رئيس التحرير
خالد مهران

قلق وترقب بعد جفاف مياه مدينة فنيسيا وإعلان إيطاليا الطوارئ

النبأ

انتاب الكثيرون من الناس بمختلف جنسياتهم حالة من  الحزن والقلق والتوتر، إثر انتشار مشاهد غير مألوفة ونادرة لمدينة البندقية الإيطالية  والمعروفة بلقب مدينة العشاق، بعد جفاف مياه قنواتها المائية الشهيرة التى تعج عادة بقوارب السياح، وزاد من حدة التوتر انحسار المياه فى العديد من البلدان، مصر وتونس والمغرب وليبيا، بعد تأثر البحر بزلزال تركيا وسط محاوف من حدوث موجات تسونامى.

تسبب انخفاض المد في فينسيا بجفاف قنوات المدينة الشهيرة، وسط مخاوف من تعرض إيطاليا لموجة جفاف جديدة، حسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

يذكر أن مستويات المياه الحالية تجعل من المستحيل للجندول، وسيارات الأجرة المائية وسيارات الإسعاف السير في بعض أجزاء المدينة، وهو ما يمنع إقامة المهرجان السنوي الذي اجتذب العام الماضي، نحو 100 ألف زائر للمدينة الساحرة.

ويقول  ألفيس بابا، رئيس «مركز المد في فينيسا»، فقد مرّ نحو 15 عامًا على آخر مرة انخفض فيها مستوى المياه أكثر من 50 سنتيمترًا عن المستوى المعتاد.


ويذكر أن الحد الأدنى للتنقل بالقوارب وسط قنوات فينيسيا هو 60 سنتيمترًا أقل من المستوى المعتاد، ومع اقتراب المستوى من 65 سنتيمترًا عند عطلة نهاية الأسبوع، حذرت خدمات الطوارئ في المدينة، من أنها باتت عاجزة عن الوصول إلى بعض السكان العالقين في منازلهم.

هذا فى الوقت الذى تداول فيه رواد وسائل التواصل الإجتماعي" الفيس بوك" صور لمدينة البندقية توضح الجفاف،ووصفوه الأمر بأنه ظاهرة  ليست طبيعية،خاصة مع الأنخفاض الملحوظ في منسوب مياه البحر، فى العديد من البلدان.

وأرجع البعض الوضع  لهذا المشهد الغير مألوف والنادر إلى إختلال ارتفاع مستوى المياه بالمدينة مقارنة بمستوى سطح البحر تأثرا بحركة غير معتادة فى المد والجزر.

وأظهرت صور متداولة الجناديل القوارب عالقة في القنوات التي تحولت إلى خنادق موحلة، وكشفت الأسس القديمة للمباني.

وتوقع مرصد الجفاف الأوروبى أن تشهد إيطاليا عامًا جديدًا من الجفاف الشديد بعد شتاء قل فيه تساقط الثلوج، مما أثار مخاوف من تناقص المحاصيل وإمدادات مياه الشرب والطاقة الكهرومائية.

خاصة مع تساقط أقل من نصف الكمية المعتادة من الثلوج على جبال الألب، كما انخفضت مستويات المياه في بحيرة غاردا في شمال إيطاليا إلى مستويات قياسية، مما جعل من الممكن المشي إلى جزيرة سان بياجيو الصغيرة بالبحيرة عبر مسار مكشوف.

أما في البندقية على الساحل الشمالي الشرقي، وهي مدينة عادة ما تكون أكثر عرضة للفيضانات، يجعل المد المنخفض بشكل غير عادي من المستحيل على المراكب وسيارات الأجرة المائية وسيارات الإسعاف التنقل في بعض القنوات الشهيرة.

قالت جماعة ليجامبيانتي البيئية، إن نهر بو، أطول نهر في إيطاليا والذي يمتد من جبال الألب في الشمال الغربي إلى البحر الأدرياتيكي، يحتوي على ثلث المياه فقط - مقارنة بالمعتاد في هذا الوقت من العام. 

وسيطر الإعصار المضاد المرتبط بالطقس في غرب أوروبا على مدار الخمسة عشر يومًا الماضية، مما أدى إلى ارتفاع في درجات الحرارة التي نشاهدها عادة بشكل طبيعي في أواخر الربيع.

لكن خبراء الأرصاد يتوقعون هطول أمطار وثلوج تشتد الحاجة إليها في جبال الألب في الأيام المقبلة. وتتسبب مشاكل المناخ هذه في جعل الجفاف في البحر الأبيض المتوسط أكثر حدة واحتمالًا.