أشعلت غضب أولياء الأمور..
أسرار إجبار 3 ملايين طالب على تدريس اللغة الفرنسية والألمانية فى المدارس الحكومية
أثارت تصريحات وزير التربية والتعليم، بشأن تدريس اللغة الفرنسية والألمانية، ولغات أخرى منها الإسبانية والصينية، إجباريا على طلاب دفعة الصف الخامس الابتدائى، مع صعودهم المرحلة الإعدادية، عام 2024-2025، العديد من ردود الأفعال، منها الغاضبة، والبعض الآخر لا يبالي خاصة طلاب التجريبيات واللغات.
بدأت الأزمة حينما أعلنت وزارة التربية والتعليم، بدء تدريس اللغة الفرنسية والألمانية في المدارس الحكومية المصرية بداية من العام الدراسي 2024-2025، ضمن مجموعة من الإصلاحات التعليمية ستدخل حيز التنفيذ بداية من العام الدراسي 2024-2025 لصالح ما يقرب من 3 ملايين طالب، يستفيدون من برامج تعليمية للغة الفرنسية بالمدارس الحكومية المصرية.
ومن المقرر أن يتم تطبيق دراسة اللغة الثانية إجباريا على نظام التعليم الحديث، ليس العام القادم، بل العام بعد القادم على دفعة الصف الخامس الابتدائى للعام الحالى، عند التحاقهم بالمرحلة الاعدادية، مؤكدًا أن النظام القديم بما فيهم دفعة الصف السادس الابتدائي للعام الحالى، لن يطبق عليهم اللغة الثانية فى المرحلة الإعدادية.
وقال الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، إن اللغة الفرنسية فى مصر تحتل مرتبة كبيرة، وتوجد فرق تدريب وتنمية مهنية مستدامة وجهود كبيرة لتطوير مناهج للغة الفرنسية.
وأضاف الوزير: «الدولة المصرية تهتم بتعليم الطلاب اللغة الفرنسية في المدارس»، لافتا إلى وجود مدارس تدرس موادها باللغة الفرنسية في مصر وهو ما يؤكد أن هناك تبادلا ثقافيا بين مصر وفرنسا.
وأكد «حجازي» خلال احتفالية السفارة الفرنسية بتدريس اللغة الفرنسية في مصر، بحضور السفير الفرنسي، مارك باريتى، أن تنفيذ مشروع ترفل لتدريس اللغة الفرنسية يؤكد أهمية تدريس اللغة الفرنسية واهتمام الدولة باللغة الفرنسية، ومصر تولى اهتماما كبيرا فى نقل الخبرات بين مصر وفرنسا.
وتابع: «يمثل مشروع دعم تدريس اللغة الفرنسية فى المدارس المصرية تعاونا كبيرا بين البلدين»، مشيرا إلى أنه قد تابعه بنفسه فى المدارس.
واستكمل تصريحاته قائلا: «يعد المشروع استكمالا لما بدأته الوزارة منذ 2018 فى دعم تدريس اللغة الفرنسية»، لافتًا إلى أنه يتم متابعة تدريب معلمي اللغة الفرنسية مع استمرار تطوير مناهج اللغة الفرنسية، وتخطيط أنشطة تدريس باللغة الفرنسية.
من جانبه، أكد شادي زلطة، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بأن الوزارة تضع حاليًا الإطار العام لمناهج المرحلة الإعدادية في إطار خطة استكمال تطوير المنظومة التعليمية.
وأوضح «زلطة»، أن خطة تطوير مناهج المرحلة الاعدادية ستتضمن إضافة اللغة الأجنبية الثانية للمواد الدراسية في المدارس الحكومية على أن يتم الاختيار بين عدة لغات من بينها اللغة الفرنسية واللغة الألمانية.
من جانبه قال الدكتور تامر شوقي، الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، إنه سعيد جدًا بقرار تدريس اللغة الفرنسية كمادة أساسية من الصف الأول الإعدادي.
وأضاف «شوقي»: «لهذا القرار عدة إيجابيات منها، أن العصر الذي نعيشه وأسواق العمل تتطلب تمكن الطالب من أكثر من لغة وليس لغة واحدة فقط».
وأوضح أن اللغة الفرنسية هي إحدى لغات العالم المتقدم، فضلًا عن أن فرنسا هي منبع العديد من العلوم مثل القانون مما ييسر على الطالب فيما بعد دراسة تلك العلوم بلغتها الأصلية.
وأشار «شوقي» إلى أن هذا القرار يسمح لطلاب المدارس الحكومية بميزة دراسة تلك اللغة مثلهم في ذلك مثل طلاب المدارس التجريبية، مما يحقق تكافؤ الفرص، مؤكدًا أن طبيعة الدراسة في كليات اللغات مثل الألسن تتطلب من الطالب دراسة لغتين إحداهما أساسية والأخرى لغة ثانية؛ مما يسمح بتأهيل الطلاب لها.
