مؤلف «الأصلي» في حوار لـ«النبأ»: حيرة الجمهور حول «فاطمة» كانت مقصودة.. وهذه نهاية المسلسل
يسري الفخراني اختار ريهام عبد الغفور بطلة للعمل.. و4 مشاهد كانوا الأصعب
استعنا بمتخصصين في القانون والطب من أجل الشخصيات.. وبعض أحداث المسلسل موجودة بالواقع
منذ عرض الحلقات الأولى من مسلسل «الأصلي»، على قناة DMC، ومنصة «شاهد» الإليكترونية، تصدر قائمة محرك البحث «جوجل»، ولاقى تفاعلًا ملحوظًا من الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أشادوا بأداء نجومه وقوة أحداثه.
«النبأ» تحدثت مع حمدي التايه، أحد مؤلفي المسلسل، الذي تعاون مع مينا بباوي، ورئيس ورشة الكتابة أمين جمال، في حوار فني خاص، ليكشف العديد من أسرار وكواليس العمل، والتي تسردها السطور التالية..
هل توقعت نجاح المسلسل بهذه الصورة؟
الحمد لله، حصلنا على ردود أفعال قوية وإشادات على المسلسل، نحن تعبنا وبذلنا مجهودًا كبيرًا في الكتابة وصناعة العمل وبناء الشخصيات والأحداث، لتكون مشوقة وجاذبة، ودون ملل، وكنا نعلم أن الله لا يضيع مجهود أحد، لكن النجاح فاق توقعاتنا.
وكيف تم اختيار شخصيات المسلسل؟
كل شخصية من الشخصيات ترشح لها أكثر من اسم فنان، ما عدا «فاطمة الأصلي»، كانت باختيار من رئيس المحتوى الدراما بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أستاذ يسري الفخراني، ورئيس ورشة الكتابة، صديقي أمين جمال.
واختيارها لاقى ترحيبًا واسعًا مننا جميعًا، لموهبتها وإمكانياتها القوية، خاصة أنها بدأت تنال، أخيرًا، حقها بالوسط الفني.
أما اختيار منال سلامة لتقديم دور «فايزة الأصلي»، كان هدفنا منه، تحقيق عودة قوية لها تترك علامة لدى الجمهور، وهذا ما حدث بالفعل.
وأيضًا العبقري حمزة العيلي، فـ رغم تعدد الأسماء التي فكرنا بها لتقديم دور «جابر»، لكن عندما شاهدنا تجسيده للشخصية، أصبحنا على يقين، أنه لم يكن هناك أحد غيره، يقدم الشخصية بهذه الروعة.
وكل الممثلين أدوا أدوارهم بشكل رائع ومميز، لا أريد أن أنسى أحد منهم.
من وجهة نظرك، ما الذي ميّز شخصية «فاطمة الأصلي» بالمسلسل عن باقي الشخصيات؟
«فاطمة الأصلي» شخصية محيرة للجمهور، أحيانًا يرونها طيبة، وأحيانا ثانية يرونها شريرة. فـ مثلًا يمكنها أن تسرق ملفًا مهمًا من مكتب المحاماة الخاص بشقيقتها، وتتسبب لها في أزمة، أو تكون وراء القبض على شقيقها، لكن عندما يحاول غيرها إيذاء أشقائها، لا تسمح بذلك، وتتصدى له.
ونحن وجدنا انقسامًا في تعلقيات الجمهور على «السوشيال ميديا» حول شخصيتها؛ البعض يتمنى أن يكون بنفس قوة وجبروت «فاطمة الأصلي»، في مواجهة أعدائه وعدم الخوف من أحد، ويرى أنها على حق، وأنها صائبة في الحفاظ على ميراث والدها وتعبها في العمل معه، والبعض الآخر، يقتنع أنها ليست عادلة، وأنه ليس من حقها، أن تحرم أشقائها من ميراثهم، مهما كانت الأسباب.
فـ هذا الجدال والصراع داخل المشاهدين، كان مقصودًا جدًا مننا أثناء الكتابة، وتفاعل الجمهور معه بهذه الصورة، جعلنا نتأكد أننا نسير على الطريق الصحيح للمسلسل.
ماذا عن كواليس الكتابة المشتركة بين أمين جمال ومينا بيباوي وحمدي التايه؟
بدأت بفكرة من أستاذ يسري الفخراني، ثم معالجة، ثم طورنا المعالجة أكثر من مرة، حتى تم الاستقرار على الشكل النهائي.
