السعودية.. هوية وطنية جديدة مع اقتراب شهر رمضان
يشير مبنى تجاري على طراز الكعبة وأعياد وطنية جديدة ومجموعة مختلفة من قواعد رمضان إلى هوية السعودية الجديدة، والتي يراها محللون غربيون أقل ارتباطًا بالدين، ويقول المراقبون إن السعوديين لن يقاوموا على الأرجح التغييرات.
وتعد رمزية أحدث مشروع ضخم للمملكة العربية السعودية سعى إليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أكبر من أبعادها.
تفاصيل الكعبة الجديدة
ويبلغ ارتفاع المكعب الجديد 400 متر وعرضه 400 متر وطوله 400 متر، وسيحتوي الداخل على خيارات الترفيه والفنادق والمطاعم، وعلى الرغم من عدم الكشف التكاليف، إلا أنه من المُقرر أن يبدأ البناء قريبًا، حيث من المقرر الانتهاء منه في عام 2030.
يشبه المكعب الجديد أهم معلم في المملكة العربية السعودية، وهو الكعبة المشرفة، أقدس مواقع الإسلام في مكة، وهو ما يعني أن هذا البناء الجديد، دلالة واضحة على استبدال الدين بالثقافة بشكل متزايد.
هوية وطنية سعودية
خطة الكعبة المشرفة التجارية ليست الخطوة الوحيدة نحو هوية وطنية جديدة لم تعد مرتبطة بالدين.
وفقًا لمرسوم ملكي صادر عن والد ولي العهد، في عام 2022، تم تقديم 22 فبراير كعطلة للاحتفال بتأسيس الدولة السعودية الأولى. حتى ذلك الحين، كان يتم الاحتفال باليوم الوطني للبلاد في 23 سبتمبر، ولكن في فبراير، احتفلت المملكة العربية السعودية بيوم التأسيس الثاني على مدى أربعة أيام عطلة نهاية الأسبوع مع الأحداث والألعاب النارية في جميع أنحاء البلاد.
حتى ذلك الحين، كان تاريخ التأسيس مرتبطًا باتفاقية في 23 سبتمبر في عام 1744 بين أسرة آل سعود الحاكمة ورجل الدين محمد بن عبد الوهاب، الذي منح السعودية مصطلح الإسلام الوهابي، أو الوهابية، التي كانت سائدة في المملكة العربية السعودية منذ منتصف القرن الماضي، حيث وعدت عائلة آل سعود قد وعدت بتمويل الوهابية ومنح الحركة سلطة على التعليم والأخلاق العامة، ووعد الوهابية بدوره بإضفاء الشرعية على حكم الأسرة السعودية من وجهة نظر دينية.
لكن في فبراير 1727، صعد محمد بن سعود إلى السلطة باعتباره مؤسس الدولة السعودية الأولى بعد أن استولى على إمارة الدرعية الواقعة شمال الرياض، وهو تاريخ قبل الاتفاق مع الوهابية، ولم تؤد أي من هذه المقدمات إلى احتجاج كبير من السكان السعوديين البالغ عددهم حوالي 36 مليون نسمة.
وأصبح التعليم وخلق الوظائف للشباب السعودي من الناحية الديموغرافية من أولويات المملكة، وهو جزء من الإصلاح الاقتصادي الكبير الذي أطلق عليه اسم رؤية 2030، والذي قدمه ولي العهد في عام 2016. تسعى مجموعة الإصلاحات الواسعة إلى التنويع. الاقتصاد السعودي من النفط وتحديث البلاد.
منذ ذلك الحين، مُنحت المرأة المزيد من الحقوق، وأعيد فتح دور السينما، وألغيت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي المقابل، أصبحت الجماهير المختلطة والمواعدة في الأماكن العامة ممكنة، بل طبيعية.