«الروبوتات القتالية» تشارك في الحرب الروسية الأوكرانية
أعلنت روسيا على لسان المدير السابق لـ "روس كوسموس" دميتري روغوزين، أنها سوف تختبر الروبوت Marker القتالي، في منطقة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وقال روغوزين، عبر "تلغرام"، أن " الروبوت القتالي Marker اختبر كنظام أمان لقاعدة فوستوشني الفضائية، ما يوفر التحكم في محيطها الأمني، أما الآن فسيكون هنالك العديد من روبوتات Marker في منطقة التماس في دونباس".
وأوضح روغوزين مميزات الروبوت Marker، الذي يتمتع برؤية تقنية ونظام تحكم آلي، ويعمل بشكل مستقل في ظروف الحرب السيبرانية، والهجمات باستخدام موجات الراديو، ويؤدي مهامه القتالية بشكل مستقل، كما يستطيع تحديد أهداف العدو من مسافة 15 كم، ويستطيع تحديد أولوياته، بحيث يستهدف أهداف العدو في منطقة الهزيمة، بنيرانه الخاصة".
وتابع روغوزين، أن فريق التفتيش ينظم اختبارات جديدة للروبوت Marker، وسيتم إعلان نتائجها لاحقا.
وفي شهر سبتمبر الماضي ذكر مصدر مطلع لموقع «روسيا اليوم»، أنه تقرر تطوير نسخة جديدة من الروبوت "ماركر" لمساعدة القوات الروسية في إطار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
واشار المصدر في حديث لوكالة نوفوستي الروسية للأنباء، إلى أنه سيتم تطوير منصة الروبوت "ماركر" ليتمكن من تنفيذ مهام جديدة في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
ويقول المصدر، "تقرر تطوير مشروع "ماركر"، مع إبقاء كتلة ومقاسات المنصة الأساسية دون تغيير، مع توسيع وظائفه وقدراته، حيث سيقوم الروبوت "ماركر-2" على الأقل بثلاث مهام: الحماية، وإزالة آثار حالات الطوارئ، والقيام بمهام مساعدة في ظروف القتال، مع الأخذ بالاعتبار احتياجات القوات التي تحدد خلال العملية العسكرية الخاصة".
ووفقا للمتحدث، سلمت ثلاثة روبوتات "ماركر" إلى وزارة الطوارئ الروسية، حيث تتدرب وتتكيف حاليا للقضاء على حالات الطوارئ والوقاية منها، بما فيها إطفاء الحرائق بمختلف أنواعها.
وذكرت تقارير عسكرية، أن الجيش الروسي اختبر نوعين من أنواع الروبوتات القتالية، الأول هو الروبوت المتعدد المهام "أوران-9" الذي تم نشره بشكل محدود خلال العام 2018، وتم الإعلان بشكل صريح عن نتائج اختباره في سوريا خلال مؤتمر عقدته أكاديمية "كوزنتسوف" البحرية في سانت بطرسبورغ الروسية خلال نيسان/أبريل 2018.
وقد تم تقييم تجربة هذا النوع من الروبوتات بأنها حقَّقت نجاحًا محدودًا جدًا، إذ ظهرت مشاكل في آلية عمل المدفع الرئيسي الخاص بهذا الروبوت، وهو من عيار 30 ملم، وفشل في الاستجابة لأوامر التشغيل عدة مرات، وخصوصًا خلال الحركة، كما تعرض الاتصال بين وحدة التحكم والروبوت للانقطاع مرات عديدة، وتقلص مدى الاتصال بينهما إلى أقل من نصف كيلومتر، إضافةً إلى مشاكل أخرى في أجهزة التهديف والاستشعار.
وتم الكشف لأول مرة عن هذا الروبوت في أيار/مايو 2018 خلال عرض عسكريّ روسيّ، وتمّ تسليحه بمدفع أوتوماتيكي من عيار 30 ملم، إلى جانب صواريخ "أتاكا" المضادة للدروع التي يصل مداها إلى 6 كيلومتر، ومدفع رشاش من عيار 7.62 ملم. ويستطيع هذا الروبوت التزوّد بصواريخ مضادة للطائرات.
النّوع الثاني من أنواع الروبوتات القتالية الروسية التي تم اختبارها في سوريا هو كاسحة الألغام "أوران-6"، التي استعانت بها وحدات الهندسة العسكرية الروسية في عمليات نزع الألغام والعبوات المتفجرة في مدن مثل حلب وتدمر. وقد حقق نتائج مرضية خلال عمليات نزع الألغام في هذه المناطق.