أمين جمال، باعتباره رئيس ورشة الكتابة، فـ كان هو الدينامو أو المحرك للخطوط الأساسية وبناء الشخصيات، وكان مرشدًا لي أنا ومينا، لكننا نحن الثلاثة اشتركنا في تفاصيل الأحداث والاتفاق على الذروات ومراحل العمل، حتى أننا في مرحلة ما، لغينا بعض الحلقات المكتوبة، وتمت إعادتها من جديد، لتكون في أفضل صورة.
بالمناسبة، أمين جمال شخص داعم للغاية، ليس في مسلسل «الأصلي» فقط، لكن في كل أعماله، يحب مساعدة أصدقائه والوقوف إلى جانبهم، ولديه خبرة كبيرة في الوسط الفني، عن طريقة تعامل النجوم واختيار الشخصيات، والتوجيه والإرشاد لما يلقى قبولًا بين المشاهدين، ويكون مختلفًا في الوقت نفسه.
أما مينا بباوي، فـ هذا أول تعاون بيني وبينه في الكتابة، وجاء مثمرًا، هو شخص مجتهد و«مبدع»، وأتمنى ألا يكون التعاون الأخير بيننا.
ما أصعب المشاهد التي واجهتكم أثناء كتابتها؟
مشهد مواجهة الأخوات في الحلقة العشرين، عندما تعود «فاطمة الأصلي» من الإسكندرية، وتخبرهم بأنها لن تمنحهم الورث، وردود أفعالهم على هذا القرار.
ومشهد نزول يافطة «سيد الأصلي» من على محل والد «فاطمة»، كنا نحاول أن نفكر في أفضل صورة له، ومشهد اعتراف «جابر» لـ«فاطمة» بخيانته، كُتب أكثر من مرة.
وأيضًا مشهد عودة «فاطمة» إلى منزلها، بعد اتحاد أشقائها ضدها، وحديثها أمام صورة والدها، وخلعها الساعة والسبحة التي ورثتهما منه، إذ يحدث «فلاش باك»، لتتذكر وصيته، لكنها تعود، لتمسك السبحة وترتدي الساعة من جديد.
كتبناه، ثم مسحنا منه بعض الجمل، وكتب مرة ثانية، لأننا كنا نريد أن يخرج على الشاشة في شكل صورة، أكثر من كونه مجرد «كلام».
هل استعنتم بخبراء نفسيين أو قانونيين فيما يتعلق بتفاصيل قصة المسلسل؟
كل الأمور المرتبطة بتفاصيل علمية أو قانونية أو طبية، كنا نلجأ فيها إلى أهل الخبرة المتخصصين.
استعنا بقانونيين و3 محاميين لفهم بعض الأمور من أجل شخصية «فريدة الأصلي»، التي تعمل بالمحاماة.
وكنا أحيانًا نستعين بآراء زوجاتنا وشقيقاتنا النساء، في معرفة رد فعلهن على مواقف معينة للأبطال، ثم نفكر في مدى مطابقة هذا رد الفعل على صفات الشخصية بالمسلسل، وهكذا.
وهل تضمن المسلسل مواقفًا أو أحداثًا واقعية؟
ليس بنسبة 100%، فـ عندما قرأنا قصصًا كثيرة عن فكرة النزاع على الميراث، كانت توحي لنا بخطوط عريضة للأحداث، وكان من الممكن أن نأخذ من كل منها سطرًا أو شخصية، لكن ليست هناك قصة حقيقية كاملة بالمسلسل.
فـ مثلًا حكاية ابنة «فايزة الأصلي»، التي تعرضت للنصب عبر الإنترنت، على يد أحد الشباب، وقدم لها هدية «سيارة»، ثم خدعها، وتدخل أحد من أهلها، لإنقاذ الموقف، موجودة في الواقع، لكن لم تكن الهدية «سيارة»، ونحن استخدمناها بعد إجراء هذا التعديل.
وماذا عن الحلقات الأخيرة من المسلسل؟
قرأت توقعات الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن تشهد نهاية المسلسل، وفاة «فاطمة»، أو ألا تكون مريضة، فـ أحيانًا يتمنى المشاهدين، في المسلسل، ما يسعدهم، لكن، الواقع لا يكون دائمًا بهذه الصورة.
بالتأكيد لا يمكنني أن أحرق النهاية، لكن أقول لكِ إن النهاية ستكون هي الأفضل دراميًا للأحداث، سواء توافقت مع تمنيات الجمهور، أو جاءت معارضة لذلك.