ليبيا لا تزال تعاني من سرقة النفط
الذهب الأسود هو شريان الإقتصاد الرئيسي في ليبيا، وكونه نعمة كبيرة حظت ليبيا منه نصيب الأسد، إلا أنه في الوقت نفسه تحول إلى نقمة، حيث أن جميع الأطراف في الداخل والخارج تسعى لبسط سيطرتها على حقول النفط منذ عقود، كون أن حقول النفط الليبية هي الأكبر في القارة السمراء والسيطرة عليها تعني توفير مورد ثابت من عائدات بيع النفط، ناهيك عن أن المُسيطر على حقول النفط يتمتع بميزة كبيرة ضد خصومه في الداخل.
وبوجود أطراف خارجية تسعى لنيل نصيبها من النفط الليبي، إزدهر بيعه في السوق السوداء من قبل المُسيطرين في الداخل الليبي للشركات الأجنبية في أوروبا. ونتيجةً لذلك، أصبحت عائدات النفط لا تصب في خزينة الدولة بل في جيوب كل من هو في السلطة. ومن ضمن أبرز مُهربي النفط الليبي نجد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للنفط يقومون ببيع النفط للشركات الأجنبية وعلى رأسهم شركة إيني الإيطالية للغاز والنفط.
وقد كشفت تقارير عن طرق نقل وبيع النفط بين الطرفين، حيث أن ناقلات النفط لا تدخل الموانئ البحرية الليبية بل يتم الشحن مباشرةً وسط البحر مما يجعلها خارج السجلات. وقد أظهرت التقارير عدد من عمليات شحن وتهريب النفط غير الشرعية.
حيث أنه وفق مركز الملاحة البحرية إتجهت ناقلة أنوار الخليج التي تحمل العلم الليبي في 28 ديسمبر الماضي من ميناء أغوستا ووصلت في 29 ديسمبر إلى الساحل الليبي لكنها لم تدخل ميناء طرابلس، ورست على بُعد عشرات الكيلومترات من الميناء ولكن قريبًا من المرفأ البحري، وبقت هنالك إلى 4 يناير الجاري مُحملة بالنفط الليبي وتتجهز للإبحار إلى إيطاليا.
خط إبحار ناقلة أنوار الخليج
معلومات ناقلة أنوار الخليج
تتوقف ناقلات النفط بشكل دوري على بعد عشرات الكيلومترات من الساحل، وهنالك يتم شحنها بالنفط المُهرب ويتم نقله إلى الجهة المُشترية، ويتقاسم المكسب كل من عبد الحميد الدبيبة والمؤسسة الوطنية للنفط. الصور أدناه تُظهر بُعد ناقلة النفط "فينيسيا أ" عن ميناء طرابلس.
خط إبحار ناقلة "فينيسيا أ"
بيانات ناقلة "فينسيا أ"
ووفقًا للتقارير، فإن عدد كبير من ناقلات النفط تتبع نفس النهج وتصل إلى السواحل الليبية بشكل دوري دون دخول الموانئ البحرية وتبقى هنالك لفترات طويلة، مما يُشير إلى كم التهريب الهائل الذي يقوم به المسؤولون في المؤسسة الوطنية للنفط ورئيس حكومة الوحدة الوطنية، والذي يوضح سبب تدهور الأوضاع المعيشية في ليبيا.