رئيس التحرير
خالد مهران

علي جمعة يحسم الجدل حول أدلة تحريم الحسد من القرآن والسنة

النبأ

ورد إلى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، سؤال يقول "ما معنى الحسد وما هو دليل تحريمه؟

وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن داء الحسد: وهو تمني زوال نعمة غيره، سواء تمناها لنفسه، أو لا. بأن تمنى انتقالها عن غيره لغيره، وهذا أخس الأخساء؛ لأنه باع أخرته بدنيا غيره، بخلاف ما إذا تمنى مثل نعمة الغير فإنه غبطة محمودة في الخير.

واستشهد علي جمعة، بما ورد في الحديث الشريف: "لا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله مالًا، فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار".

وأورد علي جمعة، دليل تحريم الحسد، من الكتاب والسنة والإجماع، قال تعالى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}. وشره كثير،فمنه ما هو غير مكتسب وهو إصابة العين، ومنه ما هو مكتسب كسعيه في تعطيل الخير عنه وتنقيصه عند الناس، وربما دعا عليه أو بطش به إلى غير ذلك.

وقال صلى الله عليه وسلم: "إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب - أو العشب". ودواء الحسد النظر للوعيد،مع أنه إساءة أدب مع الله تعالى كأنه لا يسلم له حكمه.

لذلك قال بعضهم 

ألا قل لمن بات لي حاسدا ** أتدري على من أسأت الأدب

أسأت على الله في فعله ** كأنك لم ترض لي ما وهب

فكان جزاؤك أن خصني ** وسد عليك طريق الطلب

ومن الحكمة: الحسود لا يسود، أي: كثير الحسد لا تحصل له سيادة.

ومن كلام أبي حنيفة رضى الله تعالى عنه

إن يحسدوني فإني غير لائمهم ** قبلي من الناس أهل الفضل قد حُسدوا

فدام لي ولهم ما بهمو ** ومات أكثرنا غيظا بما يجد

أنا الذي يجدوني في صدورهمو ** لا أرتقي درا منها ولا أرد.

ويروى أن إبليس قال لسيدنا نوح عليه السلام: خذ مني خمسا، قال: لا أصدقك، فأوحى الله تعالى إليه أن صدقه، فقال: قل، فقال: إياك والكبر؛ فإني إنما وقعت فيما فيه بالكبر، وإياك والحسد؛ فإن قابيل قتل أخاه هابيل بالحسد، وإياك والطمع؛ فإن أدم ما أورثه الله ما أورثه إلا بالطمع، وإياك والحرص؛ فإن حواء ما وقعت فيما وقعت فيه إلا بالحرص، وإياك وطول الأمل؛ فإنهما ما وقعا فيما وقعا فيه إلا بطول الأمل.