وفي ضوء هذه التجارب، شرعت موسكو في ابتكار بعض الروبوتات الجديدة، ومنها الروبوت القتالي "ماركير"، الذي سيخضع العام المقبل لمرحلة الاختبارات النهائية قبل إدخاله إلى الخدمة رسميًا في الجيش الروسي، إذ تمّ تصحيح الأخطاء التي ظهرت في أداء الروبوت "أوران-9"، وخصوصًا مشاكل التعرف إلى الهدف وسرعة الاستجابة للأوامر. كما أنّ الروبوت الجديد قادر على التمييز بين المدنيين والعسكريين، وسيعمل بالتكامل مع مجموعة من "الدرونز" المصغرة التي ستساعده على وعي التهديدات المحيطة.
وإضافةً إلى ابتكار روبوتات جديدة، تعكف الصناعات الحربية الروسية على إحياء بعض مبتكرات الحرب العالمية الثانية، إذ تبحث في الوقت الحالي إمكانية تحويل أي عربة مدرعة في الترسانة الروسية، لتعمل بالتحكم عن بعد وبمحركات كهربائية. ومن أمثلة هذه المشاريع، مشروع تم الإعلان عنه في العام 2013، لتعديل ناقلات الجند المدولبة من نوع "بي تي آر-90"، لتصبح مسيّرة عن بعد، تحت اسم "كريمسك".
كما ذكرت تقارير في 2020، أن الجيش الأمريكي يخطط بحلول نهاية العام الجاري اختبار 4 نماذج جديدة من الروبوت القتالي "ريبسو أم 5"، تمهيدًا لإدخاله إلى الخدمة كأول روبوت قتالي ضمن الترسانة الأمريكية، وهو عبارة عن مركبة قتالية مجنزرة يبلغ وزنها 10 أطنان، وقد ظهر للمرة الأولى في معرض "أوسا 2018" للصناعات الدفاعية الذي عُقد في العاصمة الأميركية واشنطن في تشرين الأول/أكتوبر 2019، وهو من إنتاج شركة "تيكسترون" الأمريكية.
ومن مميّزات هذا الروبوت قدراته المتفوّقة على التحرك بسرعة ومرونة في كلّ التضاريس والأحوال الجوية، إذ تم تزويده بمحرك تبلغ قدرته 600 حصان يوفر له سرعة تصل إلى 96 كيلومترًا في الساعة.
كما أنهى الجيش الأمريكي مؤخرًا أول تجربة تشغيلية لعدة ناقلات جند مدرعة من نوع "أم 113"، تم تعديلها لتصبح عاملة بالتحكم عن بعد، وهي تجارب استمرت لمدة شهر كامل، بهدف جمع البيانات اللازمة، للمساعدة في تطوير الأسطول الأميركي المقبل من الروبوتات القتاليّة.
وتوقع بحث تم نشره في 2011، أن تسارع وتيرة التقدم العلمي، والتطور التكنولوجي، وعلوم البيولوجيا والنانو تكنولوجي، ستسهم في تطوير هذه الصناعة في المجالات المختلفة، وقد يأتي يوم نشهد فيه وجود جنود آليين أذكياء، يخوضون حروب الآخرين، جنود قد يصعب قهرهم أو يطورون ذكاءهم بأنفسهم، وعندها قد يصوِّبون اسلحتهم حتى إلى صانعيهم كما نرى في بعض افلام وقصص الخيال العلمي (science fiction).
وفي 2009 تم عقد مؤتمر ضم عددًا من الخبراء في تكنولوجيا الروبوتات من علماء أكاديميين ومهندسين وعسكريين لدراسة هذا الموضوع، أكد بعض العلماء والأكاديميين صعوبة ذلك في الوقت الحاضر، ولكن بعض الدراسات التي مولتها البحرية الأمريكية أكّدت ان التعقيدات في برامج صناعة الروبوت المقاتل، وحجم المعطيات التي زود بها لاتخاذ قرارات وخيارات ذاتية ذكية خلال المعركة، قد تجعله قادرًا في المستقبل على اتخاذ قرارات مستقلة، قد تكون معاكسة للأوامر التي تعطى له لاحقًا!.