هل توقف حزم إنقاذ البنوك الأمريكية هلع الأسواق العالمية؟
حالة من الخوف والهلع أصابت الأسواق العالمية منذ الإعلان عن إفلاس بنك سيلكون فالي الأمريكي الأسبوع الماضي والذي أعاد للأذهان الأزمة المالية العالمية في عام 2008 والتي اجتاحت القطاع المصرفي أنذاك.
وتدخلت حزم الانقاذ المالية لانقاذ الأسواق الأمريكية من خلال إيداع 30 مليار دولار في مصرف "فيرست ريبابليك"، في مسعى لإنقاذه وتهدئة المخاوف من أن يكون التالي بعد انهيار مصرفين أحدهما "سيليكون فالي بنك"، فهل يمكن أن يوقف حالة الهلع العالمية؟
وتسرب القلق خارج إطار القطاع المالي، إذ حثت رابطة مسؤولي الخزانة بالشركات الألمانية القائمين على أمانات الصناديق في الشركات بالبلاد على عدم "الاستهانة بالوضع الحالي".
وشدد مسؤولون على أن الاضطراب الحالي، الذي يخشى فيه المستثمرون انهيارا آخر مثل انهيار بنك ليمان براذرز، يختلف عن الأزمة المالية العالمية قبل 15 عاما، حيث أصبح التعامل مع أزمات البنوك أفضل وصار توفير التمويل أكثر سهولة.
مسكنات وليس علاج
ومن جانبه اعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور رشاد عبده أن الإجراءات الأمريكية تعتبر مسكنات وليس علاج نهائي للأزمة المالية، مشيرًا إلى أن هناك تخوفات لانتقال هذا المرض من أمريكا إلى أوروبا ثم ينتقل إلى العالم أجمع.
وأوضح عبده لـ24 أن الولايات المتحدة الأمريكية عليها مراجعة سياساتها في التعامل مع الحرب الأوكرانية الروسية لاحتواء التضخم وعلاج الأمر من المنبع دون الاستمرار في رفع الفائدة مما يؤدي في النهاية إلى شبح الإفلاس.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى محاولات احتواء الأزمة في الولايات المتحدة الأمريكية لن تستمر طويلًا إذا استمرت الحرب وتزايد شبح التضخم في البلاد وربما يكون الوضع مؤقت فقط.
حالة من التفاؤل
ومن جانبه قال رئيس مركز كوروم للدراسات الاستراتيجية، طارق الرفاعي، إن التدخل السريع من الجهات التنظيمية الأمريكية دليل على مدى أهمية القطاع المصرفي للاقتصاد الأمريكي.
وأوضح الرفاعي في تصريحات متلفزة "أن أسواق المال متفائلة بتصريحات البنك الفيدرالي والرئيس الأميركي جو بايدن حيال هذه الأزمة.
وأضاف أنه لا يمكن حساب تأثير أزمة إفلاس البنوك الأمريكية على القطاع المصرفي والاقتصاد ككل، وأثناء الأزمة المالية العالمية في عام 2008 بدأت مع انهيار بنك ليمان وهذا خطأ.. إنما بدأت الأزمة في مارس (آذار) 2008 مع انهيار بنك "بير ستيرنز" ثم تدخلت الهيئات الرقابية لتهدئة الأسواق ثم عودة المخاطر والانهيار في سبتمبر لبنك ليمان".
وأشار إلى أنه من غير المرجح أن يتكرر هذا السيناريو، إلا أن المخاطر ما زالت موجودة، والتساؤل في الوقت الراهن يتلخص في "هل السياسات الحالية ستحل المشكلة أم لا؟".
وواجهت بعض الشركات صعوبة في سداد القروض أو خدمتها بفعل الزيادة السريعة في أسعار الفائدة، وهو ما زاد من فرص الخسارة بالنسبة للبنوك القلقة أصلا من شبح الركود.
وكان مصرف " فيرست ريبابليك" ومقرّه الرئيسي كاليفورنيا قد حد من خسائره أمس الخميس بعد تقارير عن أنه قد يتلقى ضخ أموال من بعض المؤسسات المالية البارزة في البلاد.
وتهاوت أسهم المصرف الإثنين بأكثر من 65% مع بدء التداول في "وول ستريت"، ما أدى إلى تراجع أسهم بنوك أخرى في وقت تواجه المصارف الإقليمية الأمريكية ضغوطًا.