذية ذات المصدر الحيواني بأكبر نسبة من الانبعاثات من غازات الاحتباس الحرارى بينما المصادر النباتية بصفة عامة لها كثافة.
وأشار إلى أن غازات الاحتباس الحرارى أقل من الأغذية التي أساسها حيواني، ويمكن أن يؤثر تغير المناخ على صحة الإنسان عن طريق تغيير محتوى الغذاء من العناصر الغذائية عن طريق زيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
يحصل حوالى 76% من سكان العالم على معظم العناصر الغذائية اليومية من النباتات وبالرغم من ذلك يتسبب تغير المناخ بالفعل في حدوث موجات من الجفاف والفيضانات التي من الممكن أن تدمر المحاصيل الغذائية الأساسية وإذا كان هناك زيادة من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي فإنه يجعل هذه المحاصيل أقل قيمة غذائية وسوف يؤدى تغير المناخ إلى زيادة نقص التغذية من خلال زيادة انعدام الأمن الغذائي وما بين عامي 2030-2050 من المتوقع أن يتسبب تغير المناخ في حدوث ما يقرب من 25000 حالة وفاة إضافية كل سنة من سوء التغذية، الملاريا، الإسهال والإجهاد الحراري.
وتعرض بعض التقارير الانعكاسات المناخية على الصحة في مصر بتوقع زيادة الأمراض المزمنة والمعدية والعقلية وتأثر الأمن الغذائي.
ويمكن الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى من خلال تحسين خيارات النقل، الغذاء واستخدام الطاقة فيؤدى ذلك إلى تحسين الصحة خاصة من خلال تقليل تلوث الهواء.
ويتطلب خفض الانبعاثات من قطاع الغذاء تغيرات في كل المراحل من المنتجين إلى المستهلكين بتحويل النظم الغذائية إلى نظم غذائية نباتية، وتقليل كمية البروتين من أصل حيواني وتقليل الدهون المشبعة يمكن أن يؤدى إلى خفض كبير في انبعاثات غازات الاحتباس.
أما عن التغيرات المناخية وتأثيرها على المخ البشري، قال الدكتوريسر كاظم، أستاذ التغذية الطبية قسم التغذية بالمركز القومى للبحوث، إن ارتفاع درجة حرارة الأرض والطقس الحاد وارتفاع معدلات الرطوبة والتصحر من ضمن هذه التغيرات التي يعاني منها كوكب الأرض الذي نعيش عليه، وحيث إننا جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة فأي خلل بها يرتد علينا نحن البشر.
وتعتبر الأخطار الصحية على المخ البشري من أخطر هذه التداعيات، هذا المخ الذي يتحكم في قرارات وعلاقات ومزاج ونوم وحركة وجودة حياتنا.
فقد أثبتت الدراسات العلمية زيادة معدلات الإصابة بالأمراض العصبية والنفسية والعقلية والمناعية والالتهابات والميكروبات التي تصيب المخ كنتيجة مباشرة أو غير مباشرة للتغيرات المناخية كمثال ارتفعت معدلات الإصابة بجلطات المخ وإلا الزهايمر والقلق والاكتئاب والتوحد والأمراض المناعية التي تصيب المخ.
أيضا نتيجة لتلوث الماء والهواء والتعرض للموجات والإشعاعات الضارة يحدث خلل في نمو المخ منذ بداية تكوينه الجنيني ما أدى إلى زيادة معدلات التشوهات والأمراض الخلقية بالمخ، ومن المؤسف أن الأطفال هم أكثر عرضة للتأثر بهذه المشاكل الصحية.
وطالب أستاذ التغذية الطبية بالمركز القومي للبحوث، بنشر الوعي بالأهمية القصوى للتغذية الصحية التي تحتوي على مضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب وتصنيع مغذيات آمنة تعوض نقص الفيتامينات والمعادن الدقيقة، فقد ثبت أن معظم المشاكل الصحية الخاصة بالمخ تحدث بسبب زيادة معدلات الأكسدة والالتهابات بخلايا المخ وخلل الجهاز المناعي ونقص في المعادن والفيتامينات المفيدة وزيادة ترسيب المعادن الثقيلة والسموم وقلة شرب الماء النقي.
أما عن المصادر المبتكرة المستدامة للأمن الغذائي ضد التغيرات المناخية، أفاد الدكتور مصطفى جودة باحث بقسم التغذية بالمركز القومي للبحوث إن الأمن الغذائي، بما في ذلك اقتصاده وتوافره وخصائصه التغذوية، له تاريخ طويل مع تغير المناخ في العديد من المناطق الجغرافية في العالم.
وعلاوة على ذلك، ازداد الاهتمام العالمي في العقود القليلة الماضية بمصادر الاستهلاك الجديدة ذات الصلة الوثيقة بالأمن الغذائي العالمي والاتجاهات التغذوية ذات الصلة بالأغذية الوظيفية التي قد تقاوم العديد من أمراض سوء التغذية والتي تدعم الأمن الغذائي للعديد من دول العالم النامية.
على سبيل المثال استخدام البروتينات البديلة من مصادر نباتية بحرية آمنة وصديقة للبيئة مثل السبيرولينا (الطحالب الدقيقة الخضراء المزرقة) أصبحت جذابة للغاية للعديد من الدول المتقدمة والنامية.
وعلاوة على ذلك، ثبت أن عددا كبيرا من المواد النباتية النشطة بيولوجيا والمستخرجة من مخلفات زراعية لها فاعلية كبيرة في علاج العديد من الأمراض المزمنة غير المعدية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض العصبية والسرطان.
الأمر الذي يعزي لمزيد من الدراسات على هذه المواد لعلاقتها الوثيقة بالاستدامة الخضراء والأمن الغذائي والصحي العالمي.
وعن نظم الأغذية الزراعية واصلت الدكتورة سحر عبد الجيد عبد العزيز أستاذ مساعد الأغذية التطبيقية قسم التغذية بالمركز القومي للبحوث، أن التغيرات المناخية ونقص التغذية والسمنة تم وصفها بأنها وباء عالمى (الأوبئة التفاعلية).
وإنهما معًا يمثلان التحدي الأكبر لكل من صحة الإنسان والأرض، حيث يؤثران على جميع مناطق العالم ويتشاركان في دوافع مشتركة.
يعد تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي من العوامل الرئيسية التي تشكل أنظمة الأغذية الزراعية، من استخدام الموارد الطبيعية وإنتاج الغذاء إلى إمكانية الوصول إلى النظم الغذائية الصحية.
وحديثًا اعتمد أعضاء منظمة الأغذية والزراعة والأمم المتحدة مصطلح نظم الأغذية الزراعية للتأكيد على الاستمرارية من النظم البيئية وصولًا إلى استهلاك الأغذية والتخلص منها.
ويوضح هذا المصطلح الروابط بين تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي وسوء التغذية، باستخدام نهج يضع الغذاء في المركز باعتباره الرافعة الوحيدة الأقوى لتحسين صحة الإنسان والاستدامة البيئية.
ويؤثر كل مكون من مكونات أنظمة الأغذية الزراعية على تغيرات المناخ ومخرجات التغذية بطرق مختلفة ومن خلال جمع هذه المكونات معًا، يمكننا بناء أنظمة غذائية زراعية مرنة وشاملة ومستدامة.