عودة السفارة الإيرانية لطرابلس..ماعلاقة اليورانيوم المخصب وتطبيع العلاقات بين طهران والرياض؟
بحثت وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ليبيا نجلاء المنقوش مع نظيرها الإيراني حسین أمیر عبداللهیان، الترتيبات اللازمة لعودة السفارة الإيرانية إلى العاصمة طرابلس، وذلك بعد أقل من أسبوعين من إعلان حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة بدء الترتيبات لعودة السفارة الإيرانية إلى طرابلس، خلال لقاء وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش في مكتبها مع السفير الإيراني لدى ليبيا محمد رضا.
وقال بيان صادر من وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة، أن المنقوش وعبد اللهیان بحثا تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، في شتى المجالات، خاصة الجانب الاقتصادي، وذلك في اتصال هاتفي بين الطرفين، مساء أمس الأحد، حسبما ذكرت الصفحة الرسمية للخارجية الليبية على "فيسبوك".
تأتي هذه التطورات في العلاقات الليبية الإيرانية، بعد أيام قليلة من الإعلان عن الاتفاق بعودة العلاقات بين الرياض وطهران برعاية الصين.
يقول عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا محمد معزب، أن التواجد الإيراني له تداعياته على المجتمع الليبي، مشيرا إلى أن بعض النشاطات المشبوهة من جهات إيرانية رصدت خلال الفترة الماضية، والتي تهدف لنشر المذهب الشيعي، وهو من شأنه تعزيز الانقسام في المجتمع الليبي على أسس مذهبية وطائفية، كانت ليبيا تتميز بخلوها منها.
وأضاف «معزب»، في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أن عمليات تقسيم المجتمعات على أي أساس سياسي أو طائفي تتماهى مع أهداف واشنطن في المنطقة، لذلك يمكن أن تسمح واشنطن بتغلغل إيران في شمال إفريقيا.
وفيما يتعلق بمساعي طهران للحصول على اليورانيوم من ليبيا، تشير العديد من التقارير إلى أن مناجم اليورانيوم تتواجد بالجنوب الغربي لليبيا في منطقة العوينات الغربية بالقرب من مدينة غات، الحدودية مع الجزائر، يقول «معزب»، أن ليبيا لا تحتوي على اليورانيوم، وأنه متوجد في دول الجوار التي تسيطر على مخزونها فرنسا.
ويقول المحلل السياسي الليبي محمد الأسمر، إن السياسة الخارجية في ليبيا مرهونة بعدة معطيات، في مقدمتها القوى الحاكمة التي تتقاطع مصالحها مع بعض القوى المنخرطة في المشهد، مشيرا إلى أن نجلاء المنقوش تعمل على موائمة الوضع و"المحاباة"، وفقا للإرادة الدولية، خاصة في ظل التغيرات التي حدثت على مستوى العلاقات بين واشنطن وإيران، أو منطقة الخليج.
ويوضح الأسمر، أن الوجود الإيراني في ليبيا، ليست لديه معطيات داعمة، من الناحية الأيدولوجية أو تقاطع المصالح، خاصة أنها تركز بالقدر الأكبر على منطقة الخليج والشام.
ويشير الأسمر، إلى أن المجموعات التي تواجدت من الحرس الثوري في ليبيا ليبيا في العام 2011، لم تجد "الحاضنة" الاجتماعية للفكر والتوجه الإيراني.
وحسب العديد من التقارير وشهادات أدلى بها البعض من المنخرطين في الميدان في ليبيا في عام 2011، تواجدت مجموعات من "فيلق القدس" في ليبيا.
ويقول الدكتور محمد الزبيدي أستاذ العلاقات الدولية الليبي، إن العلاقات بين الجانب الإيراني والحكومات التي تعاقبت على طرابلس قوية منذ العام 2011.
ويضيف الزبيدي، أنه رغم عدم وجود السفارة إلى أن التعاون مع الحكومات المتعاقبة في طرابلس مستمر منذ فترة طويلة، مشيرا إلى أن قوة العلاقة بين الجانبين قائمة بالأساس على العداء التي تنصبه الحكومات التي تعاقبت في طرابلس للنظام الليبي السابق" الرئيس معمر القذافي"، وهو ما يتلاقى مع العداء بين إيران وحزب الله مع القذافي، بسبب قضية اختفاء "موسى الصدر".