في أولى حلقات برنامجه الرمضاني
مفتي الجمهورية: توجد علاقة وطيدة ومتينة بين القرآن الكريم وشهر رمضان
تقدَّم الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم بخالص التهاني والتبريكات إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي وللشعب المصري وللأمَّتين العربية والإسلامية بمناسبة شهر رمضان المبارك، داعيًا الله -عزَّ وجلَّ- أن يتقبَّل منَّا جميعًا الصيام والقيام وصالح الأعمال.
جاء ذلك خلال أولى حلقات برنامج الرمضاني اليومي «القرآن علَّم الإنسان» مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد.
وأضاف المفتي، أنَّ النبَّي -صلَّى الله عليه وسلم- قد حثَّ المسلمين على حُسن استقبال هذا الشهر، مبيِّنًا ما ينبغي عليهم فعله فيه من أجل حصول حسن تعرُّضهم لنِعم الله تعالى ورحمته المبثوثة في زمانه المبارك، والفرح بما يفيضه الرحمن عليهم من فيوضاتٍ ورحمات، فقد خطب -صلَّى الله عليه وسلم- في آخر يومٍ من شعبان فقال: «يا أيها الناس، قد أظلكم شهرٌ عظيمٌ، شهرٌ مباركٌ، شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضةً، وقيامَ ليله تطوعًا، مَن تَقَرَّبَ فيه بخصلةٍ من الخير كان كمن أدَّى فريضةً فيما سواه، ومن أدَّى فريضةً فيه كان كمن أدَّى سبعين فريضةً فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يُزَادُ فيه رزق المؤمن، مَن فَطَّرَ فيه صائمًا كان له مغفرةً لذنوبه وعِتْقَ رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيءٌ».
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن هناك علاقة وطيدة ومتينة بين القرآن وشهر رمضان؛ فمن خصائص شهر رمضان نزول أُولى آيات القرآن الكريم في يوم من أيام شهر رمضان وفي ليلة مباركة هي ليلة القدر على النبي الرءوف الرحيم في هذا الشهر العظيم.
وأضاف: «وهكذا شهد شهر رمضان المبارك اتصال السماء بالأرض، وتنزل أمين الوحي بالنور والكتاب المبين، ليبزغ فجر الإسلام والإيمان بالله رب العالمين، ومن تلك اللحظة ارتبط القرآن الكريم ارتباطًا وثيقًا بشهر رمضان ليصبح شهر القرآن، فعن ابن عباس قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلَرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة))».
واستعرض المفتي فضل القرآن والشريعة والعلم مستشهدًا بقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: "مَثلي ومَثل الأنبياء من قبلي كمَثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله إلا موضع لَبِنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة! قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين".
وأكد أن رسالة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- هي اللبنة الأخيرة التي أكملت الرسالات واختتمتها لكي تبقى البشرية موصولة بهذا الوحي الإلهي.