فتش عن أمريكا..قانون «العملاء الأجانب» يشعل جورجيا والحزب الحاكم يتراجع
قرر الحزب الحاكم في جورجيا، اليوم الخميس، سحب قرار مشروع قانون من البرلمان، يطالب وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية التي تتلقى أكثر من 20 في المائة من تمويلها من مصادر أجنبية بالتسجيل بصفتها "وكلاء نفوذ أجنبي".
وقد لاقى مشرع القانون معارضة واحتجاجات شعبية حاشدة في العاصمة تبليسي استمرت لعدة أيام وأجبرت الحزب الحاكم على التراجع، حيث ذكر حزب الحلم الجورجي وحلفاؤه أنهم يسحبون القانون المقترح، مشيرين إلى "الانقسامات في المجتمع" التي أثارها.
ويقول حزب الحلم الجورجي الحاكم، إن مشروع القانون يمضي على غرار تشريع أمريكي يعود تاريخه إلى ثلاثينيات القرن الماضي.
فيما يقول المعارضون، ومن بينهم الرئيسة سالومي زورابيشفيلي، إنه يذكرهم بقانون روسي استخدمه الكرملين على نطاق واسع لقمع المنشقين ومن شأنه الإضرار بفرص جورجيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وكانت الشرطة الجورجية قد استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق تظاهرة بعد أن نزل آلاف المحتجين إلى الشارع في العاصمة تبليسي رفضا لقانون "العملاء الأجانب" المثير للجدل.
وبحسب التشريع الروسي الذي أدخلت عليه تعديلات مؤخرا يمكن اعتبرا كل شخص "خاضع لتأثير أجنبي" أو يتلقى دعما من الخارج، ليس فقط تمويلا خارجيا، "عميلا أجنبيا".
وعبرت رئيسة جورجيا سالومي زورابيشفيلي عن دعمها للمتظاهرين وتعهدت رفض القانون.
وقالت في فيديو من الولايات المتحدة حيث تجري زيارة "أقف معكم لأنكم تمثلون اليوم جورجيا الحرة التي ترى مستقبلها في أوروبا ولن تسمح لأحد بسرقة هذا المستقبل".
واعتبرت السفارة الأمريكية في جورجيا التشريع "مستلهما من الكرملين" وقالت إنه يناقض رغبة جورجيا بالانضمام للاتحاد الأوروبي.
وقالت السفارة في بيان "اليوم يوم أسود للديموقراطية في جورجيا" مضيفة إن التشريع يثير تساؤلات بشأن "التزام الحزب الحاكم بالتكامل الأوروبي-الأطلسي".