تفاصيل خطة السعودية للسيطرة على سماء الخليج
أنفق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بسخاء منذ صعوده إلى السلطة في المملكة العربية السعودية، في محاولة منه لتحديث المملكة، بما في ذلك خطط لبناء مدينة نيوم التي تبلغ قيمتها 500 مليار دولار.
ولذلك عندما قرر محمد بن سلمان تحويل المملكة العربية السعودية إلى قوة طيران عظمى، لم يكن خجولًا في طموحاته، وبدلًا من الاستثمار في الناقل الوطني الحالي للبلاد، أعلن عن خطط لإنشاء شركة طيران جديدة بالكامل من الصفر.
يريد طيران الرياض أن يصبح "شركة طيران جديدة من الطراز العالمي والتي ستشكل مستقبل الطيران"، كما قيل للمرشحين المحتملين للوظائف.
تم كشف النقاب رسميًا قبل أسبوع، أنفقت المملكة العربية السعودية بعد أيام 30 مليار جنيه إسترليني على أسطول مكون من 72 طائرة بوينج لشركة الطيران، والتي تعد كان خامس أكبر طلبية للشركة المصنعة على الإطلاق.
يعد إطلاق طيران الرياض أحدث تطور في المنافسات الخليجية، حيث تتنافس المملكة العربية السعودية على مواجهة الخطوط الجوية الإماراتية وناقلة أبوظبي الاتحاد للطيران والخطوط الجوية القطرية.
تفوق على الجيران
يأتي هذا في الوقت الذي تفوقت فيه حصة المملكة العربية السعودية في مجال الطيران التجاري تفوقت على جيرانها.
وقد تم إطلاق الناقل الأصلي للسعودية في عام 1945، أي قبل أكثر من نصف قرن من طيران الإمارات، وما يقرب من 60 عامًا قبل إزاحة الستار عن الخطوط الجوية القطرية، وما يقرب من سبعة عقود قبل الاتحاد للطيران.
ومع ذلك، أثبتت شركات الطيران الثلاث المنافسة نفسها بسرعة كقوى دولية ثقيلة الوزن، على عكس الخطوط السعودية، حيث تمتلك قطر 25 في المائة من الشركة الأم للخطوط الجوية البريطانية، ويملك صندوق ثروتها السيادية حصة 20 في المائة في مطار هيثرو.
ساعد الاتحاد في بناء سمعته على مستوى العالم من خلال رعاية بطل الدوري الإنجليزي الممتاز مانشستر سيتي، الذي يُعرف ملعبه الذي يتسع لـ 53000 متفرج ببساطة باسم "الاتحاد".
لا تقتصر خطط ولي العهد على شركة طيران جديدة فحسب، بل يجري تحويل مطار الملك خالد في العاصمة السعودية، حسبما أعلن في نوفمبر.
وسيضم المطار الجديد ستة مدارج متوازية وسيتم تصميمه لاستيعاب ما يصل إلى 120 مليون مسافر بحلول عام 2030 - حوالي 50٪ أكثر مما تفاخر به هيثرو في ذروته في عام 2019، حيث يعد المطار الجديد وشركة الطيران الجديدة من الركائز الرئيسية لـ "رؤية 2030" السعودية.
ماذا يعني هذا اقتصاديا؟
اقتصاديًا، يعني هذا تنويع الدولة بعيدًا عن النفط نحو السياحة والبنية التحتية والترفيه، حيث يريد محمد بن سلمان أن تصبح السعودية مركزًا تجاريًا رئيسيًا يربط بين أوروبا وآسيا وإفريقيا.
جاء الكشف خطط محمد بن سلمان لطيران الرياض بعد 48 ساعة فقط من الاتفاق مع إيران على انفراج توسطت فيه بكين.
كان وجود إيران على الجانب أمرًا بالغ الأهمية، حيث كانت طهران ذات الأغلبية الشيعية والمملكة العربية السعودية ذات الأغلبية السنية على خلاف مع بعضهما البعض منذ عام 2016، عندما أعدمت المملكة العربية السعودية عالمًا شيعيًا بارزًا.
ردًا على ذلك، اقتحم المتظاهرون المناصب الدبلوماسية السعودية في إيران، وكانت التوترات في المنطقة بين البلدين ستجعل الخطط السعودية للسيطرة على الأجواء فوق الشرق الأوسط صعبة، وتعد الإصلاحات الاجتماعية هي أيضًا مفتاح لخطة "رؤية 2030" لمحمد بن سلمان.
ويزعم المراقبون الأجانب المخضرمون أنه يتم تقليص الالتزام بالقيم الإسلامية الصارمة، وإن كان ذلك بوتيرة أبطأ مما قد يرغب الكثيرون في الغرب.