تفاصيل زيارة «كاتم أسرار أردوغان» للسودان وليبيا
قام رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، بزيارة كل من السودان وليبيا، مما أثار الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام حول مغزى وتوقيت هذه الزيارة، لا سيما وأنها جاءت بعد أيام قليلة من زيارة رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل للخرطوم ولقاءه برئيس مجلس السيادة الفريق ركن عبد الفتاح البرهان، وحضور رئيس المخابرات العامة السودانية، الفريق أحمد إبراهيم مفضل، كما تأتي بعد أيام قليلة من قيام السودان بتجديد شكواه ضد مصر، أمام مجلس الأمن الدولي، فيما يتعلق بالسيادة على مثلث حلايب.
فقد ذكرت وكالة الأنباء السودانية "سونا"، أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، استقبل رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، الملقب بـ«كاتم أسرار أردوغان»، بحضور مدير المخابرات العامة، الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.
وبحسب الوكالة، فقد أكد البرهان خلال اللقاء "على متانة وأزلية العلاقات بين السودان وتركيا، وأن السودان يتطلع إلى تطويرها في كافة المجالات، بما يحقق مصالح البلدين"، موضحا أن زيارة الوزير التركي "تصب في إطار حرص البلدين على تطوير علاقات التعاون بينهما".
بدوره، أكد رئيس المخابرات التركي علي متانة العلاقات بين البلدين، وقال إن "زيارته للسودان كانت مثمرة وحققت أهدافها بشأن التعاون والتنسيق بين السودان وتركيا في القضايا ذات الاهتمام المشترك"، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السودانية.
وأضافت الوكالة السودانية أن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير باسم "حميدتي"، استقبل رئيس المخابرات التركية، بحضور الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، وهو ما أكدت وكالة الأنباء التركية "الأناضول"، الثلاثاء.
وبحسب الوكالة السودانية فقد "رحب حميدتي بزيارة رئيس المخابرات التركية، مؤكدا على عمق العلاقات التاريخية بين السودان وتركيا، وأهمية تعزيزها وتطويرها في كل المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة بين شعبي البلدين".
وقال حميدتي إن "العلاقات مع تركيا استراتيجية وأزلية، وإن السودان يوليها اهتمامًا خاصا"، حسب الوكالة السودانية، كما دعا "إلى ضرورة التعاون والتنسيق بشأن القضايا والملفات الثنائية والدولية، ذات الاهتمام المشترك".
ومن جانبه، أكد رئيس المخابرات التركية "اهتمام بلاده بتطوير علاقاتها بالسودان في جميع المجالات، مشددا على دعم تركيا للاتفاق الإطاري الموقع في البلاد، والجهود التي تحقق الاستقرار في السودان"، وجدد تأكيده على استعداد بلاده لمساعدة السودان، بما يحقق استقرارها، حسب ما نقلت عنه وكالة "سونا".
تأتي زيارة رئيس المخابرات التركية للسودان بعد أيام قليلة من زيارة رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل للخرطوم، والذي التقى خلالها بالفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، وفي جضورالفريق أول أحمد مفضل، مدير جهاز المخابرات العامة في السودان.
وقالت وسائل الإعلام السودانية، أن كامل، نقل رسالة شفوية لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي السوداني، من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتعلق بالعلاقات الثنائية، وسبل دعمها وتطويرها وترقية التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات.
من جانبه، أكد البرهان على أهمية العلاقات السودانية المصرية وضرورة تعزيزها وتمتينها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
كما تأتي زيارة رئيس المخابرات التركية للسودان، بعد أيام قليلة من قيام السودان بتجديد شكواه ضد مصر، أمام مجلس الأمن الدولي، فيما يتعلق بالسيادة على مثلث حلايب، حيث أرسل ممثل السودان الدائم في الأمم المتحدة الحارث إدريس رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي في 4 يناير الجاري.
وأبلغ في الرسالة، وفقا لموقع "سودان تربيون"، رئيس مجلس الأمن برغبة "حكومة السودان في إبقاء الرسالة المؤرخة في 1958 ضمن قائمة المسائل المعروضة على مجلس الأمن"، داعيا إلى تعميم الرسالة على بقية الأعضاء واعتبارها وثيقة من وثائق مجلس الأمن الدولي.
ما علاقة جزيرة سواكن؟
كما تأتي هذه الزيارة في ظل تقارير صحفية تتحدث عن وجود خلافات بين الخرطوم وأنقرة، حول اتفاق جزيرة «سواكن».
في 2017، وقع الرئيس السوداني عمر البشير مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتفاقية بشأن جزيرة سواكن السودانية في البحر الأحمر.
وبعد الإطاحة بحكم عمر البشير تحدثت تقارير عن قيام المجلس العسكري بالغاء اتفاقية «جزيرة سواكن»، التي عقدت بين تركيا والسودان في عهد الرئيس السوداني السابق عمر البشير.
وفي 2019، ردت وزارة الخارجية التركية، على التقارير الإعلامية التي ترددت مؤخرا عن قرار للمجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان بإلغاء اتفاقية "جزيرة سواكن" بين أنقرة والخرطوم، بعد الإطاحة بحكم عمر البشير.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي، في تصريح صحفي، إن "الأنباء الواردة في الإعلام حول إمكانية إلغاء الاتفاقية المبرمة بين تركيا والسودان بشأن جزيرة سواكن السودانية، لا تعبر عن الواقع".
وأضاف أقصوى أن "الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا)، تعمل على ترميم الآثار العثمانية الموجودة في الجزيرة"، وفقا لما نقلته وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمية.
وفي 2021 قال عضو مجلس السيادة السوداني محمد الفكي، أن السلطة الانتقالية ستنهي أي اتفاق يمس السيادة الوطنية ولا يحقق الفائدة للسودان، فهذا توجه عام للمرحلة القادمة، لافتًا إلى أن اتفاقية جزيرة سواكن ليست ببعيدة عن ذلك، حيث عمد النظام المعزول لفرض سياج من السرية على تفاصيلها.
وقال الفكي، إن "أمر البحر الأحمر يتم تناوله حاليًا وفق استراتيجية متكاملة، لا سيما أن سقوط نظام البشير جعل السودان يعود وترتفع أسهمه في المحيط الدولي".
وأضاف: "نتحدث الآن عن استراتيجية متكاملة للبحر الأحمر بداخلها سنعيد الرسم وتموضع عدد من الدول وحلفائنا وعلاقاتنا، ولعلكم سمعتم بحديثنا مع روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول، وستكشف عن تفاصيل هذه الخطة في وقت لاحق".
وذكر السوداني، أن موقفه الثابت يؤكد ضرورة مراجعة مثل هذه الاتفاقيات والجنوح إلى ما يحفظ مصلحة السودان وسيادته تماشيا مع العهد الجديد، مشددا على أن الدولة ماضية حاليًا في هذا الاتجاه.
رئيس المخابرات التركية في ليبيا
كما قام رئيس المخابرات التركية اليوم، الثلاثاء، بزيارة إلى العاصمة الليبية طرابلس، إلتقى خلالها برئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة.
وتأتي هذه الزيارة بعد أيام قليلة من لقاء رئيسا البرلمان الليبي عقيلة صالح والمجلس الأعلى للدولة خالد المشري، في القاهرة، في محاولة جديدة للتوصل إلى توافق حول قاعدة دستورية تسمح بالمضي نحو انتخابات عامة في البلاد.
كما تأتي بعد ساعات من الحديث عن عقد اجتماع ثلاثي بين المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني، ومحمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، بالإضافة إلى عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، في القاهرة.