أسعار النفط الخام تسجل خسائر أسبوعية 13%.. وبرنت تحت 73 دولارًا
انخفضت أسعار النفط الخام، في نهاية تعاملات اليوم الجمعة 17 مارس (2023)، مع مخاوف الركود الاقتصادي، لتسجّل خسائر أسبوعية قوية بنحو 13%.
وارتفعت أسعار الخام في التعاملات المبكرة، مدعومة بتأكيدات السعودية وروسيا التزامهما بقرار أوبك بلس خفض إنتاج النفط مليوني برميل يوميًا حتى نهاية عام 2023، بعد مباحثات بين وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ونائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك.
وكانت أزمة مصرفية فاقمها مصرف كريدي سويس -بعد انهيار بنك سيليكون فالي- قد أدّت إلى عمليات بيع مكثفة في أسواق المال والنفط العالمية هذا الأسبوع.
وأظهرت بيانات شركة بيكر هيوز، انخفاض عدد حفارات التنقيب عن النفط في أميركا حفارة واحدة خلال الأسبوع الماضي، ليهبط الإجمالي إلى 589 حفارة.
أسعار النفط الخام اليوم
في نهاية الجلسة، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم مايو 2023- بنحو 2.3%، لتصل إلى 72.97 دولارًا للبرميل. وهبط سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي -تسليم أبريل 2023- بنسبة 2.3%، إلى 66.74 دولارًا للبرميل.
وكانت أسعار النفط الخام قد أنهت تعاملاتها، أمس الخميس 16 مارس، على ارتفاع بأكثر من 1%، بعد 3 جلسات من الخسائر تراجعت على إثرها إلى أدنى مستوياتها في 15 شهرًا.
وخلال الأسبوع المنتهي اليوم، هبط كل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بنحو 11.8% و13% على التوالي.
وانخفضت أسعار النفط الخام والأصول العالمية الأخرى، هذا الأسبوع؛ إذ دفع انهيار مصرف سيليكون فالي ومصرف سيغنتشر إلى السعي لدعم السيولة في المصارف.
قال محللو جيه بي مورغان: "تجري إعادة تسعير الطلب على النفط، لكننا نرى تغيرًا طفيفًا في الأساسيات ونميل إلى تجاوز تقلبات القطاع المالي، مع الحفاظ على توقعاتنا لأسعار النفط الخام دون تغيير في الوقت الحالي؛ إذ ننتظر تحديثات بشأن إجراءات السياسة المحتملة في الأسابيع المقبلة".
جاء التعليق في إشارة إلى اجتماع أوبك بلس وتوقعات تحرك واشنطن لبدء إعادة تعبئة احتياطي النفط الإستراتيجي، في الأسابيع المقبلة، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
اجتماع أوبك بلس
ستجتمع اللجنة الاستشارية لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها، بما في ذلك روسيا، في التحالف المعروف باسم أوبك بلس، في 3 أبريل.
وقال محللون في مصرف أستراليا الوطني إن المزيد من الانخفاض في أسعار النفط الخام قد يدفع أوبك+ إلى خفض الإمدادات لمنع زيادة المخزون المتوقعة في الربع الثاني.
كانت مصادر في أوبك بلس قد أكدت، أن انخفاض أسعار النفط الخام "ردة فعل طبيعية" لما يحدث في السوق، مشيرة إلى أن التحالف لا يعتزم إجراء أي تغيير في سياسة الإنتاج خلال المدة الحالية.
وانخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى أقل من 70 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ ديسمبر 2021، ما قد يجعل الأسعار جذابة بما يكفي للحكومة الأميركية لبدء إعادة تعبئة احتياطي النفط الإستراتيجي، الذي يقف عند مستويات منخفضة قياسية؛ ما يحفز الطلب.
الطلب على النفط
دعمت توقعات المحللين بشأن انتعاش الطلب في الصين انتعاش الأسعار في نهاية الأسبوع؛ إذ اتجهت صادرات الخام الأميركية إلى الصين في مارس إلى أعلى مستوياتها في نحو عامين ونصف العام.
وقالت محللة في سي إم سي ماركيتس، تينا تنغ، إن انتعاش الطلب في الصين سيكون إيجابيًا بالنسبة لأسعار النفط الخام إذا أظهرت البيانات القادمة انتعاشًا جيدًا لاقتصاد البلاد.
وقال محللو إيه إن زد، في مذكرة للعملاء: "إن حركة المرور على الطرق والسفر الجوي في الصين تنمو بقوة في حين ظهرت بوادر تحسن في الاقتصادات المتقدمة"، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
ومع ذلك، لا تزال مخاطر العدوى بين المصارف تبقي المستثمرين على حافة الهاوية؛ ما يحد من شهيتهم للأصول مثل السلع؛ إذ يخشون أن يؤدي المزيد من الهروب إلى ركود عالمي وخفض الطلب على النفط.
وقالت تنغ: "الاضطرابات المصرفية الأخيرة قد تستمر في التأثير في توقعات الطلب، وهذه القضايا المتعلقة بالتضخم، ورفع المصارف المركزية لأسعار الفائدة، والثقة بالأنظمة المالية، لا يمكن تسويتها بسرعة".