رئيس التحرير
خالد مهران

الإفتاء توضح خطأ شائعا في إجابة الأطفال بعبارة إن شاء الله

النبأ

واصلت دار الإفتاء من خلال وحدة حوار تصحيح المفاهيم المرتبطة بالتربية ومنها قول “إن شاء الله، ربّنا يسهّل” بنيّة مخالفة للمعنى.

خطأ شائع في إجابة الأطفال بـ إن شاء الله

وقالت الإفتاء من خلال صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تحت عنوان “صحح مفاهيمك”: من ضمن الألفاظ اللي اتعودنا عليها للأسف لما الطفل يطلب من الأب أو الأم طلب وهما مضايقين أو رافضين فيردّوا: إن شاء الله/ ربنا يسهل".

 

وتابعت:" ربنا سبحانه وتعالى جعل الاستعانة بيه شيء أساسي في نيتنا وده جميل جدا.. لكن إننا نستخدم ده واحنا عارفين إننا مش هننفذ وعايزين نخلص من الإلحاح أو مش عايزين نقول أسبابنا".

 

وأكملت: "دا بيخلي عند الطفل حاجتين":

1- معنى الاستعانة بالله مش بيوصل ليه وطبعا عدم تأصيل معنى المشيئة اليقيني (وما تشاءون إلا أن يشاء الله) وهو أن تقديم المشيئة يكون في ما نريده ومع الأخذ بالأسباب وليس تحصيل حاصل حاشاه.

 

2- ارتباط ذهني عند الطفل مع هذا اللفظ بالرفض أو التسويف أو الوعد الكاذب.

 

ولفتت إلى أن الصحيح لا بد من جعل مساحة آمنة للحوار مع الطفل إذا تعلق الأمر بطلب يراه وليّ الأمر غير مناسب أو من الممكن تأجيله، مثل: بابا من فضلك عايز أشترك في رحلة المدرسة القادمة، مشددة إذا كان الأب يرى أنه غير مناسب المشاركة لأي أسباب منطقية، فلا بد من الحديث مع الابن أو البنت بصراحة وبأسلوب منطقي من غير ما نقول إن شاء الله مع تفريغ معناها، والنية هي عدم التنفيذ.

 

وأوضحت: ممكن نقول: الرحلة مهمة طبعا وأنا عارف أن لك رغبة.. لكن الفترة دي نركز أكتر على المذاكرة وفي إجازة نصف العام أوعدك (إن شاء الله) نشوف موضوع الرحلات، مؤكدة: القول لا بد أن يتوافق مع الفعل حتى لا تصبح المشيئة في ذهن الطفل مشوشة، والآية الكريمة في سورة الكهف بتقول: ( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غدًا إلا أَن يَشَاء اللَّهُ)، إذن تقديم المشيئة مرتبط بعقد النية على الفعل.

اسمع الكلام علشان ربنا يحبك

وسبق لوحدة حوار بدار الإفتاء المصرية حملتها "صحح مفاهيمك"، عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن حذرت من مقولة (اسمع الكلام علشان ربنا يحبك)، حيث تصنف حسب علماء النفس باسم "الحب المشروط" أو Conditional Love. 

 

تقول الأم لطفلها: إذا أكلتَ أحبُّكَ.. لو خلصت كل الواجبات للمدرسة أحبُّكَ.. ولو سمعت كل كلامي "ربنا يحبك"، موضحة الدار أن هنا بيبدأ الطفل يسأل أو يفكر: يعني لو لم أنفذ كلام ماما، ربنا مش هيحبني! مع أني بحب ربنا، ليه هو مش بيحبني؟

 

وأكدت أن الحب المشروط بين الأم والابن أو الأب والابن يُشعر الطفل بأنه غير محبوب وغير مرغوب فيه، ولما يكبر بيشعر بعدم الانتماء للأسرة؛ لأنه كان معظم الوقت بيفشل أنه يكون عند حسن ظنهم في الاستجابة للنصائح.. وده اللي بيحصل تماما مع صورة الإله الخالق في ذهن الطفل.

 

وبينت الإفتاء أن "اسمع الكلام علشان ربنا يحبك.. ذاكر علشان ربنا يخلي بابا يشتري لك اللعبة اللي نفسك فيها"، وهكذا تتكون لدى الطفل سلسلة من الشروط يقوم عليها حب الله اللي مهما فعل مش هيقدر يحقق علاقة حب معه.

 

وشددت الإفتاء: الصحيح في حب الله، إن الحب غير المشروط هو أكبر محفِّز للطفل، فلما تُشعِر الأمُّ طفلها أنها تحبُّه؛ لأنه ابنها، وأنها تريد أنه يكون أفضل الناس لمصلحته، والحب غير المشروط في علاقة الطفل مع خالقه هو أنه أساسا ربنا خلقنا لأنه يحبنا، ومن أسمائه سبحانه الودود، الذي يتودد للعباد ويناديهم ويكرمهم في كل وقت من غير هما ما يطلبوا.

 

كما شددت:" ده يُعزِّز ثقه الطفل بنفسه، ويخلق علاقة سوية من الحب والتعلق بالخالق بعيدة عن الشرط، كذلك يتحدث ويتحاور مع من حوله عن حبه لله بثقة كبيرة".