سر الخلاف بين الإمارات والسعودية.. ومتى يذوب جبل الجليد؟
لا تزال المملكة العربية السعودية والإمارات حليفتين رسميًا، حيث تباعدا على عدة جبهات، حيث تنافستا على الاستثمار الأجنبي والتأثير في أسواق النفط العالمية واصطدمت في حرب اليمن، كما اندلعت الخلافات خلف الأبواب المغلقة، لكنها بدأت تتسرب بشكل متزايد إلى العلن، مما يهدد بإعادة ترتيب التحالفات في الخليج العربي الغني بالطاقة في وقت تحاول فيه إيران ممارسة المزيد من النفوذ عبر المنطقة وأدت الحرب الروسية في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار النفط الخام.
وقال أشخاص مطلعون إن مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، المقرب من الأمير محمد، سافر مرارًا وتكرارًا إلى المملكة العربية السعودية للقاء ولي العهد السعودي، لكن ذلك فشل في تخفيف التوترات.
في مناسبة واحدة على الأقل بعد قمة يناير في أبو ظبي، لم يتمكن الشيخ طحنون من تأمين لقاء مع ولي العهد السعودي، كما قال بعض الأشخاص.
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الشيخ محمد بن زايد، البالغ من العمر 61 عامًا، وكان مُرشدًا لولي العهد السعودي، حيث تجمع قبل بضع سنوات في رحلة تخييم ليلية في الصحراء السعودية الشاسعة، برفقة صقور مدربة وحاشية صغيرة.
لكن في الآونة الأخيرة، انفصل الرجلان عن بعضهما البعض لأنهما يقدمان رؤى متباينة للقيادة، وتجنب الشيخ محمد التدقيق الذي يواجهه الأمير محمد.
آراء المحللين
وقالت دينا اسفندياري، كبيرة مستشاري الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: "حتى سنوات قليلة مضت، لم يكن هذا النوع من الانقسام والسعي الصريح لتحقيق أهداف تتعارض مع ما يسعى إليه أشقاؤهم أمرًا غير مسموع"، وتابعت "الآن أصبح أمرًا طبيعيًا بشكل متزايد."
وفي تغريدة سابقة في فبراير الماضي أعاد أنور قرقاش، مستشار السياسة الخارجية الإماراتي للشيخ محمد، التأكيد على وحدة الإمارات العربية المتحدة مع المملكة العربية السعودية وقال إن التقارير حول التحولات في التحالفات الخليجية خاطئة وتخلق انقسامات في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى التضامن.
أزمة اليمن
كان الخلاف الأكثر حدة حول اليمن، حيث قاد السعوديون والإماراتيون تحالفًا عسكريًا عربيًا تدخل في عام 2015، حيث تركت الحرب الأهلية البلاد منقسمة بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على الشمال وحكومة معترف بها دوليًا في معظم الجنوب.
وقال مسؤولون خليجيون إن دولة الإمارات العربية المتحدة سحبت معظم قواتها البرية من اليمن في عام 2019 لكنها ما زالت تخشى تهميشها من المناقشات حول مستقبلها حيث تواصل السعودية محادثات مباشرة مع المتمردين الحوثيين بشأن إنهاء الحرب، حيث قال مسؤولون خليجيون إن بلاده تريد الحفاظ على موطئ قدم استراتيجي على الساحل الجنوبي للبلاد وتوجيه القوة في البحر الأحمر لتأمين الطرق البحرية من موانئها إلى بقية العالم.
وفي ديسمبر، وقعت الإمارات العربية المتحدة توقيع اتفاقية أمنية مع الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية تسمح للقوات الإماراتية بالتدخل في البلاد في حالة وجود تهديد، وتدريب القوات اليمنية في الإمارات. وتعميق التعاون الاستخباراتي، حسب مسؤولين سعوديين وإماراتيين وغربيين.
وقال مسؤولون خليجيون إن المسؤولين السعوديين اعترضوا سرا على الاتفاق الأمني والخطط الخاصة بالقاعدة، واعتبروا أن الإماراتيين يعملون ضد أهداف الرياض الرئيسية المتمثلة في تأمين حدودها البالغ طولها 800 ميل ووقف هجمات الحوثيين بطائرات مسيرة وصواريخ.
وردا على ذلك، نشر السعوديون قوات سودانية من التحالف العسكري العربي في مناطق قريبة من العمليات الإماراتية، وهو ما اعتبره المسؤولون الإماراتيون تكتيكًا للترهيب، على حد قول مسؤولين خليجيين.
في ديسمبر، عندما لم يحضر الشيخ محمد قمة الصين في الرياض، قال المسؤولون السعوديون إنهم فسروا ذلك على أنه علامة على استياء الإماراتيين من المنافسة المتزايدة في اليمن. وبدلًا من الشيخ محمد بن زايد، حضر حاكم إمارة الفجيرة الصغيرة القمة التي ضمت الزعيم الصيني شي جين بينغ.