وأكد الدكتور تامر شوقي، أن البدء في تدريس اللغة الفرنسية من الصف الأول الإعدادي يتسق مع البناء العقلي للأطفال في تلك المرحلة، والتي تسمح لهم بتقبل اللغة الثانية واستيعابها، وذلك فضلا عن التغلب على مشكلة الثنائية اللغوية، التي تنشأ عن دراسة اللغة الأجنبية منذ السنوات الأولى من العمر في الابتدائي؛ مما يؤثر بشكل سلبي على إتقان الطفل لكل من اللغة الأم واللغة الثانية.
وقال «شوقي»، إن تدريس اللغة الفرنسية أو أي لغة ثانية بداية من الصف الأول الثانوي -كما هو الحال حاليًا- لا يكفي لإتقان الطالب اللغة لأن طبيعة اللغة إن يتم تعلمها خلال عدة سنوات وليست سنة واحدة.
وتابع: «التحدي الأساسي في تنفيذ هذا القرار يكمن في توفير عدد كاف من معلمي اللغة الفرنسية وخاصة في ظل عددهم المحدود في أقسام اللغة الفرنسية بكليات التربية، لذلك لا بد من فتح باب التعيين لخريجي أقسام اللغة الفرنسية بكليات الآداب والألسن مع حصولهم على دبلوم تربوي».
من جانبه تقول شيماء علي عامر مُعلمة لغة فرنسية بمدرسة ثانوية بنات وإحدى المدربات بمشروع دعم تدريس اللغة الفرنسية بالمدارس الحكومية «ترفل»: «عملنا وتدربنا كثيرا على تعلم اللغة الفرنسية بالشكل المتطور، للتأهل كمدربين تحت إشراف كل من الوزارة ومدربين بالمركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية»، لافتة إلى أننا سننقل الخبرات كاملة خلال الفترة المقبلة لمعلمي اللغة الفرنسية بالمدارس.
وأضافت: «حضرنا 60 ساعة تدريبات، لكيفية تطبيق التكنولوجيا ونقل الخبرات، وننتظر مزيدا من الدعم لتطوير المهارات».
وتابعت: «المفترض نصل إلى 550 معلما وموجها يشاركون في التدريبات ليدعموا زملاءهم من المعلمين»، لافتة إلى أننا بمحافظة الشرقية بدأنا ذلك بالفعل.
وأشارت إلى أن التدريب هدفه دعم وتدريب اللغة الفرنسية في مصر، ومن هنا الفائدة تعود على المعلم والطالب، وهناك تدريبات ستكون على المناهج أيضًا.
وطالبت سماح الحبشي، إحدى مؤسسى أولياء أمور مدارس مصر، قبل اتخاذ أى قرارات، بالتعمق ودراسة واقع العملية التعليمية وعدم الاكتفاء بالتقارير الوردية.
وقالت «الحبشي»، إن قرار اللغة الثانية، بمثابة استمرار للضغط على طلاب الصف الخامس الابتدائي وأولياء أمورهم، الذين أصبح لديهم شعور بأنهم فئران التجارب في منظومة التعليم الجديدة.
وأضافت، أنه يتم تجاهل آراء ومشاركة الطرف الأساسى فى العملية التعليمية (الطلاب وأولياء الأمور والمعلمون) والذين تضرب بآرائهم ومطالبهم عرض الحائط وكأنهم آلات للتنفيذ فقط.
وأكدت «الحبشي»، أن هذا القرار يحمل العديد من الجوانب الإيجابية، ولكنه تجاهل واقع مستوى طلاب الصف الخامس حاليًا، والملقبين بدفعة كورونا أكثر من 50٪ منهم بالمدارس الحكومية لا يجيدون القراءة، والكتابة بمعنى الكلمة، معقبة: «أوراق إجاباتهم "نكش فراخ" شخبطة لا ترتقي أن تكون كتابة، بخلاف تكدس الفصول بأعداد هائلة من الطلاب، بعض الفصول العيال بتقعد على الأرض وتسند على الشنطة، المعلم لا يعرف تلاميذه ولا التلميذ يعرف معلم ورائد الفصل، الكتب بتتسلم على مراحل، مفيش ورق طباعة بالمدارس مفيش مدرسين كفاية للمواد الأساسية».
وأوضحت أنه لم يتلق معظم المدرسين التدريب الكافي لتدريس المناهج ومخرجات التعليم، كلها عوامل انعكست بأن الواقع هو تدريس مناهج مطورة، بطريقة المناهج القديمة القائمة على الحفظ والتلقين، والأسوأ أن الامتحانات تقيس مدى الحفظ وليس الفهم.
فيما يرى عمرو حافظ، مؤسس قلعة التعليم المصرى، أن القرار ليس بغريب على طلاب المدارس الرسمية التجريبية والرسمية المتميزة، لأنه بالفعل تتم دراسة اللغة الثانية، على طلاب تلك المدارس من المرحلة الإعدادية، بل فى المدارس التجريبية المتميزة يتم تدريس اللغة الثانية من الصف الرابع الابتدائي.