هل تحل الصين محل أمريكا في الخليج بعد الاتفاق بين السعودية وإيران؟
استبعد محللون أن تحل الصين محل الولايات المتحدة في منطقة الخليج، بعد نجاح وساطتها في إعادة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة "سالم ستيت" الأمريكية، كانيشكان ساثاسيفام، لـ "سبوتنيك" إن "الاتفاق له العديد من الفوائد لكلا البلدين، لا سيما وأنهما يواجهان حاليا مشاكل محلية وإقليمية".
وأعرب ساثاسيفام عن اعتقاده بأن دولا أخرى في المنطقة، ستأخذ موقف السعودية من إيران على محمل الجد.
دور الصين كان مفاجئا
من جانبه قال الزميل غير المقيم في معهد السياسة والأمن والتنمية في ستوكهولم، جاريث جينكينز، لـ "سبوتنيك"، إن إيران والسعودية سبق وأن انخرطتا في محادثات في الماضي، وبالتالي فإن الإعلان الأخير عن التوصل لاتفاق، لم يكن مفاجئا، رغم أن دور بكين في العملية كان مفاجئا بالفعل.
وتابع جينكينز، قائلا: "يبدو أن الإعلان عن خطط استعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران السعودية، تعد جزءا من محاولة أوسع من جانب الرياض، لتحسين علاقاتها مع خصومها، لخدمة نفوذها في الشرق الأوسط، فعلى سبيل المثال، حاولت المملكة إصلاح علاقاتها مع تركيا، وضخ الأموال إليها".
ورأى جينكينز أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يحاول على الأرجح أن يبني شبكة علاقات مع الدول الأخرى في المنطقة، بدلا من الصدام معها.
في الوقت ذاته، اعتبر بعض الخبراء أن نفوذ الصين لدى الرياض وطهران، هو من دفعهما نحو تطبيع العلاقات، وأعرب الباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط، ومقره واشنطن، بيرول باسكان، عن اعتقاده بأن الصين مارست ضغوطا على الجانبين لتطبيع العلاقات، لإحراز تفوق دبلوماسي على الولايات المتحدة.
في سياق متصل، قال أستاذ الشؤون الدولية كلية هاميلتون، آلان كافروني، إن الولايات المتحدة مارست مؤخرا، سياسات عدوانية ضد الصين، مصحوبة بخطاب عدواني متزايد فيما يتعلق بتايوان.
وتابع: "هذه المبادرة في منطقة تهيمن عليها الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تعد تطورا كبيرا في السياسة الخارجية الصينية، وتحولا أساسيًا في العلاقات الدولية".
وبينما تحتفل الصين بنجاحها الدبلوماسي، يبقى السؤال حول ما إذا كان بإمكانها تعزيز نفوذها في المنطقة، وما سيعنيه ذلك للولايات المتحدة.
وقال جينكينز، معلقًا على هذه الفرضية: "لا أعتقد أن هناك أي شك في رغبة الصين بأن تصبح لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط، فقد كانت نشطة للغاية في مناطق أخرى، كالقرن الأفريقي، لكنها لم تحقق نجاحات مماثلة في الشرق الأوسط بعد".
بكين أصبحت لاعبا رئيسيا في المنطقة
في غضون ذلك، شكك باسكان في مدى استعداد الصين للمشاركة في إرساء الأمن في منطقة الشرق الأوسط، مثلما تفعل الولايات المتحدة، وأعرب عن تشككه أيضا في إمكانية استعداد واشنطن لتفكيك قواعدها العسكرية في المنطقة واستبدالها بقواعد صينية.
وأعلنت إيران والسعودية، يوم الجمعة الماضي، الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتي البلدين في غضون 60 يومًا، بعد محادثات جرت بين الطرفين برعاية صينية.
وانقطعت العلاقات بين السعودية وإيران منذ يناير 2016، حين أثار إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر، في المملكة تظاهرات عنيفة في إيران، هاجم خلالها المتظاهرون مبنى السفارة السعودية في طهران، ما دفع الرياض لقطع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع طهران.